«سور من الطين» يتوسط أكبر الأسواق التجارية بالخبر

بأيدي 8 حرفيين ينشدون الأهازيج الفلكلورية وسط مشاركة الكبار والصغار

البناء بالطين صورة من التراث السعودي تعود من جديد لتصافح المتسوقين بالمراكز التجارية على أيدي حرفيي المهنة («الشرق الأوسط»)
TT

تجمع 8 من حرفيي البناء بالطين المشهورين بمنطقة القصيم، في أحد أكبر مجمعات الأسواق بمدينة الخبر (شرق السعودية)، ليستعرضوا مهاراتهم التراثية مجاورين لعدد من الماركات العالمية التي تحتضنها السوق، ويأتي تجمع أولئك الحرفيين ضمن فعاليات تقيمها الهيئة العليا للسياحة والآثار لإعادة الموروث الشعبي في مجال البناء التقليدي بالبلاد، الذي تستهدف به جملة من الأسواق والتجمعات السكانية.

وكانت أصوات الحرفيين (استادية الطين) تتعالى وسط مول الراشد في الخبر، خلال تأديتهم لعملهم في إعداد عجينة الطين استعدادا لبناء سور من الطين داخل السوق بمشاركة عدد من المتسوقين وزوار المول التجاري.

وأوضح إبراهيم الحمدان كبير استادية الطين بمنطقة القصيم، والمشارك في فعاليات البناء بالطين في المولات التجارية أن حب المجتمع لهذه الفعالية نابع من ارتباطهم بالتراث العمراني في المملكة، موضحا أن البناء بالطين بدأ يزول قبل نحو35 عاما مع بداية الألفية الجديدة، حيث حلت المنازل المسلحة بديلا للطين وساد كساد كبير الحرفية في قطاع البناء بالطين. وكانت حرفة البناء بالطين في تلك الحقبة تتم بأيدي عدد من استادية الطين المعروفين بالمنطقة، ومع تزايد أعداد العمالة الوافدة، باتت تقدم الأعمال الطينية كنوع من الزخرفة العمرانية للمباني السكنية.

من جانبه، يرى محمد الصعنوني أحد المشاركين في البناء بالطين، أن الجميع أصبح يعرف فنون البناء بالطين، من خلال قيام البعض بالبناء بتلك الطريقة التقليدية لمباني الاستراحات والمنتجعات الخاصة، ومشيرا إلى أن تجربة البناء في المول التجاري، شهدت تخوف كثير من المتسوقين من تلويث ملابسهم واتساخها نتيجة المشاركة للحرفيين في تأدية عملهم ببناء سور من الطين داخل المول، ولافتا إلى أن الرغبة في المشاركة والفضول لدى البعض دفعهم للمشاركة في بناء الجدار الطيني، وهو ما جعل الكبار يشاركون مع الصغار في فعالية تستهدف الجمهور.

إلى ذلك، يشير الدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم، إلى مشاركة المنطقة بـ8 من الحرفيين، وهو عدد جيد من الحرفيين المرتبطين ببناء الطين ونجارة الأخشاب، التي تستخدم عادة في البناء، ومشيرا إلى أن البناء بالطين أتاح نشاطا اقتصاديا جديدا في القصيم، حيث إن الطلب مرتفع جدا على هؤلاء الحرفيين من مواطنين وجهات رسمية.