تشكيليو الأحساء يترقبون مركزا متخصصا لـ«الفنون الجميلة»

البقشي: واحة الفن بمعرض «أرامكو» جمعت المتخصصين في ورش عمل متنوعة

يستقبل معرض «أرامكو» الثقافي بالأحساء آلاف الزوار لتنمية الثقافة البصرية والفنية والاجتماعية على فترتين صباحية ومسائية («الشرق الأوسط»)
TT

دعت الفنانة التشكيلية تغريد البقشي المشرفة العامة على خيمة واحة الفن بمهرجان «أرامكو السعودية الثقافي»، الذي افتتح نهاية الأسبوع الماضي في الأحساء، إلى إيجاد مركز متخصص أو أكاديمية لتعليم الفنون الجميلة في الأحساء التي ينمو فيها الفن التشكيلي ويأخذ مدى متناميا.

كما طالبت بالاهتمام بالفنون البصرية وتنظيم فعاليات شبيهة بما يفعله «مهرجان أرامكو الثقافي» في الأحساء بشكل سنوي، وقالت: «إن الأحساء تفتقر لمثل هذه التنظيمات، ونسعى إلى تكرار وتطوير الفعاليات التعليمية الخاصة بالمجال الفني».

وأكد التشكيلي محمد الحمد عدم وجود أكاديمية تعنى بالفنون التشكيلية الصحيحة عدا بعض الجامعات، وتكون فيها دراسة تخصص غير مكثفة، إضافة إلى أن هناك الكثير من الأسئلة التي تعنى بالفن التشكيلي السعودي كالحاجة لبنيالي تشكيلي سعودي الذي لم يرَ النور حتى الآن.

وتتزامن تصريحات التشكيليين السعوديين، في وقت تستمر فيه فعاليات مهرجان «أرامكو السعودية الثقافي» التي تقام في متنزه الملك عبد الله البيئي الواقع على الطريق الدائري الجنوبي بمدينة الهفوف، على مدى خمسة وعشرين يوما في فترتين: صباحية مخصصة للزيارات الخاصة والمدارس، وفترة مسائية تبدأ من الساعة الخامسة عصرا وحتى العاشرة مساء.

وأوضحت تغريد البقشي التي تشرف على خيمة «واحة الفن» بالمهرجان، تعطش الجمهور للفنون التشكيلية والبصرية. وقالت إن «مهرجان أرامكو السعودية الثقافي» «جاء في الوقت والمكان المناسب، فهو يستقبل آلاف الزوار والمهتمين والمتعطشين لتنمية الذائقة البصرية الفنية بمنهج غير مباشر، ويستطيع كل فرد أن يراه بشكل طبيعي، ومن خلاله ينمي ثقافته البصرية والفنية والاجتماعية بمشاركته في هذه الأنشطة».

وأشارت إلى أن فعاليات خيمة «واحة الفن» «تنوعت في الأنشطة من فن النحت والخط العربي وفن الرسم والكاريكاتير، إذ يأتي الفرد مع العائلة لرغبته في التعليم بخلاف الشكل الأكاديمي، ويتشاركون اختيار الورشة المناسبة لكل فرد بمساعدة فريق متخصص لكل فن أو هواية، ولقد حققت هذه الهوايات استجابة كبيرة من الزوار».

وأكدت البقشي أن أبرز ما يظهره المهرجان «هو الدور التطوعي الفعال الذي يقوم عليه نخبة من الشباب والفتيات في حب العمل بمحض إرادتهم ورغبتهم من دون أي مقابل مادي، واضعين الهدف أمامهم بأن يقدموا ما تعلو به هممهم من خبرات ودعم معنوي لأهالي منطقة الأحساء».

وأوضح محمد الحمد أن المهرجان الثقافي الذي تنظمه شركة «أرامكو السعودية» يعطي الأطفال حقهم في التعبير عن فنونهم وكشف إبداعاتهم، وقال إن المهرجان الأخير أبرز اكتشاف أكثر من 50 موهبة في رسم الكاريكاتير من الأطفال من خلال المهرجان في خيمة «واحة الفن»، وهو ما يظهر وجود إبداعات أخرى مختلفة لم تكتشف بعد.

وأضاف الحمد أن الحراك التشكيلي السعودي يتصف بالنشاط والحركة، سواء عبر الفنانين أو الفنانات على مختلف التخصصات الفنية، مشددا على الحاجة لوجود صالات فنية تستضيف الأعمال التشكيلية وتوفر بيئة ملائمة للعروض الفنية. وذكر أن عدد الصالات قليل جدا كصالات متكاملة أو مطابقة للمواصفات والمقاييس الفنية التشكيلية؛ «فهناك صالات قد توفر مكانا للعروض، وقد ساهمت بعض جمعيات الثقافة والفنون بتخصيص صالات عادية بأسماء الفنانين كما في جدة صالة الفنان المرحوم عبد الحليم رضوي، وفي الدمام صالة الفنان عبد الله الشيخ، وفي الأحساء صالة المرحوم الفنان محمد الصندل»، معتبرا العروض في المجمعات التجارية أو الأسواق غير لائقة باللوحة التشكيلية، إذ يرى أن العرض في هذه الأماكن يصاحبه الضجيج والازدحام.