الأمطار تهطل بالنقد على مشاريع بلدية بالدمام والأحساء

أمانة المنطقة الشرقية تطالب المواطنين بالصبر والإنصاف

TT

شكلت الأمطار التي المنطقة الشرقية من السعودية أحد المحركات الأساسية لسيل من الانتقادات التي وجهها عدد من المواطنين لجهاز أمانة المنطقة، مبدين تذمرهم من سوء الخدمات والمشاريع بالمنطقة، معتبرة أن مواسم الأمطار تكشف عيوب مشاريع الصرف الصحي، وضعف الرقابة الواجب توافرها من قبل الجهات الرسمية على تلك المشاريع.

وبالمقابل خرجت أمانة المنطقة الشرقية عن صمتها بإطلاق تصريح صحافي تطالب فيه المواطنين بالصبر والإنصاف، كما أكدت أن مشاريعها كانت ناجحة وكان لها دور كبير في تصريف مياه الأمطار.

وقالت أمانة المنطقة الشرقية أنها تمكنت من ضخ ما يزيد على 11 مليون غالون، وفي غضون ساعات من بدء هطول الأمطار، التي بدأت بالهطول على المنطقة من يوم الأحد الماضي، موضحة أنها قامت بتصريف مياه الأمطار لمياه الخليج، بواسطة محطات تصريف مياه الأمطار والشبكات.

وبين لـ«الشرق الأوسط» محمد الصفيان المتحدث الرسمي بأمانة المنطقة الشرقية أنه تم تشغيل 20 محطة رئيسية بمدينة الدمام، و6 محطات بمحافظة الخبر، بالإضافة إلى الشبكات التي تصب بشكل مباشر في مياه الخليج.

وقال الصفيان: «إنه فور هطول الأمطار تم تطبيق خطة الطوارئ الخاصة بتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار تجمعات المياه، حيث تم استنفار الطاقات البشرية والآليات في جميع مناطق الحاضرة، وشارك في خطة العمل ما يقارب ثمانمائة وعشرين فردا وعدد مائتين معدة وآلية».

وتأتي هذه التأكيدات في وقت جددت الأمطار التي شهدتها مدن وقرى المنطقة الشرقية ومحافظة الأحساء الانتقادات اللاذعة التي يوجهها السكان إلى أمانات المحافظات واتهامها بسوء الخدمات وضعف المشاريع المتعلقة بتصريف مياه الأمطار، بعد أن تسببت الأمطار في حصول عدد من الحوادث، من بينها هبوط أراضي بعض الشوارع وحدوث حفر في بعض الشوارع نتيجة زخات خفيفة من الأمطار، وكذلك حدوث مساحات شاسعة من التجمعات المائية التي تمثل مخاطر صحية ومادية كبيرة.

وكانت كميات الأمطار التي هطلت خلال الأسبوع الحالي بلغت بحسب تقديرات رسمية ما يزيد على 110 آلاف متر مكعب من الماء.

ولفت الصفيان إلى أن جميع المحطات مزودة بمولدات كهربائية احتياطية تعمل بالديزل، وهي جاهزة للعمل فور انقطاع التيار الكهربائي، وأن عدد المحطات في الدمام يبلغ 21 محطة وخمس محطات في الخبر وتصل طاقتهما التصريفية الأساسية إلى 300 ألف متر مكعب في الساعة، إضافة إلى وجود سبع محطات لتصريف مياه الأمطار في الأنفاق، وهي تعمل بصورة آلية بما يضمن تصريف مياه الأمطار أولا بأول، مبينا أن هناك فرقا ميدانية للرفع الفوري عند أي مشكلات متعلقة بهذا الشأن.

وأوضح الصفيان أنه يجري حاليا تنفيذ شبكات إضافية بطول 161 ألف متر مزودة بـ2400 غرفة تفتيش وخمسة آلاف فتحة تصريف متصلة بأربع محطات تصريف أمطار بأحدث المواصفات العالمية تصل طاقتها التصريفية إلى 40 ألف متر مكعب في الساعة ويتم نقل المياه منها إلى الخليج العربي بخطوط طرد بطول 16 ألف متر.

وبيّن أن ما تم اعتماده من مشاريع لتصريف مياه الأمطار من قبل أمانة المنطقة الشرقية خلال الأعوام القليلة الماضية بلغ نحو 2.147 مليار، حيث تم تنفيذ نظام لتصريف الأمطار وتخفيض منسوب المياه الجوفية، كما يجري حاليا تنفيذ مشاريع لتصريف مياه الأمطار بتكلفة إجمالية تبلغ 213 مليون ريال، مشددا على أن تلك المشاريع تسير وفق الخطط المعتمدة، إلا أن الأولوية لتنفيذ المشاريع هي للمناطق المأهولة والتي تعاني من تجمعات مياه الأمطار مع عدم توفر شبكات تصريف مياه الأمطار، في حين أن ما تم إنجازه حتى الآن من مشروع الشبكات يصل إلى 45 في المائة من الخطة المعتمدة.

وأوضح أنه تم مؤخرا الانتهاء من إنجاز 7 محطات لتصريف مياه الأمطار بتكلفة إجمالية 125 مليون ريال، وبطاقة 48 ألف متر مكعب في الساعة الواحدة، وذلك لخدمة 15 من أحياء الشرقية.

من جانبه قال لـ«الشرق الأوسط» المهندس عبد الله العرفج وكيل أمانة الأحساء: «إن الحوادث قليلة قياسا بالمساحة الكبيرة لمحافظة الأحساء وكون المحافظة تحتاج إلى تأهيل البنية التحتية القديمة، ومع كل تلك الصعوبات تسعى الأمانة وبالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة إلى أن تسابق الزمن من خلال إنجاز الكثير من المشاريع المتعلقة بتصريف الأمطار، حيث تم إنجاز قرابة 150 موقعا خلال فترة زمنية لا تتجاوز عاما ونصف العام، كما أن هناك خطة لإنجاز 60 موقعا في العام القادم».

وبيّن العرفج أن هناك مشروعا استراتيجيا تمثل في توسيع خطوط التصريف في المدن الرئيسية، وخصوصا الهفوف والمبرز التي باتت فيها عدة خطوط للتصريف بعد أن كان هناك خط تصريف واحد للمدينتين وكانت الخطة التصريفية ناجحة تماما.

وأكد العرفج أن هناك خططا كثيرة للتصريف في بحيرة الأصفر وتم إنجاز قرابة 70 مشروعا خلال فترة قياسية، وأنه خلال 3 - 4 سنوات سيكون هناك إنجاز كامل للمشاريع المتعلقة بتصريف مياه الأمطار في الأحساء، مشددا على أن الأمانة لا تطلب سوى الصبر عليها وإنصافها بدلا من التركيز على حالات معينة وتعميمها.