دراسة: 20% من الآباء السعوديين يتطلعون لمعرفة تربية الأطفال المثالية

كشفت عن توجه الأمهات للعقاب العاطفي في تربية الأبناء

التقارب بين الآباء والأبناء أضحى ضرورة في السياقات التربوية داخل الأسرة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت دراسة علمية حديثة أن 20 في المائة من الآباء السعوديين متعطشون لمعرفة المزيد حول تربية الأطفال، وكيف يكونون آباء أفضل، بينما أظهرت الدراسة في نتائجها البحثية أن 57 في المائة راضين عن أدائهم وأنهم ليسوا بحاجة لمعرفة المزيد حول التربية، بينما كانت نسبة 17 في المائة يعتقدون أن التربية سهلة ولا تحتاج لمزيد من المعرفة، أما 5 في المائة فهم مقرون بأهمية المعرفة حول التربية، ولكنهم ليسوا قلقين من عدم معرفتهم.

وأظهرت الدراسة التي بدأت يناير (كانون الثاني) 2011، وسيكشف عن نتائجها بشكل كامل الخميس المقبل، بمقر البنك الأهلي بجدة، أن الآباء عموما راضون عن أسلوبهم في تربية الأطفال، وعن أسلوب الحياة الذي يتم توفيره، ولكنهم يلقون باللوم على العوامل الخارجية، مثل البيئة والمدرسة، بينما الإناث مهتمات بشكل أكبر لمعرفة المزيد حول التربية، ويشعرن بعدم الرضا وهن يرين أن أحلامهن لم تتحقق.

وكانت الدارسة التي قامت بها مجموعة «الأغر» بالشراكة الاستراتيجية، بالتعاون مع كل من مدينة «الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية»، ومؤسسة «الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع» (موهبة)، والبنك «الأهلي التجاري»، وبشراكة معرفية مع «جامعة الملك سعود وكلية إدارة الأعمال» ومجموعة المبادرات الشبابية، قد شملت 800 أسرة في محافظة جدة.

وأفادت الدراسة أن العقاب المتبع للأطفال بالنسبة للإناث هو العقاب العاطفي، بينما بالنسبة للذكور فهو خليط ما بين العقاب الجسدي والمعاملة القاسية، مشيرة إلى أن الإنترنت والمجلات هي المصدر الأول للحصول على معلومات عن تربية الأطفال، وبالتالي لم يحضر أي منهم دورات لتربية الأطفال أو يلجأ لخبير في التربية.

وبينت الدراسة أن 30 في المائة من الأطفال ليس لهم علاقات اجتماعية مع الأصدقاء ويقضون معظم أوقاتهم بالمنزل، موضحة أن عالم الأجهزة الرقمية يقضي عليه الطفل ما يقارب 7 و8 ساعات يوميا، مما جعل نصف الأطفال لا يقرأون أي شيء بشكل منتظم.

من جانبه أوضح فهد أبو النصر الرئيس التنفيذي لمجموعة «الأغر» أن الدراسة هدفت إلى التعرف على العوائق والمحفزات التي تؤثر على المهارات التربوية لدى الوالدين من أجل دفعهم لتثقيف أنفسهم لتحسين هذه المهارات، فضلا عن توعية شرائح المجتمع السعودي جميعه والتربويين والمختصين خاصة عن أهم المحفزات والعوائق لتحديد الفجوة في التربية وتحفيزهم لتربية أجيال أفضل.

وأضاف أبو النصر: «أن الدراسة تمحورت حول أنماط التربية الوالدية في المجتمع السعودي لفهم المنظومة المحلية في تربية الأبناء»، مؤكدا أن هناك الكثير من النتائج التي سيتم الكشف عنها بحضور عدد من المختصين بهذا المجال، لافتا إلى أنه سيتم بلورتها بشكل أكبر بعد طرحها للنقاش تمهيدا لنشرها بشكل كامل بعد شهر من الآن.

من جانبها أفادت الدكتورة آلاء نصيف رئيسة قسم الأبحاث في المجموعة، أن الفريق البحثي لم يجد مفهوما أو تعريفا للأسرة المعرفية في أي مكان من العالم، ولذلك بادرت المجموعة بابتكار مصطلح «الأسرة المعرفية» ليكون نقطة انطلاق للمزيد من الدراسات والمبادرات، موضحة أن مفهوم الأسرة المعرفية عبارة عن اكتساب وجلب المعرفة بكل ما يتعلق بالأسرة ومهارات تربية الأبناء، والتفاعل مع المعرفة لمواجهة متغيرات العصر في التعامل مع الأبناء وتهيئتهم للعمل ودعم المجتمع المعرفي، ومشاركة الآخرين في التعامل لجلب المعرفة والتجارب الناجحة.

وبينت الدكتورة نصيف أن الدراسة استخدمت المقابلات المعمقة والاستبيانات ومذكرات الرصد اليومي كوسائل بحثية واشتملت على شريحة بحثية تقارب الثمانمائة أسرة سعودية من جميع المناطق والشرائح الديموغرافية والاجتماعية في محافظة جدة وبنسبة متساوية من الذكور والإناث.