عشاق الرحلات الخلوية يرفعون مبيعات الدراجات النارية 200%

موسم الشتاء بالسعودية يفاقم الإقبال عليها

برودة الأجواء دفعت البعض إلى اقتناء الدراجات النارية أثناء التنزه في الرحلات البرية (تصوير: خالد الخميس)
TT

رفعت الرحلات الخلوية التي تنشط خلال هذه الفترة، بالتزامن مع اعتدال درجات الحرارة، مبيعات الدراجات النارية ذات العجلات الأربع، حيث تستخدم عادة في صعود الكثبان الرملية، والسير على الطرقات الوعرة، التي لا تجد جوا مناسبا لذلك إلا في فصل الشتاء، الأمر الذي يسهم وبشكل مباشر في رفع الإيرادات لأكثر من 200 في المائة على ما كانت عليه قبل دخول فصل الشتاء، بحسب تأكيدات عدد من العاملين في مجال البيع والتسويق.

وباعتبارها تجارة تجد رواجا كبيرا فقد نشطت جميع مجالات بيع الدراجات النارية، وشملت الجديدة منها والمستعملة، كما انعكست على مبيعات قطع الغيار، وبعض المحلات المتخصصة في تجهيز الدراجات النارية، وتطويرها وزيادة قوة محركاتها، كما دخلت حديثا في مجال المبيعات الكثير من الشركات الصينية التي دخلت السوق بقوة، واقتطعت جزءا لا بأس به من المبيعات.

وأكد فهد الشميمري صاحب محل لبيع الدراجات النارية أن فصل الشتاء يعد الموسم الذهبي الوحيد الذي يعوضون فيه الركود الذي يلف تجارتهم طوال السنة، وذلك لسوء الأحوال الجوية طوال العام، التي يطغى عليها ارتفاع درجات الحرارة، مما يجعل الكثبان الرملية غير متماسكة وغير مغرية لعشاق رياضة صعودها بالدراجات النارية.

وحول نسبة الإقبال التي تشهدها تجارتهم كشف الشميمري أن نسبة الإقبال تتجاوز 200 في المائة على ما كانت عليه خلال الأيام التي استبقت دخول الشتاء، موضحا أنه يشرف وبنفسه على سير الأعمال في المحل وعلى مدار الساعة، معتبرا ذلك فرصة وحيدة في العام لتحقيق الأرباح وتجاوز الإخفاقات التي يجنونها طوال العام، خصوصا أن لديهم مصاريف أخرى مثل رواتب العمالة وإيجار المحل.

من جانبه أبان طه عبد الرحمن مدير محل «الليلة البرية» لبيع الدراجات النارية أن النشاط الذي يحيط بالمبيعات ليس مقتصرا على الدراجات الجديدة، إذ شمل أيضا الدراجات المستعملة التي ارتفع عليها الطلب، نظرا إلى أن سعرها ينخفض بطبيعة الحال عن الجديدة، مبينا أن بعضا ممن يمتلكون الدراجات النارية ويرغبون في بيعها ينتظرون حتى دخول فصل الشتاء لبيعها بأسعار مرتفعة، نتيجة لارتفاع الطلب عليها.

وفي ما يتعلق بتأثير هذا الإقبال على الأسعار أفاد بأن الأسعار لم ترتفع كثيرا على ما كانت عليه، سوى بنسبة لا تتجاوز 5 في المائة بالنسبة إلى الدراجات الجديدة، أما المستعملة فقد ارتفعت لأكثر من 20 في المائة، ضاربا المثل بدراجة «سوزوكي»، التي تعتبر أكثر الأنواع طلبا، ذات مقاس 450، فقد ارتفعت من 34500 ريال قبل الشتاء وأصبحت حاليا تباع بـ40 ألف ريال، أما ذات مقاس 400 فقد ارتفعت من 32 ألف ريال لتصل إلى 34 ألف ريال.

وفي السياق ذاته كشف فيصل الخالدي، صاحب محل لبيع الدراجات النارية، أن الصين قادمة وبقوة في مجال بيع الدراجات النارية، وأصبحت تحتل حيزا من السوق وتتميز بأسعارها الرمزية، وتغريدها خارج المنافسة، حيث يبلغ سعر الدراجة الصغيرة ذات مقاس 70 أقل من 1200 ريال، أما الكبيرة ذات مقاس 110 فتباع بما يقارب 1800 ريال.

وعن أسباب انخفاض أسعارها إذا ما قورنت بالدراجات اليابانية المتسيدة للسوق، أو الكورية التي دخلت قبل فترة إلى السوق، أوضح الخالدي أن سبب انخفاضها هو عدم توفر بعض قطع الغيار، إضافة إلى عدم ثقة المستهلكين بها، لكنها تجذب شريحة معينة من المشترين، وتشكل مساحة لا يستهان بها في السوق مما يجعل الاستثمار فيها مشروعا ناجحا مستقبليا، بعد تقبل المستهلكين لفكرتها. من جهته كشف المهندس سعد القاسم المتخصص في صيانة الدراجات أن الحراك شمل أيضا محلات الصيانة وقطع الغيار، وذلك لتوقف معظم الدراجات خلال الفترة الماضية، مما يتطلب إعادة صيانتها أو تغيير بعض القطع الضرورية، لإعادتها صالحة للاستخدام. وأبان أن مجال تجهيز الدراجات وزيادة قوة محركاتها هي الأخرى شهدت حراكا ملحوظا، من قبل عشاق رياضة الصعود على الكثبان الرملية بالدراجات النارية، موضحا أن فصل الشتاء يعد موسم خير لكل الأنشطة المتعلقة بتجارة الدراجات النارية على وجه العموم.