التوأمان «عبد الله» و«سلمان» يخضعان لعملية جراحية لفصلهما اليوم.. و70% نسبة النجاح

خادم الحرمين يتابع حالتيهما ويوجه بتقديم أفضل الخدمات الطبية لهما

متابعة واهتمام يلقاهما الطفلان التوأمان السياميان عبد الله وسلمان من قبل خادم الحرمين الشريفين («الشرق الأوسط»)
TT

يخضع التوأمان السعوديان السياميان «عبد الله» و«سلمان» اليوم الجمعة لعملية فصل لهما، في وقت تجد فيه تلك العملية الجراحية لمتابعة مباشرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي وجه بإجراء العملية لهما بمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالعاصمة الرياض.

ويترأس الفريق الجراحي لفصل التوأمين السياميين الدكتور عبد الله الربيعة، وزير الصحة السعودي، والذي أكد في تصريح صحافي له، تلقيه والفريق الطبي توجيهات من خادم الحرمين الشريفين بتقديم أفضل ما لديهم لخدمة الطفلين.

وتوقع الدكتور الربيعة أن تستغرق العملية الجراحية نحو 10 ساعات تقريبا، حيث ستتم العملية عبر 8 مراحل. ويشارك في عملية فصل الطفلين السياميين نحو 30 فرد من الأطقم الطبية والجراحية والفنية، والتي ستتولى كافة الإجراءات الطبية خلال المراحل الثماني للعملية الجراحية.

وبحسب مصادر طبية مشرفة على العملية الجراحية، فقد لوحظ وجود ارتجاع شديد من المعدة للمريء، وتؤكد تلك المصادر أن الطفلين سيخضعان قبل البدء في العملية لفحص بالمنظار للمريء لمعرفة سبب الارتجاع، في حين يتوقع أن يتم اللجوء لعملية لتصحيح وضع الارتجاع.

وأكد الربيعة أن الارتجاع قد لا يؤثر على العملية كنتيجة، ولكن ربما يؤثر في تغيير الخطة، مؤكدا أنه تم إبلاغ والد الطفلين بخطورة العملية، والتي تقدر بـ30 في المائة، في حين تقدر نسبة النجاح بـ70 في المائة، لافتا إلى أن الخطورة قد تكون على الطفل «عبد الله» بعد العملية، لو كانت الكلية الوحيدة تقوم بوظائفها، وأكد المختصون بالكلى أنها ستؤدي دورها ولا تشكل خطرا على الطفل «عبد الله».

وقال الوزير الربيعة حول الوضع الصحي للطفلين: «الطفل عبد الله لديه عيوب خلقية بالكلى، حيث إنها لا تعمل، والأخرى تعمل ولكن بها ترجيع من المثانة البولية إلى مجرى البول، والسبب وجود عيوب خلقية في مخرج البول، حيث يوجد مثل الصمامات التي تمنع خروج البول بسهولة، وهو ما يحتاج منظارا للجهاز البولي بعد عملية فصلهما، وربما إجراء عملية تصحيح وضع الارتجاع وهذه ربما تقرر أثناء مجريات العملية».

وأشار الربيعة إلى أن كافة مراحل العملية سبق وأن مرت على الفريق الطبي والجراحي، مشيرا إلى أن عملية فصل الكبد باستخدام التقنية الحديثة، ووجود تداخل بالأمعاء أو التصاق، أمور سيتم التعامل معها وفق الخبرة التراكمية لدى الفريق الجراحي، لافتا إلى أن هناك محطات حساسة وهي المنظار وأغشية القلب ومشكلات الكلى التي ربما تغير من مسار العملية.

وفي ذات السياق، كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور سعود الشنيفي، عضو الفريق الطبي الجراحي والمتخصص في جراحة الأطفال ورئيس برنامج تشخيص وعلاج الأجنة التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، عن أن حالة الطفلين «عبد الله» و«سلمان» تم تشخيصهما لأول مرة ببرنامج تشخيص وعلاج الأجنة التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، خلال فترة حمل أم الطفلين التوأمين، موضحا أنه تم التنسيق لنقل الطفلين لمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني لإتمام عملية الفصل لهما. وأشار الشنيفي إلى أن برنامج تشخيص وعلاج الأجنة التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، يعد البرنامج الأول والوحيد على مستوى العالم، مشيرا إلى أن البرنامج يعد المرجع الأول والوحيد عالميا، لافتا إلى انطلاق البرنامج منذ قرابة الأربع سنوات.

إلى ذلك، فقد تم تحديد المراحل الثماني لعملية الفصل من قبل الفريق الجراحي، حيث ستتكون تلك المراحل من مرحلة التخدير، ثم إجراء المنظار للمريء بسبب الارتجاع، ثم التعقيم، ثم الفتح، ثم فصل أغشية القلب ثم الكبد ثم منظار الجهاز البولي، وربما يكون هناك إجراء عملية تصحيح الارتجاع البولي، والمرحلة السابعة قد تكون تصحيح ارتجاع المعدة بعد فصل التوأم والمرحلة الأخيرة الإغلاق وإغلاق الفجوة.

وبين الدكتور الربيعة أن وزن الطفل مهم أكثر من عمر الطفلين في قرار الفصل، وقال: «الوزن 8 كيلو وهو أنسب لسهولة عملية الفصل ومنع فصل الصدمة النفسية للأطفال».

ووصف وزير الصحة حالة الطفلين «عبد الله» و«سلمان» بأنها من العمليات التي بها تحد وقد تفاجئ الفريق الطبي والجراحي بالمفاجآت، مضيفا: «تعتبر حالة متوسطة مقارنة بالحالات السابقة، وتوجد حالة مشابهة لها وهي السيامي المصري تاليا وتالين، غير أن الاختلاف بينهما وجود الارتجاع».

يشار إلى أن العملية الجراحية لفصل التوأمين تشهد مشاركة نخبة من الاستشاريين والمختصين السعوديين في مقدمتهم جراح القلب السعودي الدكتور هاني نجم، في حين يشارك لأول مرة ضمن الفريق الطبي الدكتور عبد الله الزبن، والذي سيتولى عمليات الجهاز الهضمي، ويشارك كذلك الدكتور سعود الشنيفي جراح الأطفال ضمن الفريق بعد أن تولى برنامجه للأجنة الكشف الأول للحالة، بالإضافة إلى مشاركة عدد من طلبة الطب من خارج الرياض، إذ إن هناك طالبا وطالبة من جامعة القصيم، إضافة إلى طلبة من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، وتشارك كوادر تمريضية سعودية ضمن الطاقم الطبي المساند بالعملية الجراحية.