الشتاء لا يحرم الجداويين من ممارسة الرياضات البحرية

تقديرات عاملين في القطاع بتراجع مردود الغوص 75%

شبان يمارسون رياضاتهم البحرية على ساحل كورنيش البحر الأحمر في جدة خلال عطلة نهاية الأسبوع («الشرق الأوسط»)
TT

«السوق نائمة هذه الأيام».. بهذه الكلمات يعبر ممدوح ميمني، وهو صاحب ألعاب مائية، عن حال الأنشطة البحرية في جدة خلال فصل الشتاء، بعد أن اعتاد سكانها على الأجواء الحارة والشمس الحارقة قرابة تسعة أشهر من العام.

ويعول أصحاب الأنشطة البحرية على إجازة الربيع القادمة، علها تعيد للسوق حركتها الطبيعية مع قدوم الأسر الوافدة من المناطق الباردة في المملكة والذين يأتون شتاء إلى جدة.

وحتى بداية إجازة الربيع، يعمد أصحاب الألعاب المائية إلى تعويض خسائرهم بتقديمهم لعروض وأسعار مخفضة قد تجذب بعض سكان جدة والمنهمكين اليوم في التحضير لاختبارات الفصل الدراسي الأول. ولم تطل حالة الركود للألعاب المائية والمسابح فحسب، إنما امتدت لتشمل القوارب والدبابات البحرية التي انخفض الإقبال عليها بشكل ملحوظ ولم تعد تلقى رواجا سوى يومي عطلة نهاية الأسبوع كما أوضح ميمني.

ويرى مهند الجعيد، وهو صاحب نادي «البحار المميز»، أنه لا يمكن وصف شتاء جدة «بالقارس»، مؤكدا أن ممارسة الأنشطة البحرية لا تزال تحتفظ بمعدل معقول، لأن عملاءها لا يقتصرون على رياضة واحدة، بل تمتد الأنشطة البحرية التي يقدمها من تجديف وغوص وشراع، ويركز على تدريب الشباب والفتيات. ويقول الجعيد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعتقد أن يكون هناك شتاء قارس بمدينة جدة يصل إلى درجة التأثير على الرياضات البحرية».

وفي الوقت الذي يتعرض فيه نشاط الغوص لتراجع بنسبة 75 في المائة بموسم الشتاء، حسب تقديرات عاملين في السوق؛ يؤكد أحمد عمر، مدير أكاديمي للمعهد السعودي للتدريب على الغوص والإنقاذ والملاحة البحرية، أنهم لا يعيرون اهتماما واسعا للتراجع، إذ تمثل سلامة المشاركين في أنشطة الغوص أولوية أصحاب الأنشطة البحرية.

ويؤكد عمر أنهم لا يقيمون أي نشاطات تدريبية لعملائهم إذا كان هناك أي تغير في حالات الطقس سواء كانت غيوما أو أمطارا، وإن كان الأمر سيكبدهم خسائر مادية. وأوضح أن أغلب حوادث الغوص تكون عادة بسبب تأثير الأحوال الجوية على التيارات البحرية خاصة إذا كان الغواصون يبحرون بقواربهم إلى أماكن بعيدة، حيث إنهم قد يفقدون السيطرة جراء نزولهم لعمق بعيد، مما يعوق عملية إنقاذهم في ظل سوء الأحوال الجوية، بينما في حال كان نزولهم إلى الشاطئ يكونا لأمر أسهل.

وأرجع مدير المعهد الأكاديمي للتدريب أغلب حوادث الغوص إلى عدم التزام الغواصين بجداول الغوص، مبينا أنهم كمعدين مختصين بالغوص كانوا قد عقدوا دراسة مع أحد مستشفيات جدة كشفت عن أن أغلب إصابات الغوص تعود إلى تجاوز الجداول التي وضعتها المنظمات الدولية والتي تحدد مستوى العمق للغواصين، في حين شكل النزول المتهور للغوص سببا آخر لمثل هذه الحوادث. وحذر الغواصين والمتدربين من مغبة صراع الطبيعة، وقال «الطبيعة لا يمكن معارضتها لأنه إذا نجا الشخص مرة فقد لا ينجو في المرة القادمة، لذلك أحذر الشباب الممارسين للغوص من النزول للأكثر مما هو مسموح».

وبين الشاب خالد الأحمدي، وهو هاو للرياضات البحرية، أن نزول البحر في الأجواء الباردة أمر ممتع بالنسبة له ولأصدقائه، وقال «دائما ما نستمتع بالصيد وركوب الدبابات البحرية في فصل الشتاء»، معتبرا برودة الطقس لا تعتبر معوقا بالنسبة لهم خاصة، ولن تمنعهم الأجواء من ممارسة هواياتهم وأنشطتهم البحرية كونها أشبه بأجواء فصل الربيع.