العرب يخسرون مليون سنة من أعمارهم جراء «الاكتئاب النفسي»

TT

طالب الدكتور سهيل عبد الحميد خان، مدير عام مستشفى الصحة النفسية بجدة بضرورة إخضاع مريض الاكتئاب إلى العلاج المبكر للحد من تأثيراته السلبية، وبين أن شخصا بين كل 10 أشخاص في منطقة الشرق الأوسط يعاني من مرض الاكتئاب.

واستند الدكتور خان فيما ساقه على نتائج أبحاث حديثة أشارت إلى وجود ارتباط وثيق بين الاضطرابات الحياتية التي يعاني منها مرضى الاكتئاب في العمل والمدرسة ومحيط الأسرة وعلاقاتهم الاجتماعية، وبين إصابتهم بالاكتئاب، بحيث تزداد حدة هذه الاضطرابات وترتفع بشكل مطرد مع زيادة حدة المرض.

وقال إن أحدث الدراسات كشفت أن 7 في المائة من إجمالي سكان منطقة الشرق الأوسط - بما فيها السعودية - يعانون من مرض الاكتئاب، وهي نسبة مؤرقة وتعتبر عالية مقارنة مع بقية دول العالم.

وأوضح مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة أن الأبحاث شملت السعودية، والإمارات، ومصر، ولبنان، إلى جانب سوريا، وأكدت أن هذه الدول مجتمعة تخسر أكثر من مليون سنة من سنوات أعمار مواطنيها بسبب مرض الاكتئاب بغض النظر عن الفئة العمرية، حيث جاءت السعودية بالمرتبة الثانية بأكثر من 201 ألف سنة، فيما احتلت مصر المقدمة بأكثر من 622 ألف سنة، وسوريا في المرتبة الثالثة بأكثر من 156 ألف سنة، ثم الإمارات بأكثر من 39 ألف سنة، وأخيرا لبنان بأكثر من 37 ألف سنة بغض النظر عن الفئة العمرية.

وقال الدكتور سهيل إنه وفي ظل وجود ارتباط وثيق بين الاكتئاب والاضطراب الوظيفي، فمع تزايد شدة الاكتئاب ترتفع مستويات الضعف في أداء الدور الاجتماعي والعائلي والمهني للمصاب، ويسعى اليوم العالمي للصحة النفسية للقضاء على الشعور بالنقص الاجتماعي المرتبط بالاكتئاب الشديد وغيره من اضطرابات الصحة النفسية، وتعزيز النقاش حول الاستثمار في خدمات الوقاية والترويج والعلاج للحد من عبء المرض.

يشار إلى أن الدكتور عبد الله الربيعه وزير الصحة رعى الأسبوع الماضي في الرياض ملتقى الاستشارات النفسية الذي سلط الضوء على القضايا الهامة في مجال الصحة النفسية وضرورة زيادة الوعي العام بقضايا الصحة النفسية.

بينما تناول اليوم العالمي للصحة النفسية في هذا العام موضوع «الاكتئاب: أزمة عالمية»، حيث يصيب الاكتئاب أكثر من 350 مليون شخص من مختلف الأعمار في جميع المجتمعات حول العالم، ووفقا للتقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية فقد بات الاكتئاب رابع أهم الأسباب المؤدية للإعاقة والوفاة في سن مبكرة على مستوى العالم منذ عام 2001، كما يتوقع أن يتحول إلى السبب الرئيسي للكثير من الأمراض بحلول عام 2030.