الأذن تبصر قبل العين لدى المكفوفين

بفضل اختراع لطالبتين بالمرحلة المتوسطة في السعودية

كاميرا ذات طابع جمالي لمساعدة المكفوفين («الشرق الأوسط»)
TT

تمكنت طالبتان بالمرحلة المتوسطة بالسعودية من اختراع جهاز يمكن المكفوفين من الخروج من عزلتهم الاجتماعية عبر السماح لهم بإبصار ما يدور حولهم دون الحاجة إلى استخدام العصا في تنقلاتهم وتلمس مواقع خطواتهم، والاختراع هو عبارة عن كاميرا ذات طابع جمالي للمكفوفين، حيث يمكن أن يرتدوها على شكل «بروش»، بينما يتم إيصالها بسماعة مرتبطة مباشرة بقناة الأذن.

وكانت الطالبتان قد فازتا بالمركز الأول على مستوى مدينة جدة (غرب السعودية)، ضمن مسابقات الأولمبياد للإبداع العلمي التي تنظمها مؤسسة الملك عبد العزيز «موهبة» بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، ومن المنتظر أن يدخل اختراع الفتاتين ضمن ذات المسابقة على مستوى منطقة مكة المكرمة.

وبحسب كلام الطالبتين فإنهما تلقيتا عدد من العروض من قبل بعض شركات القطاع الخاص الراغبة في تبني مشروعهما، حيث إن الاختراع بحاجة إلى تدخل مصنعي كون تقنيته تعد عالية جدا، فهو يحوي كاميرا مبتكرة بدقة صوت عالية تمكن المكفوف من إدراك ما يدور حوله.

وأوضحت ريناد العقاد، الطالبة بالمرحلة المتوسطة، أن المكفوفين يبتعدون عن استخدام الأجهزة المتاحة الآن، كجهاز العصا البيضاء، بسبب ما يتعرضون له من إحراج أمام الناس، «ولهذا يفضلون العزلة والابتعاد عن المجتمع».

وتهدف ريناد وشريكتها في الاختراع، إيناس خورشيد، من خلال اختراعهما إلى خدمة المجتمع عامة والمكفوفين بشكل خاص، وذلك بإخراج المكفوفين من عزلتهم وإشراكهم في العالم الخارجي والتعايش بينهم، وقالت: «فكرنا بشكل جدي في إخراج هذه الفئة عن عزلتها عبر كاميرا ثلاثية الأبعاد».

ويأتي ابتكار الطالبتين لهذه الكاميرا بعد أن رصدتا خلال زيارتهما لمعهد النور للمكفوفين وجمعية «إبصار» خجل أغلبهم من استخدام الأجهزة التقليدية ذات الشكل اللافت للأنظار، إضافة إلى تحفظ بعضهم على اقتنائها بسبب ارتفاع أسعارها. وطالبت الفتاتان بإنشاء أقسام في المدارس يتم من خلالها مساعدة الموهوبات في صقل مهاراتهن بشكل أكبر في جميع المدارس والمراحل التعليمية، متمنيتين أن تجدا في المرحلة الثانوية التي ستنتقلان إليها العام الدراسي المقبل قسما يحتوي موهبتيهما.

وثمنت الفتاتان دور الأسرة في دعم الموهوبين وعدم إقصاء المعلمين لهم في المدارس، وقد تم اختيار هذا المشروع الذي استغرق ثلاثة أشهر من الفتاتين، من قبل 500 بحث مرشح للتنافس في المسابقة، وتقلصت القائمة لتشمل 25 مشروعا سيتم الكشف عن الفائزين بها خلال الأسابيع القادمة.

وكانت وزارة التربية أقامت حفلا مؤخرا للإعلان عن المشاريع الفائزة في تصفيات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي الأسبوع الماضي، بمساريه الابتكاري والبحث العلمي، الذي نظمته الإدارة العامة للتربية والتعليم بجدة واستضافته مدرسة حديقة الأطفال.