فتيات يستبدلن بموضة الأزياء مواصفات الأجهزة التقنية

فيما يشبه الهوس بشراء الجديد من دون النظر لفائدته للمستخدم

يقدر متعاملون في سوق الأجهزة الذكية بالسعودية أن حجم مشتريات الفتيات يقارب 600 مليون ريال سنويا («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من حرص منتجي الأجهزة التقنية على توفير مجموعة واسعة من الخيارات المنوعة لكل منتج لإرضاء قطاع عريض من الشابات بشكل خاص، لكونهن يسعين بشكل لافت إلى الحصول على آخر صيحات التقنية، خصوصا في الأجهزة الذكية، لكن هنالك مجموعة من الفتيات يخالفن هذا التوجه، مؤكدات أن التقنية للفائدة، وليست من باب المفاخرة و«المظهرية» وإظهار الشكل المتميز.

الشابة إيمان خالد تشير إلى أنها تحرص على شراء الأجهزة الذكية مع ظهورها في الأسواق السعودية، ولكن اختياراتها تعتمد على نوع الخدمة التي يقدمها الجهاز الجديد بغض النظر عن الشكل والإكسسوار، حيث تحرص على شراء جهاز به معالج سريع يسهل أداء الأعمال بكل سهولة ويسر، وتضيف: «لا أهتم بالشكل إطلاقا فهو أمر ثانوي، والذي يهمني هو الخدمات التقنية التي يقدمها الجهاز كسرعة الإنترنت والبرامج الملحقة أيضا كتحديد المواقع وتعديل المستندات وتحريرها».

وتؤكد أشواق حسن أن الفتيات يقبلن بشكل كبير على الأجهزة المطروحة حديثا دون حتى السؤال عن حجم الخدمات المقدمة، ودونما النظر في سلبياتها أو مميزاتها الداخلية والبرامج الملحقة، وتضيف أنه «يوجد عدد محدود من الفتيات والشابات اللاتي يحرصن على السؤال والبحث قبل الشراء»، لافتة إلى أن الغالبية العظمى تهدف للشراء من أجل الظهور بشكل مميز أمام الأخريات.

وفي الوقت الذي أشارت فيه إحصاءات غير رسمية إلى أن حجم مشتريات الفتيات من الأجهزة الذكية الحديثة يقدر سنويا بنحو 600 مليون ريال، أكد فؤاد عبد الملك وهو صاحب محل متخصص في بيع الأجهزة الذكية بشارع فلسطين وسط جدة، أن الفتيات يقبلن بشكل لافت على شراء الأجهزة الحديثة، دونما السؤال عن المميزات، على عكس الشبان، مضيفا أن نسبة ضئيلة لا تتجاوز 5 في المائة من العملاء من الفتيات والشابات يسألن عن المميزات والتقنيات التي تقدمها الأجهزة الذكية.

بدورها، تلفت عواطف محمد المتخصصة الاجتماعية إلى أن اندفاع الأشخاص في ما يشبه الهوس على اقتناء التقنية، يمثل ما يشبه العامل النفسي في حب الظهور أمام الآخرين، حتى ولو كان بعيدا عن العقلانية، وأضافت أنه «ينبغي شراء الشيء الذي يقدم الخدمة، دونما الإنفاق بشكل مبالغ فيه من أجل حب الظهور».

وأكدت أن هنالك مشكلة تتلخص في متابعة التقنية أولا بأول، والخسائر الفادحة التي تتكبدها الكثير من الشابات من أجل الحصول على آخر الصيحات في أمور عدة، دونما سؤال أو استفسار، والسبب هو الخوف من كلام الآخرين وانتقاداتهم.

واعتبرت المتخصصة الاجتماعية أن التسوق من دون هدف مرض يصيب 80 في المائة من السيدات، و20 في المائة من الرجال، مشيرة إلى أن دراسة أميركية حديثة بينت أن كثيرا من النساء يلجأن للتسوق كترفيه وتغيير من النمط اليومي الرتيب للحياة، بينما تلجأ أخريات للتسوق في حالة الشعور بالضغط النفسي أو العصبي.