الأعراس.. البحث عن «التميز» يكبد السعوديين 4 مليارات ريال

تقديرات ببلوغ عدد المناسبات مليون حفل سنويا

TT

فرضت العادات والتقاليد السعودية مبدأ «التميز» في الإعداد للحفلات والمناسبات والأعراس، وهو ما يدفع البعض إلى إنفاق مبالغ طائلة في إقامة احتفالاتهم، التي قدرتها إحصائيات بنحو 4 مليارات ريال سنويا.

وترى الدكتورة نسرين طاشكندي، عضو هيئة التدريس بإحدى الجامعات السعودية، أن البحث عن كل جديد في فن الأعراس أصبح أمرا ملحا، خاصة بين الأوساط النسائية، لافتة إلى إنفاقها قرابة 100 ألف ريال على حفل زفاف ابنها قبل نحو عام.

وقالت طاشكندي لـ«الشرق الأوسط»: «مع كثرة المحلات والأنشطة المتعلقة بتنظيم الحفلات والأعراس لم يعد صعبا على الفرد إيجاد أفكار متميزة تزيد من روعة الحفل»، مشيرة إلى أن تميز حفل زفاف ابنها كان في طريقة تقديم مأدبة العشاء للحضور.

وأضافت: «احتوت صالة العشاء على أطباق مختلفة من المأكولات، حيث خصصنا ركنا للأطباق الصينية تم وضعها على ديكور مستوحى من التراث الصيني، فضلا عن تطعيم كل زاوية بشيء من التراث المنتمية إليه تلك المأكولات، إضافة إلى تمثال على هيئة طائر البجع منحوت من الجليد حوى أطباق الحلويات بمختلف أصنافها».

ولأن سوق الحفلات في المملكة باتت تشهد تطورا ونموا ملحوظا، تنظم شركة «الحارثي للفعاليات والمؤتمرات» الثلاثاء القادم، المعرض السعودي للأعراس في نسخته الثانية، وذلك بعد أن حقق إيرادات وصلت إلى ما يقارب 350 ألف دولار العام الماضي.

وتوقع وليد سعيد نائب رئيس شركة «الحارثي للمعارض» المنظمة لمعرض الأعراس والتجميل، أن يصل إجمالي حجم الصفقات التي ستعقد على هامش المعرض خلال هذا العام إلى نحو 437 ألف دولار، بزيادة تشكل ما يقارب 25 في المائة عن العام الماضي.

وأرجع سبب تلك الزيادة إلى ارتفاع حجم المشاركات الدولية، الذي من المتوقع أن يصحبه ازدياد في عدد الحضور من المتخصصين بذلك المجال على مستوى رجال وسيدات الأعمال والتجار، فضلا عن مجموعة كبيرة من المهتمين، إضافة إلى الراغبين الجدد في الدخول لسوق الأزياء والموضة والتجميل وتجهيزات الأعراس، لافتا إلى أنه تم تخصيص مساحات للصناع والتجار وسيدات الأعمال من أصحاب المشاريع الصغيرة في المعرض هذا العام.

وقال سعيد في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتميز سوق التجميل والأزياء والموضة النسائية بنشاط قوي في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، حيث يتجاوز حجم قطاع الأعراس 2.5 مليار دولار، بينما يبلغ قطاع التجميل ما يقارب ملياري دولار». وأضاف: «هناك تزايد في السعودية يفرض على العاملين في هذا القطاع توفير أجود وأرقى المنتجات لتلبية متطلبات السوق»، مقدرا نسبة نمو هذه السوق بنحو 25 في المائة سنويا، وأن عدد الأفراح يبلغ نحو مليون حفل زفاف سنويا، تحظى المنطقة الغربية بثلث الاحتفالات نظير الكثافة السكانية، وبين أن مدينة جدة تمثل نقطة الارتكاز كونها مركزا تجاريا وترفيهيا للسعودية.

ويستمر معرض الأعراس والتجميل الثاني لمدة ثلاثة أيام في فندق هيلتون جدة، بمشاركة نحو 170 شركة وطنية وعالمية. وتقول الشركة: «يستهدف المعرض التجار وسيدات الأعمال، ويهدف إلى فتح مجالات استثمارية جديدة أمام المستثمرين السعوديين، لتبادل الخدمات والخبرات وعقد استثمارات واتفاقيات تجارية في هذا المجال».