جدة: دمج «الأمل» و«الصحة النفسية» للارتقاء بعلاج المدمنات

تأكيدات على ازدياد أعدادهن نتيجة انتشار التدخين بينهن

جدة في انتظار مشروع جديد لمستشفى الأمل لعلاج الإدمان ومرضى الصحة النفسية («الشرق الأوسط»)
TT

أعطى قرار دمج مستشفى الأمل لعلاج الإدمان ومستشفى الصحة النفسية في جدة شيئا من التفاؤل تجاه تطوير إمكانيات علاج النساء المدمنات، خصوصا أن مستشفى الصحة النفسية ظل يقدم خدماته لنحو 18 عاما، في وقت خلا فيه «أمل جدة» من القسم النسائي حتى قبل عامين.

وجاء استحداث أقسام نسائية لعلاج المدمنات في مستشفى الأمل بجدة عقب جدل واسع أثير حول ضرورة وجود قسم نسائي بالمستشفى، إلا أن تلك الخطوة اعتبرها متخصصون متأخرة.

الدكتورة هيفاء سلامة، الإخصائية الاجتماعية في أحد المستشفيات الخاصة بجدة، ذكرت أن إنشاء أقسام نسائية في مستشفى الأمل بجدة على غرار كل من الرياض والدمام كان من المفترض القيام به منذ سنوات، ولا سيما أن أعداد المدمنات تشهد ارتفاعا دون وجود إحصائيات رسمية.

وقالت الدكتورة هيفاء سلامة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن سبب ارتفاع أعداد المدمنات من النساء ناجم عن انتشار التدخين بين الأوساط النسائية»، مشيرة إلى أن أكثر أنواع المخدرات الرائجة بين الفتيات تتمثل في الحشيش والأقراص المخدرة بكل أنواعها، في حين أكد مصدر مسؤول في مستشفى الأمل لعلاج الإدمان بجدة أن العمل بين كل من مستشفى الأمل والصحة النفسية يعد منفصلا في الوقت الحالي، الأمر الذي من شأنه أن يتسبب في إرهاق المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج العضوي والنفسي في آنٍ واحد، لافتا إلى أنه سيتم دمج الكوادر العاملة في كل مستشفى معا في مجمع الأمل للصحة النفسية والإدمان الجديد. وقال المصدر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه الخطوة تساعد في تسهيل العلاج على المرضى من ناحية الكشف والتحاليل والاستشارات الطبية، إلى جانب انتقال المريض من قسم إلى آخر في مكان واحد، عوضا عن تنقله بين جنوب جدة وشمالها»، مؤكدا «وجود قسم نسائي مجهز بالكامل يستقبل المدمنات والمعتلات نفسيا على حد سواء». وأفاد بأن مشروع ضم كل من مستشفى الأمل ومستشفى الصحة النفسية ضمن مبنى واحد في منطقة عسفان شمال شرقي مدينة جدة خصص له ما يقارب 200 مليون ريال، مرجعا سبب استغراق الانتهاء منه لنحو ثلاث سنوات إلى الحاجة إلى مبنى متخصص ومهيأ لعلاج الإدمان والأمراض النفسية على حد سواء، خصوصا أن «أمل جدة» يبلغ عمره نحو 20 عاما، في حين يصل عمر مستشفى الصحة النفسية إلى 65 عاما.

وأضاف: «بعض المرضى يستقبلهم مستشفى الصحة النفسية ويتم اكتشاف تعاطيهم لأي نوع من أنواع المخدرات، وهم من يتم تحويلهم إلى (الأمل)، والعكس، حيث نقوم بإحالة المضطربين نفسيا من المدمنين إلى الصحة النفسية، الأمر الذي يؤخر علاج مثل تلك الحالات».

الجدير بالذكر أن الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة كان قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن تسليم الأرض التي من المقرر أن يشيد عليها مستشفى الأمل والصحة النفسية الجديد لمقاول التنفيذ، حيث تصل سعته السريرية إلى نحو 600 سرير، وذلك بهدف البدء بالمشروع، على أن يتم الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات من الآن.