نجران: قريتان تراثيتان تعودان للحياة بسواعد الأهالي ودعم هيئة السياحة والآثار

ضمن خطة لإعادة تأهيل 34 قرية في المنطقة

جانب من مباني قرية آل منجم التراثية بمنطقة نجران التي تخضع لعمليات إعادة تأهيل («الشرق الأوسط»)
TT

تزخر منطقة نجران (جنوب غربي السعودية) باحتضانها معالم تراثية ضاربة في القدم، مما يؤهلها لأن تكون وجهة سياحية بامتياز، وهذا ما دفع بالهيئة العامة للسياحة والآثار للبدء بأعمال الترميم في أول قريتين سياحيتين بالمنطقة، ضمن توجه لإعادة تأهيل 34 قرية تراثية بالمنطقة، بمشاركة الأهالي في جزء منها.

وكشف صالح آل مريح، المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بنجران، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «الهيئة تسعى لإعادة تأهيل 34 قرية تراثية بنجران حسب خطتها الاستراتيجية المستقبلية، بالتعاون مع شركاء الهيئة (المجتمعات المحلية، والجهات الرسمية كـ«الأمانة» و«النقل») وفق رؤية مجلس التنمية السياحية بالمنطقة».

وأشار مدير فرع هيئة السياحة بنجران إلى أنه «يجري العمل حاليا على تأهيل قرية اللجام، كما بدئ العمل في تأهيل قرية آل منجم التراثية وهو عبارة عن مشروع تحفيزي للمجتمع المحلي، يقتصر على النظافة للقرية التراثية والرصف بالحجر الطبيعي حول المباني الطينية المرممة للمحافظة عليها، ولفت انتباه أصحابها ليكون ما يقدم بداية لمشروع قرية تراثية متكاملة، نتطلع إلى تفاعل أمانة المنطقة مع المشروع واستكماله ليتمكن الملاك من المجتمع المحلي من تشغيله كمشروع سياحي».

وبين صالح آل مريح أن «ذلك التوجه في إعادة تأهيل القرى التراثية يأتي انطلاقا من حرص الهيئة على الحفاظ على التراث العمراني في المنطقة وتنفيذا لتوجيهات الأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة نجران ورئيس مجلس التنمية السياحية بنجران، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار»، وتوقع صالح آل مريح لهاتين القريتين أن يكونا من الواجهات السياحية للمنطقة.

من جانبه، أوضح حمد عومان آل منجم، صاحب فكرة إعادة تأهيل قرية آل منجم، أن «تاريخ القرية يعود إلى 260 سنة، وكانت تعتبر بوابة نجران الشرقية، وقد ذكرها المستشرق البريطاني جون فيلبي في كتابة عن نجران، وبين أن الموقع يشمل 7 بيوت طينية محاطة بسور قديم، وكانت مهملة، وخوفا من ضياع واندثار هذا الإرث التاريخي والحفاظ عليه اجتمعت قبيلة آل منجم، ممثلة في (آل عبد الله بن حسين، وآل الطيب وآل عوير وآل فارس وآل مهدي)، واتفقوا على أن تتم إعادة تأهيل القرية وعرض الفكرة على الهيئة العامة للسياحة والآثار، الذين استحسنوا الفكرة وقدموا الدعم اللازم». وقال حمد عومان: «إن الأمير سلطان بن سلمان كرم قبيلة آل منجم، وأثنى على ما قاموا به من جهود تصب في خدمة السياحة بالمنطقة»، وبين أنه لمس من «الأمانة» تجاوبا كبيرا في عملية السفلتة والإنارة وحماسا منقطع النظير في تقديم كل ما بوسعهم من أجل تهيئة الموقع سياحيا.