وزارة العمل لـ «الشرق الأوسط»: ننسق مع «المولات» لعزل الموظفات في قسم واحد

وسط تفاوت في كثرة المضايقات بين العاملات.. واتفاق على وجودها

فتيات يؤكدن تغلبهن على السلبيات البسيطة بهدف الاستمرار في العمل («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الدكتور فهد التخيفي وكيل وزارة العمل للتطوير والمشرف العام على برنامج عمل المرأة في القطاع الخاص لـ«الشرق الأوسط» أن وزارته تسعى للتنسيق مع أصحاب المراكز التجارية ليتم عزل المحلات التي توظف السيدات في قسم واحد من المركز التجاري (المول)، وذلك بهدف إيجاد بيئة عمل مناسبة للمرأة وفي ظل سعي وزارة العمل لتأنيث مزيد من المحلات، لا سيما أن نحو 90 في المائة من منتجات «المولات» موجهة للنساء.

يأتي ذلك وسط متابعة وزارة العمل بإصدار قرارات متتالية صارمة، تقضي بتوظيف النساء في محلات بيع المستلزمات النسائية، تبعها قرار تأنيث محلات بيع الماكياج، وتسعي الآن الوزارة إلى تأنيث المحلات التي تبيع العبايات والإكسسوارات خلال الستة أشهر القادمة من 2012. وتفاوتت أقوال موظفين وموظفات تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» بين كثرة تعرض الفتيات للمضايقات وقلتها، فيما اتفقوا على وجودها.

وأوضحت آلاء عبد الرحمن، طالبة في المرحلة الثانوية وتعمل في محل لبيع أدوات التجميل جنوب مدينة جدة، أن المضايقات والتحرشات التي يتعرضن لها في «المولات» تكاد تكون ضئيلة جدا، خاصة مع وجود حراس أمن، كما أن رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يترددون بشكل دائم على تلك المراكز التجارية.

وأكدت أن ثقافة عمل المرأة السعودية في المراكز التجارية، تعتبر جديدة على المجتمع السعودي خاصة فئة الشباب، معتبرة أنه من الطبيعي جدا خلال السنوات الأولى أن يكون هناك بعض المشكلات والمضايقات للفتيات، وقالت: «إلا أننا مع مرور الوقت سنتغلب عليها».

وأشارت عبد الرحمن إلى أن أغلب المحلات المجاورة لها في المركز باتت تعمل فيها فتيات، الأمر الذي جعلها تشعر بالأمان أكثر، كما أن عملاء المحل من فئة النساء، إضافة إلى التسهيلات التي تمنح لهن كفتيات عاملات من حيث اقتصار الدوام على فترة واحدة، إضافة إلى توفير مواصلات جعل الأمر بالنسبة لهن سهلا.

إلا أن سميرة أحمد التي تبلغ من العمر 29 عاما لفتت إلى وجود بعض المضايقات والمشكلات التي يتعرضن لها بشكل مستمر من قبل الشباب الذين يأتون للمركز دون هدف سوى مضايقة الفتيات، وقالت: «نتعرض للمعاكسات بشكل شبه يومي من قبل الشباب، إلا أن تلك المضايقات لا تستدعي تدخل رجال الأمن والشرطة، إذ تقتصر على مرور بعض الشباب بشكل مستمر أمام المحل ومحاولة دخولهم المحل بحجة الشراء».

واعتبرت أن هذه المضايقات التي وصفتها بالبسيطة لا تستدعي أن تترك الفتاة عملها، وقالت: «لا بد أن نتجاوز تلك المرحلة حتى تتغير ثقافتنا، وذلك لن يكون إلا بالإصرار على معالجة تلك السلبيات التي نتعرض لها والبحث عن آلية للنجاح والاستمرار».

من ناحيتها، تقول أريج الصبحي التي تعمل في محل لبيع الماكياج إن عمل الفتاة داخل مركز تجاري يقع جنوب مدينة جدة كان صعبا في بداية الأمر لا سيما أن منطقة جنوب جدة تعتبر من المناطق الشعبية التي تسكنها عمالة غير سعودية بشكل كبير، إلا أن حاجتها لدخل مادي لمساعدة أسرتها إلى جانب قرب المركز التجاري من منزلها جعل الأمر ممكنا بالنسبة لها.

وبينت الصبحي أن العمل داخل المركز ممتع عكس ما توقعت لا سيما أن هناك سيدات يعملن بجانبها، إضافة إلى وجود حراس أمن ورجال شرطة بشكل مستمر أمام المركز يجعلها تشعر بالأمان أكثر. من جهة أخرى بين وليد القرني الذي يعمل حارس أمن في المركز التجاري جنوب جدة أن هناك بعض المشادات والمشكلات التي تحدث بشكل شبه يومي بينهم وبين الشباب الذين يترددون بشكل دائم على المركز دون حاجة، وقد يستدعي الأمر أن يستعينوا برجال الشرطة أو رجال الهيئة التي تردد دائما على تلك المراكز. ولفت إلى وجود مشادات تحدث بين العاملات أنسفهن، مطالبا بوجود حارسات أمن نساء ليتمكن من حل النزاع بين العاملات وقال: «نحن بوصفنا حراس أمن نستطيع التدخل إذا ما كان المتسبب في المشكلة رجل، ولكن إذا كانت سيدة نفضل أن لا نتدخل وأن تكون هناك سيدة أمن لفض تلك النزاعات سواء كانت من قبل البائعات أو الزائرات».