فأس الاحتطاب الجائر.. يطلق مجزرة الأشجار بموسم الشتاء

TT

مع دخول موسم الشتاء، الذي صادف فلكيا يوم الجمعة الماضي، تعود للواجهة من جديد قضية التعديات التي يقوم بها هواة ومحتطبون على الأحراش والمساحات المزروعة والأشجار في البراري، بهدف الحصول على الحطب اللازم للتدفئة.

وفي كل عام يتطرق بيئيون لمخاطر الاحتطاب الجائر، مطالبين بتشديد الرقابة على أسواق بيع الحطب لمنع قطع الأشجار، على الرغم من وجود قرار رسمي من قبل وزارة الزراعة بدأ سريانه من الموسم الماضي بحظر بيع الحطب ومنعه ونقله.

وتم البدء بفرض الغرامات على المخالفين من خلال رقابة الجهات المختصة، التي ترصد المخالفين، وتحول الحمولة ومن يقوم بعملية بيع الحطب لمديرية الزراعة لتنفيذ العقوبات التي تصل إلى فرض غرامة بمقدار 2000 ريال عن كل طن إضافة لمصادرة الحمولة بالكامل.

ولم يأبه كثير من هواة التحطيب أو الراغبين في البيع للكسب المادي من التحذيرات وما زالوا يقومون بهذه الهواية أو المهنة تحت دواع مختلفة من بينها ارتفاع سعر الفحم المستورد تحديدا من الصومال والسودان وإندونيسيا وغيرها، ويستخدم الحطب والفحم عادة للرحلات البرية التي تجذب شريحة واسعة من السعوديين هذه الفترة كما يستخدمها البعض للتدفئة داخل المنزل متجاهلين تحذيرات صحية بمخاطر استخدام الحطب في الأماكن المغلقة مما يعرض الأرواح لخطر الاختناق وحتى الموت.

وشهدت أسعار أكياس الفحم الصغيرة من نوع القرض ارتفاعا يصل إلى 50 في المائة ليصل إلى 20 ريالا ولا تقل أسعار الأكياس الكبيرة عن 250 ريالا. بينما يصل سعر الأكياس الصغيرة من الفحم الصومالي والسوداني والإندونيسي إلى 15 ريالا والكبير إلى 230 ريالا.

وبدأ فصل الشتاء بشكل رسمي يوم الجمعة الماضي حسب تأكيدات الإدارة العامة للتحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وقال لـ«الشرق الأوسط» إيهاب طربزوني الخبير الفلكي والمتنبئ الجوي في الأرصاد وحماية البيئة فرع المنطقة الشرقية، إن «شهر يناير (كانون الثاني) سيكون الأكثر برودة تقريبا في فصل الشتاء المقبل إلا أن المملكة غير مرشحة لشهود درجات حرارة تحت الصفر المئوية وأن درجة البرودة في هذا الموسم لن تختلف عما كانت في مواسم قريبة ماضية».

ويبدأ فصل الشتاء عندما تبلغ الشمس ظاهريا أقصى نقطة لها جنوبا في مدارها وتنقلها حول الفلك الاستوائي (النقطة الشمالية في الانقلاب الصيفي) وتكون الأرض حينها قد بلغت ثلاثة أرباع دورتها السنوية في مدارها حول الشمس؛ حيث تقترب الأرض من الشمس خلال الفترة المقبلة لتصل لأدنى نقطة منها.

ووفق تقديرات اقتصادية سعودية غير رسمية فإن السعودية تشتري 400 ألف طن من الفحم سنويا، بينما تقدر حجم سوق الفحم والحطب في السعودية بأكثر من 22 مليون ريال خلال العام الواحد.