«البريد السعودي»: دقة مشروع «العنونة» تحدد الموقع بـ«الكيلومتر المربع»

أنجزت مليون عنوان بريدي تفيد في تطبيقات الحكومة والتجارة الإلكترونية

تعتبر مؤسسة البريد العناوين الرسمية استثمارا استراتيجيا يخدم توجه البلاد لتقديم خدمات الحكومة الإلكترونية («الشرق الأوسط»)
TT

وصف المهندس علي حسن بخيت مدير إدارة العنوان البريدي في مؤسسة البريد السعودي، دقة العناوين التي أدرجتها المؤسسة في إنجاز مشروع «العنونة» بـ«الشديدة»، مؤكدا إمكانية المشروع لرصد كل متر مربع على أرض السعودية.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «استكملت المؤسسة تأسيس وبناء نظام للعنونة البريدية يسهل الاستدلال على المواقع والمباني السكنية، والمكاتب التجارية، والمرافق الخدمية، بكل يسر وسهولة».

واعتبرت مؤسسة البريد السعودي موافقة مجلس الشورى على تفعيل المواد الخاصة بالعناوين في نظام الأحوال المدنية ونظام الإقامة ونظام السجل المدني، نقلة ستعمم استفادة المواطنين والمقيمين في البلاد من نظام العنوان البريدي.

وكشف مصدر مطلع في المؤسسة لـ«الشرق الأوسط» عن انتهائها من تنفيذ أكثر من مليون عنوان بريدي للمواطنين والمقيمين في المملكة خلال السنوات السبع الماضية، مؤكدا أن تفعيل هذا العنوان يساعد المواطنين والمقيمين في الاستفادة من خدمات الحكومة الإلكترونية، وتطبيقات التجارة الإلكترونية، والخدمات البريدية المتقدمة، والاستدلال على المواقع بيسر وسهولة، واستثمار وظائف ومميزات المحدد الإلكتروني للبريد السعودي على شبكة الإنترنت، والتوصل إلى العناوين الجديدة عبر الهواتف الذكية، كما يمكن الاستفادة منها في حالات الطوارئ.

وأوضح المهندس بخيت أن تأسيس وبناء العنوان البريدي جاء نظرا لعدم وجود نظام معياري موحد للعنونة قبل تأسيس وبناء هذا العنوان، يسهل الاستدلال على العناوين المطلوبة، بما فيها السكنية والتجارية والخدماتية، وعدم تسمية أو ترقيم بعض الأحياء والشوارع، مما يضطر المواطنين والمقيمين إلى الاستدلال على العناوين وفقا للاجتهادات الوصفية.

وأضاف أنه «كما اتضح لمؤسسة البريد السعودي صعوبة بناء منظومة متقدمة من الخدمات البريدية، من دون توفر نظام واضح للعنونة يغطي مدن المملكة ومحافظاتها كافة قابل للاستدلال محليا وعالميا، مما يعني ضرورة الانتقال من العنوان الوصفي إلى العنوان الرقمي (العناوين الذكية)».

وأكد مدير إدارة العنوان البريدي أن العنوان الذي طورته المؤسسة يستفيد من أحدث التقنيات في مجال نظم المعلومات الجغرافية لتحديد المواقع كافة، ولذلك فهو يسهل الوصول إلى المواطنين والمقيمين كافة والاستدلال على عناوينهم بطريقة متطورة، وتقديم الخدمة البريدية لهم في محل إقامتهم. كما أكد أن العنوان يسهل على القطاعات الخدمية، وقطاعات الطوارئ كالهلال الأحمر والشرطة والدفاع المدني الوصول إلى جميع العناوين المطلوبة لتقديم خدماتهم للمواطنين والمقيمين في حالات الطوارئ.

وقال «طورت المؤسسة العنوان البريدي بآلية تجمع بين العديد من المزايا، فهو عنوان حصري لكل وحدة سكنية أو تجارية، مبني على أساس رقمي إلكتروني مرتبط بالإحداثيات الجغرافية، ويتيح وضع العناوين كافة على الخرائط الجغرافية الإلكترونية، ليصبح العنوان السعودي متاحا في الخرائط الذكية، ومعتمدا في الخرائط العالمية». واعتبر المهندس بخيت النظام الجديد للعنونة استثمارا استراتيجيا ستستفيد منه الأجيال المقبلة، ويخدم توجه الدولة نحو تقديم خدمات الحكومة الإلكترونية من خلال توفير إمكانية إيصال وتسلم الوثائق والمستندات والخدمات بيسر ومصداقية من الدوائر الحكومية والقطاعات الخدمية إلى المواطنين والمقيمين في محل الإقامة، كما يخدم التوجه الحكومي نحو تفعيل تطبيقات «التجارة الإلكترونية»، عبر تطبيق استراتيجية «عنوان لكل إنسان» الهادفة إلى إيجاد عنوان لكل مواطن ومقيم.

وعرض الدكتور عبد العزيز الوزان من مؤسسة البريد السعودي، ورقة عمل حول الاستراتيجية المستقبلية للبريد السعودي، باعتباره من أهم الجهات التي تستفيد من تقنيات تحديد المواقع الجغرافية والخرائط الرقمية، معتبرا أن ما قام به البريد السعودي من وضع نظام وطني موحد يلبي متطلبات تحقيق التنمية وتطوير الحكومة الإلكترونية.

وأشار الوزان إلى أن العنوان البريدي واحد من العناصر الرئيسية لتطوير البريد في المملكة وتطبيق الحكومة الإلكترونية، كما يعتبر العنوان في مكانه عنصرا رئيسيا للبنية التحتية في المشاريع الوطنية الطموحة.

وركز العرض الذي قدمه الوزان بالتفصيل على آلية وقواعد إنشاء الصندوق البريدي وتطبيق نظام موحد لعناوين وطنية وإيجاد السياسات التي تحكم ذلك في جميع مدن ومناطق قرى المملكة.

وقال إن النظام الوطني الموحد للبريد عمل على إنشاء العناوين البريدية بشكل متكامل، ولكل موقع داخل المملكة يحتوي على الرمز البريدي، ورقم المبنى، والرقم الإضافي، وذلك بما يتناسب مع الوضع المحلي وتنسيق موثوق به عالميا.