«مركز تاريخ مكة المكرمة» يوثق «سقاية الحجاج» عبر العصور التاريخية

بهدف التعريف بنشأتها وسيرتها والتشجيع على تطويرها

بئر زمزم كما بدت في صورة تاريخية وثقها «مركز تاريخ مكة المكرمة» في أحد إصداراته («الشرق الأوسط»)
TT

خطوة جديدة تتخذها دارة الملك عبد العزيز لتوثيق مهنة «سقاية الحجاج» التي استمرت عبر العصور الإسلامية، بتنظيمها، ممثلة في «مركز تاريخ مكة المكرمة»، ندوة علمية هي الثانية، تحت عنوان «سقاية الحجاج عبر العصور التاريخية»، أواخر شهر أبريل (نيسان) المقبل، بمكة المكرمة.

وتهدف الندوة إلى التعريف بنشأة هذه المهنة الشريفة وتطورها التاريخي، والعمل على استمرار هذه المهنة وأداء الرسالة بأفضل وأرقى المستويات، والتعريف بفضل ماء زمزم، وصيانة موارد المياه لسقاية الحجاج والتشجيع على تنظيمها وتطويرها.

كما يهدف المركز من خلال هذه الندوة إلى توثيق الإنجازات في العهد السعودي لسقيا الحجاج، حيث تعد المياه من أهم العناصر الحيوية في موسم الحج في ظل الطبيعة الصحراوية للعاصمة المقدسة.

وكان المركز قد أهاب بالباحثين والباحثات الراغبين بالمشاركة، بأنه في غرة شهر صفر الحالي يبدأ تسليم ملخصات لبحوثهم، وبأن العاشر من شهر ربيع الأول المقبل سيكون لتلقي البحوث كاملة.

وحددت اللجنة المشرفة على الندوة اثنا عشر محورا للباحثين والباحثات للمشاركة في الندوة، تشمل كل الجوانب التاريخية لمهنة السقاية في الحج، وما يتبعها من صناعات وتقاليد خاصة، وموارد مائية من البرك والقنوات والآبار عبر التاريخ منذ نشأة السقاية في مكة المكرمة.

وأكثر ما تشتمل عليه هذه المحاور: مفهوم السقاية وتأصيلها، والسقاية من خلال الكتاب والسنة، والسقاية في مكة المكرمة قبل العهد النبوي وأوائل القائمين عليها، والسقاية في العهدين النبوي والراشدي، وكذلك تاريخ وشواهد هذه المهنة الشريفة في العهود؛ الأموي والعباسي والمملوكي والعثماني والسعودي.

ويتتبع أحد المحاور مسيرة النظرة الاجتماعية للقائمين على السقاية، يليه محور الصناعات المرتبطة بالسقاية عبر العصور التاريخية، فيما يتناول المحور الأخير دور المرأة في مهنة السقاية.

هذا، وتأتي هذه الندوة ضمن اهتمام «مركز تاريخ مكة المكرمة» وجهود دارة الملك عبد العزيز لخدمة تاريخ مهبط الوحي واستقصاء تاريخها من خلال بعض وظائف المسجد الحرام، وتأصيلا لتاريخ هذه المهنة الشريفة، التي استمرت حتى وقتنا الحالي، وخصائصها ودورها الديني والاجتماعي والاقتصادي والحرف التابعة والصناعات.

وكان المركز قد نظم تحت إشراف دارة الملك عبد العزيز قبل عامين الندوة العلمية الأولى «المطوفة المكية.. تاريخ وذكريات» التي شارك فيها عدد من المطوفات عن ذكرياتهن الخاصة مع هذه المهنة الشريفة والنبيلة وتقاليدها وما يصحبها من أشغال وأعمال لخدمة حجاج بيت الله الحرام.