«السمنة» تلامس حاجز 23% لدى الإناث و14% عند الرجال في السعودية

وسط تحذيرات طبية من عواقبها الصحية والاقتصادية والاجتماعية

TT

حذر مصدر طبي متخصص في السمنة من عواقب العشوائية في تناول الغذاء على صحة الإنسان، معتبرا أن ذلك الأسلوب الغذائي يعد أحد العوامل المسببة للسمنة، في وقت تشكل السمنة إحدى الظواهر الصحية السلبية المنتشرة في المجتمع السعودي.

وأوضح الدكتور زكريا الدويك استشاري الغدد والسكري بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف، عن أن هناك مجموعة من العوامل المسببة للسمنة منها أسباب مرضية، ومنها أسباب ذاتية، علاوة على العوامل الوراثية للإنسان.

وقال الدويك «إن الكثير من الدراسات الحديثة أثبتت أن نسبة من يعانون من أمراض السمنة في المجتمع السعودي ازدادت بصورة تدعو للقلق، حيث وصلت عند النساء ما يربو على نسبة 23%، فيما بلغت عند الرجال ما يزيد عن نسبة 14%».

وأبان الدويك أن التاريخ العائلي للوالدين يزيد من فرصة الإصابة بالسمنة للأبناء في حال كان أحدهما يعاني من السمنة، ومشيرا إلى أن ذلك يعود للعوامل الوراثية المشتركة أو العوامل البيئية المتشابهة التي تشمل الأطعمة ذات السعرات العالية وقلة النشاط الرياضي. وأشار استشاري الغدد والسكري بمستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف إلى أن نقص كمية العضلات في الجسم عند الكبر يؤدي إلى نقص العمليات الأيضية، وهي مجموعة العمليات الكيميائية الحيوية التي يستخدمها الجسم في حرق الطعام لإنتاج السعرات الحرارية اللازمة للقيام بوظائف الجسم المختلفة، وعند حدوث خلل في تلك العملية الأيضية في شخص ما، فإن مجموعة من الأمراض أو الأعراض قد تظهر مجتمعة في الشخص نفسه، كالسمنة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول بالدم وازدياد مقاومة الجسم للأنسولين مما يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري بالإضافة إلى الإصابة بأمراض القلب.

وذكر أن المتطلبات الاستهلاكية من السعرات تقل أيضا مع تقدم العمر، مما يستوجب التخفيض من معدل استهلاك السعرات، مبينا أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالسمنة، حيث يقل حجم العضلات في أجسامهن وينقص لديهن معدل حرق السعرات مقارنة بالرجال.

وأفاد أن قياس كمية الدهون في الجسم بشكل دقيق، يعد أمرا معقدا وبحاجة لتقييم مهني، مشيرا إلى أن مؤشر كتلة الجسم يأتي بتقدير جيد نسبيا لكمية الأنسجة الدهنية لدى الأشخاص الذين لا يكونون ذوي بنية عضلية كبيرة جدا، مثل رياضيي كمال الأجسام المحترفين، حيث يحسب مؤشر كتلة الجسم بتقسيم الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار.

وأوضح الدويك أن السمنة العلوية «السمنة المركزية» التي تتراكم الدهون الزائدة فيها حول منطقة البطن وفوق الخصر «محيط البطن أكثر من 102 سم لدى الرجال وفوق 88 سم لدى النساء» ذات أهمية طبية أكبر من السمنة السفلى التي تتراكم الدهون الزائدة فيها حول الأرداف والفخذين، موضحا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة العلوية أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري والسكتة الدماغية، وأمراض الشرايين القلبية والوفاة المبكرة.

ولفت إلى أن وسائل العلاج من السمنة، تتمثل في القيام بالحمية الصحية المثالية، وهي التحكم بالنظام الغذائي للبدينين، وذلك بتقليل عدد السعرات الحرارية المتناولة في الطعام، لحدود أقل من حاجة الجسم من الطاقة التي تختلف فيها السعرات الحرارية اللازمة من شخص لآخر، مع مراجعة الطبيب المختص لأخذ رأيه الطبي حول الوضع الصحي للجسم، وما إن كان يسمح بتناول بعض الأدوية المخصصة لتخفيف الجسم، أو إجراء عملية جراحية لنزع الدهون من الجسم.