النساء يسبقن الرجال في ارتداء العقال

الروايات التاريخية أظهرت اهتمام العرب بالأزياء

القالب المستخدم لقياس العقال وتعديله
TT

يؤكد جواد خفاجي وهو صانع «عقل»، أن المرأة ارتدت العقال قبل الرجل، وذلك في الجزيرة العربية والعراق قبل الإسلام، ويقول إن النساء البدويات ارتدينه حينما كان ملونا وخفيفا. ويندر أن يوجد المتخصصون في صناعة العقل يدويا، في وقت باتت فيه الآلات أسرع وأرخص في التكلفة لإنتاج العقال.

لكن الكاظمي الذي يعيش في العراق، يشير إلى أن لبس العقال كان شائعا قبل الإسلام.

ولا يستغني السعوديون عن ارتداء العقال في كل مناسباتهم الرسمية، وحتى أوقاتهم غير الرسمية التي يقضونها مع الأصدقاء خارج المنزل، كالجلوس في المقاهي أو زيارة منازل الأصدقاء.

وهناك مشايخ سعوديون ارتدوا العقال بحجة أن ارتداءه لا يعد محرما دينيا وعرفيا، ولعل الشيخ عائض القرني الداعية المعروف أحد أبرز الذين قرروا ارتداء العقال. على عكس متدينين لا يرتدونه على الرغم من عدم تحريمه في الشرع.

وكان يطلق على العقال أسماء كثيرة منها الشطفة أو الخزام وهو من الصوف الخالص تحزز أجزاء منه، إلى جانب العقال الأسود الذي يغزل ويجدل من صوف الماعز ويسمى بـ«المرعز» ويبدو رفيع الشكل كان ينحل على شكل طولي يطوى بعضها على بعض، فتتكون دائرة اصغر بقدر استدارة الرأس، وقد يتدلى منه خيطان طويلان كما في حالة العقال القطري.

وتشير الروايات التاريخية إلى دلالات اقتصادية واجتماعية لعبت دورا كبيرا في حياة الأفراد ومصائرهم، وكانت وجاهة اجتماعية، ما يفسر سبب اهتمام العرب حتى اللحظة بالعقال.

وعن الأدوات المستعملة في صناعة العقال، يستخدم الكاظمي «التسكَاه» وهي خشبة بطول 150 سم، بمسندين لصنع البطانة ولفّ وجه العقال، ومدقّة من الخشب لتعديل العقال وإحكام استدارته، والمبرم وهو أشبه بالمغزل بطول مضاعف لبرم الخيوط، كما يستخدم القالب لقياس العقال وتعديله، وفرشاة من الحديد لتنظيف وجه العقال، إلى جانب الإبرة والمقص والمشط.

وحول مراحل صنع العقال قال الخفاجي «بعد أن نبعث بجزّة (المرعز) إلى الغزّالات واستلامها بهيئة خيوط وتلك خاصة بوجه العقال لا ببطانته، إذن البطانة تصنع من الصوف وخيوط السنلي». ويضيف: تأتي مرحلة لف خيوط المرعز على البطانة بعد صبغها باللون الأسود، وبعد ذلك يتم إكمال تلك المرحلة ونضع العقال حول «الغالب» لتعديله وإحكام استدارته بواسطة المدقة، ويكمل «نستخدم الفرشاة لوضع اللمسات الأخيرة عل العقال ثم تمشيطه بعد نثر بضع قطرات من الماء لإبراز هالة من الشعر لإظهاره بصورة أجمل، وأخيرا نثبت (الكراكيش) لإضفاء طابع جمالي خاص».