سعوديات يقاومن البطالة بمنتجات عطرية وتجميلية

رجل أعمال وفر لهن التدريب.. ودعا القطاع الخاص لدعمهن

تعد سوق المنتجات العطرية والتجميلية إحدى الأسواق الواعدة أمام الأسر المنتجة بالسعودية لمحاربة البطالة وتوفير لقمة العيش («الشرق الأوسط»)
TT

تستعد مجموعة من الأسر المنتجة لإطلاق أولى منتجاتهن العطرية والتجميلية للأسواق المحلية، بعد اكتمال مراحل مشاريعهن، في إطار مواجهتهن للبطالة بمنتجات تستهدف فئة السيدات.

وأعلن عبد الله النمري داعم المجموعة، ومالك مصنع «طائفي» للورد وللزيوت العطرية، عن طرحه فرصة للراغبات من الأسر المنتجة، وعلى وجه الخصوص النساء الريفيات، موضحا أن توجهه لتلك الفئة من السيدات بسبب قلة فرص العمل أمامهن، ولافتا إلى أن المشروع يقدم فرصة تدريبية للراغبات في خوض غمار التجربة والتحول نحو أسر منتجة.

وأشار النمري إلى أن التدريب يتم على أيدي سيدات متخصصات في هذه المجالات، حيث يستفدن من المصنع ومنتجاته وأجهزته ويقمن بتطبيق ذلك فيما بعد في الأرياف التي يعشن بها، ومشيرا إلى أن عدد المشاركات بالمشروع تجاوز 265 سيدة، ولافتا إلى أنه تم اختيارهن من أرياف تتبع كلا من مدينة الطائف، وجيزان، وخميس مشيط، والجوف، حيث قمن بإنتاج 34 مستحضر تجميل مبتكرة.

وزاد: «إن النتيجة لذلك الدعم تنعكس على الأسر الريفية، حيث دعمهن ورعايتهن حتى تستقل كل واحدة منهن بمشروعها عن البقية وتستطيع الاستمرار فيه وتطويره»، مبينا أن «العائد الاقتصادي لأقل منتجة في المجموعة يتراوح ما بين 3500 ريال إلى 5000 ريال».

وحول إطلاق أولى منتجات المجموعة أبان النمري «أن ذلك سيكون في معرض الرياض للعطور والتجميل الذي سيقام خلال أبريل (نيسان) المقبل، آملا أن يكون فاتحة خير على تلك الأسر ومنتجاتهن».

وفي السياق ذاته أوضحت هناء النمري مديرة التدريب في المجموعة، أن العمل في مثل هذه المجالات أكسبها خبرة التدريب والإدارة، حيث تجد فيه متعة كبيرة رغم صعوبته، وقالت: «إن الهدف الرئيسي لفتح مجالات كثيرة للسيدات، وبالذات قاطنات القرى والأرياف، حيث إن المهن التي يتعلمنها تكون عونا لهن وباب رزق يستطعن به إعانة الأسر وزيادة مصادر الرزق لهن».

وترى النمري أن السيدات يمتلكن تميزا عاليا في إنتاج المستحضرات الطبيعية المنحدرة من نباتات عشبية، خصوصا ما يتعلق باستخداماتهن الخاصة، داعية سيدات ورجال الأعمال للاستثمار في مثل هذه المجالات التي تغني الأسر عن سؤال الناس، وتحقق بذلك أرباحا للمستثمر، وأضافت أن ميدان الحرف والمستحضرات التجميلية جديد ويحتاج إلى الكثير من الدعم للنهوض به ودعم الأسر التي تمتهن تلك الصنعة.

وقالت مديرة التدريب في المجموعة: «إن الزهور والأعشاب التي يتم تقطيرها واستخراج المستحضرات منها التجميلي، ومنها العطري، ومنها الغذائي والدوائي، أكثر من 80 نبت، يستخرج منها أكثر من 1200 منتج من زيوت عطرية، ومياه عطرية، كريمات، شامبوهات، وغسولات وملطفات للبشرة والجسم، من تلك النباتات الورد الطائفي، النعناع، نعناع بري، النعناع الفلفلي، حبق، الخزامى، الظرم، لبان مستكا، اللبان الشحري، عطره، حشيشة الليمون، بيلسان، إكليل الجبل، وغيرها من الأعشاب الموجودة في الطبيعة، وبالذات في المناطق المرتفعة من السعودية».

وقالت المدربة وداد الشرعبي إن الأعداد المتزايدة على مثل تلك البرامج لا بد لها من تبني تلك المجموعات ودعمها، سواء من هيئة السياحة أو الغرفة التجارية أو سيدات ورجال الأعمال، مؤكدة أن المجالات الجديدة في إنتاج الأسر مغرٍ، ولكن لم يجد الاهتمام اللازم حتى يكون النجاح لتلك المشاريع، وزادت بالقول إن أول دورة نفذتها بالتعاون مع الغرفة التجارية قبل عامين لم تتسلم حتى اليوم مكافأتها منها، مما أوحى لها بأن القطاع الحكومي صعب في الالتزام والتعامل.

وذكرت سارة القرني وزميلتها أم سعيد، من الأسر الريفية المشاركة في المشروع، «أن المستفيد من مشاريعهن هو التاجر الوسيط؛ لأنه يأخذ المنتجات بثمن بخس ويقدمها للأسواق بأسعار عالية بعد تطويرها وتغليفها بشكل أفضل»، كما تحدثتا عن معوقات العمل، ومنها التراخيص وصعوبة استخراجها من الجهات ذات العلاقة، مطالبتان في الوقت ذاته بأن يكون هناك ممول لمشاريعهن حتى تكون تحت عمل مؤسسي يضمن حقوقهن.