معرض «أتألق» يحفز الطلبة على البحث العلمي

البرنامج يثري 4300 طالب وطالبة بالمنطقة الشرقية

متدرب يقوم بتجربة للحفاظ على الطاقة ضمن برنامج «أتألق» بشركة «أرامكو» («الشرق الأوسط»)
TT

وقف طالب يافع يتعرف بوسائل ابتكارية على عمليات توليد الكهرباء، في حين انشغل زميله في تجربة إنشاء محرك كهربائي، فيما دأب طالب ثالث على إجراء تجربة أخرى للمحافظة على الطاقة. وإلى جوارهم في مدرسة أخرى ثمة فتاة في سنهم تقوم بتجربة تتعرف من خلالها على كيفية دوران المحرك وكيفية تصنيع البطاريات الكيميائية، والتحليل الكهربائي للماء وذلك لإنتاج الهيدروجين والأكسجين.

وأخذت مدارس المنطقة الشرقية في تحفيز الطلبة وملكاتهم الإبداعية ضمن برنامج «أتألق»، الذي أطلقته شركة «أرامكو السعودية» بالتعاون مع شركة تطوير للخدمات التعليمية، ووزارة التربية والتعليم.

وبدءا من السبت الماضي والبرنامج يحقق تقدما في الأحساء، إذ زارته حتى الآن 34 مدرسة للبنين والبنات في الدمام والخبر والظهران والأحساء، وأثرى في أسبوعه التاسع ما يقرب من 3200 طالب وطالبة، من أصل 8000 طالب كهدف للبرنامج في مرحلته التجريبية. ومن المقرر أن يبلغ إجمالي المستفيدين من البرنامج بالمنطقة الشرقية نحو 4300 طالب وطالبة.

وفي كل مدرسة يتم تطبيق اثنين من البرامج التي تم تحديدها مسبقا وهي: شفرة الحياة، وطاقة للعالم، وجسور، والمدينة المثالية. ومدة تطبيق البرنامج في كل مدرسة هي أسبوع يبدأ من يوم السبت وينتهي يوم الأربعاء.

وفي المدرسة الأولى المتوسطة بالهفوف، وهي إحدى المدارس التي تم تطبيق البرنامج فيها، حظيت طالبات الصف الثالث متوسط ببرنامجين هما «طاقة للعالم»، و«المدينة المثالية»، وفي صف «طاقة للعالم» انشغلت الطالبات في إعداد البطاريات لكي تقوم بتحريك الطاحونة التي قمن على صنعها. في حين كانت فئة أخرى من الطالبات منهمكات في ابتكار أفكار جديدة للبحث عن وسائل أخرى بديلة عن البترول، وقالت طالبة «يتوجب علينا استثمار الطاقة النفطية والتقليل من استخدامها، واستخدام بدائل أخرى».

وتؤكد المدربة سارة رياض البصام، الحاصلة على بكالوريوس علوم «الكومبيوتر» من جامعة الجبيل، وتدرب في صف «طاقة للعالم»، أنها حرصت على «إعطاء المتدربات مساحة كافية لعرض أفكارهن وآرائهن، وما يدور في أذهانهن، يلي ذلك القيام بمناقشة أفكار الطالبات جميعا وإثراء النقاش بالأمثلة والوقائع، وطرح ما يمكن عمله لتطوير وتحسين حياتنا في المستقبل».

وبرنامج «طاقة للعالم» هو منهج مليء بالمواضيع الشيقة، المدعومة بالتجارب العلمية، لمساعدة الطالبات المشتركات على ربط المفاهيم النظرية مع الواقع العملي. وتضيف البصام «نقوم كذلك خلال الفصل بإثارة التساؤلات وحلقات النقاش وتشجيع الطالبات المتدربات على التفكير، وتحديد المشكلات الحالية، وإعطاء حلول ممكنة لها. وفي نهاية الأسبوع، أي اليوم الخامس الذي يصادف عادة يوم الأربعاء، يكون عبارة عن يوم خاص بمشاريع الطالبات، التي تجسد خلاصة ما تعلمنه من تجارب ومعلومات خلال الأسبوع».

وتبدو الطالبات في صف «طاقة للعالم»، مختلفات في تعاطيهن للمسائل التي يقدمها المنهج التعليمي، وهو منهج يدعمهن ليصبحن قادرات على التفكير النقدي، ويشعرن بأنهن قادرات على التفكير خارج الصندوق.

وتسعى الطالبات، كما الطلاب في صفوف أخرى، لابتكار حلول جديدة للاستفادة من الطاقة المختلفة والمتوافرة، كالاستعانة بطاقة الشمس والطاقة الهوائية وطاقة المياه، كبديل عن الطاقة البترولية، إضافة إلى قدرة المتدربين والمتدربات على استخدام أحدث البيانات والنظم وأجهزة الاستشعار، للتعرف على الطاقة وتوليد الكهرباء، وتطوير الفهم لبعض القضايا المرتبطة بتوليد الكهرباء واستخدامها، من خلال تحقيق مجموعة متنوعة من الطرق لإنتاج الكهرباء ودراسة مزايا وعيوب كل طريقة.