ملتقى أكاديمي يوصي باستفادة صناع القرار من الأبحاث الجامعية

لزيادة المساهمة في تطوير العمليات الحيوية

TT

شهد ملتقى الإنتاج الأكاديمي الثامن الذي نظمته جامعة الملك عبد العزيز في جدة أول من أمس مطالبات بضرورة تواصل صناع القرار في الدولة مع الأبحاث التي يجريها منسوبو الجامعات السعودية والاستفادة منها على أرض الواقع، في ظل وجود العديد من البحوث المتعلقة بأهم القضايا الاجتماعية في السعودية، فضلا عن بحوث أخرى علمية من شأنها أن تساهم في تطوير الكثير من العمليات الحيوية.

ودعت الدكتورة سامية العمودي المديرة التنفيذية لكرسي الشيخ محمد حسين العمودي للتمكين الصحي للمرأة بجامعة الملك عبد العزيز، إلى أهمية استفادة صانعي القرار في الوزارات والمؤسسات الحكومية بشكل عام من الأبحاث الجامعية.

وقالت الدكتورة سامية العمودي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «ثمة مجتمعا خارجيا لا بد أن يستفيد من مخرجات الأبحاث، وخصوصا أن هناك العديد من البحوث الاجتماعية التي من شأنها أن تحقق الفائدة لكافة أفراد المجتمع».

وشددت الدكتورة العمودي على «ضرورة الاهتمام بالمخرجات الاجتماعية لتلك البحوث، إضافة إلى الأبحاث العلمية، وخصوصا أن حلقة الوصل بين الباحثين والمجتمع ما زالت ناقصة على خلفية ابتعاد الإعلام عن نشر مثل هذه البحوث». وفي ذات السياق، أكدت الدكتورة خلود آل الشيخ نائبة مدير مركز تطوير التعليم الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وجود دراسة عامة من قبل وزارة التعليم العالي والتي تحث الجامعات على الدور المجتمعي الفعال.

وقالت آل الشيخ خلال مؤتمر صحافي عقد لأول مرة على هامش ملتقى الإنتاج الأكاديمي إن «جامعة الملك عبد العزيز بادرت بالعمل بتلك الدراسة، ولا سيما أن أي جامعة يقوم نشاطها على ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في البحث العلمي وخدمة المجتمع والتعليم والتدريس».

وأشارت نائبة مدير مركز تطوير التعليم الجامعي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة إلى أن كافة الجامعات السعودية تعي تماما دورها تجاه المجتمع، الأمر الذي يجعل إداراتها تسعى للاطلاع على أبرز القضايا التي من الممكن أن تحقق الفائدة القصوى لأفراد المجتمع عموما، ومن ثم إجراء أبحاثها الجامعية عليها.

وهنا، علقت الدكتورة ريم الطويرقي الوكيلة السابقة في شطر الطالبات للتطوير، وعضو هيئة تدريس بقسم الفيزياء في جامعة الملك عبد العزيز، قائلة إن «مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالرياض تعد المسؤول الأول عن وضع المجالات البحثية الاستراتيجية للمملكة، ثم تدعو الجامعات للتقديم وعمل البحوثات عليها، ثم تقوم المدينة بإيصال تلك الدراسات إلى صناع القرار».

ولأول مرة على مدار سبعة أعوام ماضية، يتم فتح المجال لمشاركة الجامعات السعودية الأخرى في ملتقى الإنتاج الأكاديمي، وذلك بتقديم كل جامعة لأبرز البحوث المهمة التي تم العمل عليها، حيث بررت الدكتورة الطويرقي ذلك التأخر بقولها «كان التركيز الأكبر خلال السنوات الماضية على القوة والسمعة الجيدة، حيث شاركت في الملتقى هذا العام كل من جامعتي الطائف والملك سعود بالرياض».

وتضمن الملتقى أيضا تقديم نحو 38 بحثا من بين 100 عرضت على اللجنة المسؤولة عن اختيار البحوث، إلى جانب عقد 6 ورش عمل تم تنظيم كل 3 منها متزامنة، وذلك بهدف تزويد الباحثات بمهارات متعددة.

وبالعودة إلى الدكتورة خلود آل الشيخ فقد استطردت قائلة «يعد الملتقى صالونا علميا للتعرف على الباحثين وأبحاثهم، فضلا عن كونه نواة لإجراء أبحاث جديدة»، مبينة أنه من الممكن إنشاء كرسي بحثي مشترك بين الجامعات السعودية بشكل عام.

من جهتها، أوضحت الدكتورة شذى خصيفان وكيلة عمادة الدراسات العليا في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن ثقافة ملتقى الإنتاج الأكاديمي بدأت تنتشر في ظل وجود أبحاث مهمة تهم المجتمع وطلاب وطالبات البكالوريوس والدراسات العليا.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنه «يتم التركيز بشدة على المنهجية البحثية العلمية الصحيحة في عملية اختيار البحوث المشاركة في الملتقى، وذلك من أجل التعرف على أحدث الإجراءات والنتائج التي أفرزتها هذه الأبحاث، ورفع مستوياتها وحداثتها». بينما ذكرت الدكتورة أميرة النمر، عضو هيئة تدريس مهارات الاتصال والمستشار الإعلامي غير المتفرغ بجامعة الملك عبد العزيز، أن حداثة المعلومات تعد المعيار المهم الذي يتم الحرص عليه في انتقاء الأبحاث المشاركة بحيث تقدم الجامعات تفسيرا لكل ما يحدث في العالم مع مراعاة مواكبة العصر، مؤكدة وجود منظومة لتحديث المعلومات الجديدة أمام الباحثين بالجامعة.