الأسعار المرتفعة والعادات المجتمعية خلف غياب الرياضة النسائية السعودية

كشفت عنها دراسة محلية متخصصة

TT

كشفت دراسة سعودية متخصصة، عن أسباب الانخفاض الحاد في ممارسة الرياضة من قبل السيدات السعوديات، وعزت ذلك لعدم توافر الخيار الأمثل من الأندية الرياضية التي تتوافق مع العادات المجتمعية في السعودية، رغم توافر القناعة لدى غالبية النساء اللاتي شملتهن الدراسة بأهمية ممارسة الرياضة بشكل يومي.

وتوصلت الدراسة التي أجريت على 538 سيدة سعودية تتراوح أعمارهن بين 15 و60 عاما، إلى أن الواقع المادي وضعف قدرة المرأة على تسديد رسوم اشتراكات الأندية الرياضية الباهظة، يمثل إشكالية الابتعاد عن ممارسة الرياضة في الأندية الرياضية النسائية، التي يتجاوز رسم الاشتراك فيها 1000 ريال شهريا.

وذكرت الأميرة سارة بنت محمد آل سعود، صاحبة نادي «نيو يو» الرياضي النسائي القائم بالدراسة المتخصصة، إبان افتتاحه، إن نسبة كبيرة تجاوز 86 في المائة من السيدات المشاركات في الدراسة عبرن عن امتعاضهن حول ممارسة الرياضة من الرسوم المرتفعة للالتحاق بالأندية الصحية النسائية، وبالتالي عزوفهن عن ممارسة الرياضة بشكل يومي لعدم توافر بيئة مناسبة للمشي أو اللياقة البدنية للمرأة في السعودية، خصوصا أن 22 في المائة فقط اشتركن بالنوادي.

وبلغت النوادي الصحية في الرياض ما يقارب 22 ناديا، نصفها فقط هو الذي يحظى بقبول اجتماعي.

وأوضحت الأميرة سارة أن الرياضة يجب أن تكون جزءا من حياة كل امرأة سعودية، وبالتالي فإن على الأندية الصحية التركيز على جذب المرأة وتحفيزها على المجيء لممارسة الرياض بانتظام بوصفه جزءا من الروتين اليومي في حياتها للحفاظ على صحتها، بتوفير بيئة آمنة وعصرية للمرأة، منوهة بأن النوادي الرياضية في السعودية تواجه تحديات كبيرة لرفع الوعي العام بأهمية النشاط الرياضي بالنسبة للسيدات، وبأن تكون الرياضة جزءا من برامج الترفيه بمدينة الرياض، وبأن تركز على أن تكون من أفضل الأماكن الاجتماعية للتواصل بين جميع أطياف المجتمع السعودي.

وتقول الأميرة سارة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «النوادي النسائية في الرياض على مستوى عال من الاحترافية، لكنها برأيي تركز على خدمات أخرى كالتجميل والعناية بالبشرة، فيتبادر الشعور للمرأة بأن الرياضة شيء جانبي وليست هي الأساس، كذلك الأسعار مرتفعة جدا مما جعل (الرياضة للمقتدر) وليست (للجميع)».

وسبق نادي «نيو يو» النسائي إلى مبادرات للانطلاق نحو رؤية متجددة للأندية السعودية، كبادرة المحافظة على البيئة بعدم استخدام الورق بشكل واسع في النادي، وتحويل جدرانه لصالة معارض فنية متنوعة ومتجددة، وكذلك استخدام التقنية من خلال حجز المرأة مواعيد الحصص اليومية لصفوف الرياضة الجماعية عن طريق الموقع الإلكتروني.