يعاني ملاك المصانع وشركات قطاع لتشييد والبناء انتشار عدد من العمالة المخالفة التي تؤثر سلبا على استثماراتهم، حيث يتجول في محافظة جدة، قرابة الـ4 ملايين نسمة من مختلف الجنسيات الآسيوية والعربية والأفريقية بحسب الإحصاءات الصادرة مؤخرا.
قطاع الدهانات من أحد الاستثمارات المتضررة من العمالة السائبة والذي يتجاوز حجم الاستثمار فيه بنحو 7 مليارات ريال من خلال ترويج الألوان على أيدي عمالة مخالفة في شارع «الستين»، ولا يمكن أن تتجاوز بنظرك مشهد العمالة غير النظامية ممن يحملون الأدوات التقليدية الخاصة بالطلاء، والتي امتهن أصحابها عدة مهن طوال مشوارهم من الوقوف على قارعة الطريق الأشهر بالعمالة السائبة، إلا ويدور بخلدك أين الشباب السعودي.
وسجلت جدة الكثير من الحكايات، أبطالها عمالة مخالفة أقدمت في تشويه المنظر العام، من خلال استخدام كميات كبيرة عن المطلوب في تنفيذ طلاء منزل، وأدوات تقليدية مهترئة، دفعت ببعض الشباب السعودي إلى اقتحام المجال والغوص فيه من خلال الدورات والتدريب، والبحث عن الجديد في هذا القطاع.
ويقول عمار العماري مدير عام شركة دهانات «بي بي سي»، إن ما دعاه لدخول هذا العالم، هي تجربته الشخصية مع الألوان والأسلوب التقليدي الذي ظل مسيطرا لعقود طويلة على ثقافة طلاء المنازل في السعودية.
ويضيف العماري الذي درس هذا المجال استثماريا أن «سوقا تزيد حجمها على 7 مليارات ريال سنويا، تستحق أن لا يتحكم بها دخلاء على المهنة من عمالة غير نظامية أو مستثمرون نمطيون لا يضعون بصمة جميلة في حياة أي شخص يلجأ لهم، خاصة أن الإنسان يقضي معظم حياته في منزله وعمله.
وأشار العماري إلى أن دخوله المجال كان صغيرا جدا وتمكن من التوسع تدريجيا حتى وصل مساحة المصنع 15 ألف متر مربع، ويعمل بطاقة إنتاجية تزيد على 85 ألف طن من الدهانات تنتج نحو 100 منتج من خلال التخطيط والجهد المبذول خلال سنوات بسيطة مكنته من الحصول على شهادة الأيزو العالمية 9001، وهو عامل ودافع رئيسي في تطوير المصنع، داعيا الشباب السعودي للتوجه إلى كافة التخصصات وعدم التمركز في تخصصات بعينها، خاصة أنه تمكن من الاستحواذ على جزء من حصة السوق السعودية.
وكانت وزارة العمل قدر حذرت في وقت سابق من العامل مع العمالة السائبة التي، على حد وصفها، تمثل خطرا كبيرا على المجتمع، لمخالفتهم النظام، كما طالبت أصحاب المنشآت بعدم التعامل مع تلك الفئة المخالفة التي تؤثر سلبا على سوق العمل، وتحارب المواطنين في أرزاقهم.
وفي هذا الصدد يقول إسماعيل الصيدلاني المستشار القانوني، إن الإشكالية في تهاون المواطن، الذي يبحث عن أقل الأسعار فيلجأ لهذه العمالة، غير المدربة، والمخالفة لأنظمة البلاد في الإقامة، موضحا أن الأجهزة الأمنية نجحت في كثير من الأحوال في الإطاحة بالمخالفين للقوانين السعودية، سواء في العمل أو الإقامة.
وتنفذ شرطة جدة ثلاث حملات دهم للمواقع المشتبه فيها، بناء على التقرير الوارد من إدارة البحث والتحري، عن مواقع تجمع العمالة المخالفة لنظام الإقامة، وينتج عن تلك العمليات سقوط أعداد تتجاوز 200 شخص من مختلف الجنسيات، يعملون بطرق عشوائية وفي قطاعات مخالفة منها البناء والتجارة.