المركبات المعدلة بين «هواية الشباب» و«مخالفة النظام»

القطاع الخاص ينسق مع «رعاية الشباب» لتنظيم مسابقة رسمية لها

تغيير المعالم الداخلية والخارجية للمركبة يكلف الشباب أكثر من 50 ألف ريال («الشرق الأوسط»)
TT

تتخذ المتنزهات البرية والمناطق المجاورة للسواحل بالسعودية وجهة مفضلة لعدد من الشباب لممارسة هوايتهم في عرض مركباتهم ذات الدفع الرباعي المعدلة، وهي تلك الهواية التي باتت تجذب لها أعدادا متزايدة من الباحثين عن كل جديد وغريب في عالم السيارات.

يأتي ذلك في وقت تتحضر فيه إحدى الشركات الموزعة لمركبات الدفع الرباعي بالبلاد، عن تنسيق يجري العمل عليه مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السعودية بعقد تجمعات بين المهتمين في تعديل المركبات في كافة المناطق السعودية لتستمر تلك الهوايات تحت مظلة رسمية لدى كافة الفئات العمرية في المجتمع. وأشار المهندس مروان السليماني المدير التنفيذي للدفع الرباعي بشركة «عبد اللطيف جميل» إلى أن «الهدف من المسابقة هو تشجيع الشباب على إظهار المواهب وممارسة رياضة الدفع الرباعي، بالإضافة إلى استقطاب الشباب وإتاحة الفرصة لهم في إظهار مواهبهم في تصميم السيارة والتعديل بشكل آمن».

وبين السليماني أن المسابقة أظهرت عددا من المواهب التي يتمتع بها الشباب من خلال اكتشاف فنون هندسية وفنون في التصميم وقال: «المسابقة جاءت لتحتوي الشباب في تجمع مفيد لهم، حيث إن القائمين على المسابقة اكتشفوا قدرات خارقة لدى مجموعة من المتسابقين في جذب الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى مهاراتهم العالية في التصميم».

وحول ما يتعلق بخروج السيارة من ضمان الشركة في حالة التعديل قال: «إذا كان تعديل المتسابق يمس كهرباء السيارة أو التصميم الميكانيكي لها فإن السيارة تخرج من ضمان الشركة، ونوصي الشباب بشكل مستمر بألا يتجاوز التعديل على تصميم السيارة أنظمة المرور والسلامة في المملكة».

وحول الرعاية المستقبلية أشار السليماني إلى أنه «سيتم عقد تجمعات متواصلة بالتنسيق مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وذلك على مستوى السعودية، يتم من خلالها تعليم الشباب المهتمين والهواة الأساليب العلمية والصحيحة في ممارسة رياضة التطعيس وغيرها».

وحول المسبقة أوضح السليماني أنه شارك في المسابقة عبر الإنترنت أكثر من نصف مليون شخص تفاعلوا مع المسابقة، والتي شاركت فيها أكثر من 350 سيارة، حيث قام صاحب كل سيارة بتصويرها ورفع الصور على موقع خاص بالمسابقة في الإنترنت، وتم ترشيح وتصفية المشاركات حتى وصلت إلى 16 سيارة في المرحلة قبل الأخيرة، وتمت التصفية ووصلت إلى 4 سيارات دخلت في المرحلة النهائية، وانضم لقائمة المصوتين أكثر من 26 ألف شخص رشحوا السيارات الفائزة وأوصلوهم إلى المراحل المتقدمة والفوز بالمسابقة.

وتم تصوير 16 فيديو يحكي خلالها المتسابقون أهدافهم وطموحاتهم ومواهبهم الخاصة بالتعديل والمشاركة في المسابقة بالإضافة إلى تعريف المتابعين بخطوات التعديل التي قاموا بها على سياراتهم.

وتعددت الطرق والأساليب لدى الشباب السعودي في تغيير الرسم الهيكلي للمركبات بشكل احترافي للتنافس فيما بينهم خلال اللقاءات التي تجمعهم في مواقع مختلفة، حيث تصل التكاليف الإجمالية إلى أكثر من 50 ألف ريال داخل المركبة وخارجها متنوعة ما بين إطارات وسمعيات وتغيير الإضاءة والألوان.

مهند توفيق الدويغري أحد طلاب جامعة الملك عبد العزيز بجدة، بدأ منذ أكثر من عام ونصف العام في تغيير سيارته من طراز الـ«إف جي تويوتا» بشكل لافت للنظر فعمل طوال الفترة في تغيير الإطارات واللون الخارجي وعمل إضاءات داخلية (ألياف ضوئية) بقيمة بلغت نحو الـ50 ألف ريال.

وقال الدويغري خلال حديثة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن فئة الشباب لدينا الكثير من التصميمات التي تجعل المركبة بطراز مختلف عن الشكل التقليدي من المصنع، ولكن دون التغير الذي يخالف المواصفات والمقاييس والأنظمة المرورية، لذلك عمدت أن أضع ملصقات بنفس لون المركبة حتى لا أكون مخالفا لدى المرور».

جاء ذلك خلال تتويج شركة «تويوتا عبد اللطيف جميل» الفائزين بمسابقة أفضل «إف جي كروزر» معدلة خلال مشاركتها بالمعرض السعودي الدولي للسيارات الأسبوع الماضي، بعد أن استمر المشاركون أسابيع من الترقب.

من جهته، أكد لـ«الشرق الأوسط» اللواء محمد بن حسن القحطاني، أن أي تعديل للشكل الخارجي أو الميكانيكي للسيارة يعد مخالفة نظرا للسلامة المرور والأمنية وتتخذ فيه الإجراءات إلى حين تعديلها بالشكل المطلوب، مقابل أن هناك بعض التعديلات التي قد لا تكون مخالفة بحسب الحالة فمن ضمنها وضع اللاصق (التجليد) على المركبات بنفس لونها المصنعي، وكذلك وضع الرمل على مقدمة المركبة لظروف السفر فهذه من ضمن الأمر التي لا تعد مخالفات مرورية ما لم تعيق الأنظمة المرورية والأمنية في البلاد.

وزاد: «من المهم عند تغيير اللون تبليغ إدارة المرور وأخذ الموافقات حتى لا يتعرض ملاك المركبات للمخالفة لمعدة من قبل إدارة المرور».

وطالب الكثير من الشباب أصحاب هواية السيارات المعدلة في جدة بإيجاد جهة خاصة معتمدة رسميا ترعى مواهبهم، وتقوم على تسهيل الأمور لهم، بحيث تكون الجهة ملمة بكافة ما يطمح له الشباب في ما يخص تعديل السيارات، منوهين بحاجتهم الماسة بإيجاد حلبة في جدة تضم مواهبهم، كحلبة الريم في الرياض.