«الزراعة» تستعد لمواجهة الجراد الصحراوي.. والساحل الغربي أكبر المتضررين

تحذيرات من تناوله ومخاوف من تضرر المزارعين

يستطيع الجراد أن يقطع مسافة 150 كيلومترا في اليوم الواحد محدثا دمارا للمزروعات والغطاء النباتي («الشرق الأوسط»)
TT

رفعت وزارة الزراعة حالة التأهب لمواجهة أسراب الجراد، الذي وصل إلى سواحل البحر الأحمر مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، ويبلغ ذروته خلال الأيام المقبلة، حيث يفقس الكثير من الجراد مما زاد مخاوف الوزارة من الأضرار المحتملة على المزارع.

وأشارت الوزارة إلى أن عمليات المكافحة في محافظة جدة مستمرة ضد الجراد الصحراوي، وأنه من المتوقع أن يفقس الكثير من الجراد الأسابيع المقبلة، مشيرة إلى أن السرب الواحد من الجراد الصحراوي يتكون من عشرات الملايين، ويستطيع قطع 150 كيلومترا في اليوم، ويمكن لأنثاه أن تضع 300 بيضة في حياتها.

وحذرت الوزارة المواطنين من أكل أو تسويق الجراد الصحراوي بسبب احتمال تلوثه بالمبيدات الكيماوية، التي تقوم بها فرق المكافحة لأسراب الجراد التي تغزو المملكة حاليا بسبب تلوثه بالمبيدات الكيماوية التي تسبب أضرارا على صحة الإنسان.

ويأتي تحرك وزارة الزراعة على خلفية تحذيرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من الجراد الصحراوي الذي يتكاثر في فصل الشتاء، وقالت إن أسرابه وصلت الشهر الماضي إلى سواحل البحر الأحمر قادمة من المناطق الداخلية في السودان، وذلك وفقا لموقع «مراقبة الجراد» التابع للمنظمة.

من جانبه قال حسين القحطاني المتحدث الرسمي للأرصاد وحماية البيئة لـ«الشرق الأوسط» إن الرئاسة تقوم بتزويد الجهات المسؤولة عن مكافحة الجراد باتجاهات الرياح وسرعتها لقياس المدة الزمنية التي تصل فيها أسراب الجراد، حيث إن سرعة الرياح واتجاهاتها هي المعيار الذي يساعد في تحديد المناطق التي يصل إليها وبناء عليه يتم اتخاذ الإجراءات الاحترازية، مشيرا إلى أن هناك تحذيرات رسمية من أكل الجراد نظرا للمخاطر الصحية التي يتعرض لها الإنسان بسبب المواد السامة المستخدمة في المكافحة.

وبيّن القحطاني أن الرئاسة تقوم بدراسة مستفيضة عن أنواع الجراد وتأثيره على البيئة، وذلك بهدف تزويد الجهات الرسمية بالمعلومات اللازمة في هذا الجانب، مما يساهم مساهمة فعالة في احتواء أضرار الجراد على الغطاء النباتي.

وذكرت المنظمة أن هناك مناطق قريبة مهددة بتكاثر الجراد على نطاق محدود، أبرزها المنطقة الساحلية للسعودية واليمن، بالإضافة إلى تقارير أخرى تلقتها المنظمة تفيد بتفشي الجراد في الساحل الشمالي الغربي من الصومال.

ويفضل عدد من السعوديين أكل الجراد والذهاب في رحلات جماعية لاصطياده، مما ساعد في قيام سوق لبيع الجراد في مثل هذه المواسم، وأدي الإقبال الكبير إلى ارتفاع أسعاره حيث يصل سعر الكيس إلى 500 ريال.

وتشهد المدن التي يتوافد إليها الجراد، خصوصا التي تقع على سواحل البحر الأحمر، قيام سوق لبيع الجراد وسط إقبال من هواة الصيد والمهتمين.

ويرى مهتمون بالجراد أن طرق المكافحة الحديثة جعلت الجراد ضارا بالصحة مما زاد مخاوف المواطنين من الإقبال عليه، بخلاف الوضع في الماضي حيث كان تناول الجراد أمرا مقبولا لدى الكثير وخصوصا المزارعين، بينما يرى المزارعون أن الجراد يهدد منتجاتهم ويعتبر من ألد أعداء المزارع وأخطر الآفات على المنتجات الزراعية، مما دفع المزارعين إلى اتباع أساليب متنوعة لمكافحة الجراد، إما بإشعال النيران وإما بغيرها من الأساليب التقليدية للمكافحة.

يشار إلى أن عام 1988 كان قد شهد أكبر نزوح من نوعه للجراد الصحراوي على الساحل السعودي، الذي غطى مساحة تزيد على 1800 كيلومتر، بدءا من شمال السعودية وحتى ساحل جازان، مخلفا خسائر في المزروعات وتضررا على المعيشة والاقتصاد. حيث تكمن خطورة الجراد في أنه يأكل ما يعادل وزنه يوميا من أوراق النبات.