«السياحة والآثار»: لدينا خطط للتعامل مع المواقع التاريخية في مكة المكرمة

السواط لـ «الشرق الأوسط»: جار حصر الآثار بما لا يفضي إلى تقديس أو تعظيم

تزخر مكة المكرمة بالعديد من المواقع التاريخية الإسلامية، ويعد غار ثور أحد أهم تلك المواقع الأثرية (تصوير: أحمد حشاد)
TT

كشفت الهيئة العليا للسياحة والآثار أن لديها خططا للتعامل مع مواقع التاريخ الإسلامية بمكة المكرمة بما يتسق مع العقيدة الصحيحة والفطرة السليمة، مؤكدة أن بئر طوى التاريخية مسجلة ضمن الآثار المعتمدة لديها.

وطبقا لعبد الله السواط، المدير التنفيذي لفرع الهيئة العليا للسياحة والآثار في مكة المكرمة، فإنه سبق أن سجلت بئر طوى من ضمن الآثار المسجلة في الهيئة العامة للسياحة والآثار حسب الأمر السامي الكريم رقم 3212/ م ب بتاريخ 14-4-1429هـ والقاضي بالمحافظة على الآثار وحصرها بما لا يفضي إلى تقديس أو تعظيم.

وأفاد السواط، ردا على استفسارات «الشرق الأوسط»، بأنه انطلاقا من توجيهات الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، التي يشير فيها دوما إلى أننا أهل عقيدة صحيحة وفطرة سليمة لدينا في الهيئة العامة للسياحة والآثار خطط للتعامل مع مواقع التاريخ الإسلامي بمكة المكرمة بما يتفق مع الرؤى الشرعية التي أنعم الله بها على هذه البلاد وقادتها فحرصوا على تطبيقها ورعايتها.

وقال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «منطقة جرول التاريخية تمر بأعمال إزالة، وسيرى الجميع البئر في ثوبها الجديد بعد قيام المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية وحول الحرم».

إلى ذلك، ذكر سعد الجودي الشريف، أستاذ التاريخ المعاصر، لـ«الشرق الأوسط»، أن البئر موجودة في حي جرول أو ما يعرف ببئر طوى، وهي من أهم المواقع الأثرية حيث المكانة التاريخية العريقة والأحداث المهمة، وهي في ذات المكان والموقع الذي اغتسل فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيها قبر أبي لهب وجبل قعيقعان وغيره من المعالم الأثرية التاريخية المهمة التي عرفت بها مكة المكرمة.

وذكر الشريف أن للبئر دلالات تاريخية فقد ارتبطت بأنها المكان الذي كان يغتسل فيه خاتم الأنبياء والمرسلين، وتنضوي فيها مفاهيم تاريخية عميقة لدخولها في حي جرول مباشرة، مستدركا بأن «جرول» كانت تعرف بأنها «طوى» قبل أن يتغير الاسم كليا، وهو واد من أودية مكة، يسيل في سفوح جبل أذاخر والحجون من الغرب، وتفضي إليه كل من ثنية الحجون - كداء قديما - وثنية ريع الرسام - كدى قديما، ويذهب حتى يصب في المسفلة عند قوز النكاسة - الرمضة قديما - من الجهة المقابلة.

وقال الباحث التاريخي، إن البئر لم تشملها أعمال الإزالة التي انصبت في المنطقة المركزية بغية تطوير وتوسعة المكان للمسلمين خاصة مشروع توسعة تطوير الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وذلك لصالح إنشاء أنفاق المشاة المؤدية إلى المسجد الحرام، حيث يتم هدم وإزالة 55 عقارا بجرول لصالح المشروع، في حين بلغ عدد العقارات التي أزيلت بشكل عام لصالح المشروع 1400 عقار.

واختتم الشريف حديثه بالقول: «الطوى كلمة فصيحة وتعني البئر المطوية بالحجارة، ومن أسماء الطوى أيضا العد، بكسر العين، وهي كلمة فصيحة أيضا وتعني الموضع الذي يتخذه الناس ويجتمع فيه ماء كثير. واكتسبت البئر أهمية خاصة، فقد ثبت أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بات فيها ليلة فتح مكة وانطلقت جيوشه منها إلى داخل مكة من طرق مختلفة».

من جانبه، عرج الدكتور فواز بن علي الدهاس، أستاذ تاريخ الجزيرة العربية لـ«الشرق الأوسط»، قائلا إن طوى هي أحد أودية مكة الثلاثة التي يتكون منها عمرانها، وتعرف اليوم ببئر طوى بين القبة وريع أبي لهب، وهي بئر قديمة مطوية عليها بناء، ويقال إن الذي حفرها هو عبد شمس بن عبد مناف، ثم نثلها (استخرج ترابها) في ما بعد عقيل بن أبي طالب.

وأوضح الدهاس أن موقع هذه البئر هو الذي بات فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الفتح، وهي نقطة التوزيع التي وزع فيها عليه الصلاة والسلام جيشه القادم لفتح مكة، فأمر الزبير بن العوام - رضي الله عنه - أن يدخل مكة في بعض الناس من كداء «الحجون»، وأمر خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أن يدخلها من الليط أسفل مكة ومعه من قبائل العرب من غفار وأسلم ومزينة وجهينة، ثم تحرك صلى الله عليه وسلم فاتجه من ناحية أذاخر.

وأضاف أن وادي طوى عبر سيله بين الحجون وريع الكحل مارا بجرول حتى يجتمع بوادي إبراهيم في المسفلة أعلاه ريع يسمى اليوم بريع اللصوص، ووسط الوادي العتيبية الحي المعروف، وهذه البئر يشرف عليها من الشرق جبل قعيقعان والجهة التي تشرف عليه تسمى جبل السودان.