السعوديون يتصدرون المشاركين العرب في شبكات التواصل الاجتماعي

تقرير يرصد نسبة الأعمار من 18 إلى 34 عاما على موقع «فيس بوك»

يقول التقرير إن شبكات التواصل الاجتماعي باتت تسهم في التأثير على الرأي العام لدى رجل الشارع في الدول العربية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف تقرير عملي حديث متخصص في مجال شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت عن احتلال السعودية المركز الأول من حيث استخدام شبكات التواصل الاجتماعية، وأن السعودية تسهم بـ28 في المائة من المحتوى الرقمي العربي. ويأتي ذلك في وقت قالت فيه تقارير حكومية إن عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية يبلغ نحو 14 مليون مستخدم.

وأشار التقرير إلى أن أعلى معدل انتشار واستخدام لشبكة الإنترنت في الدول العربية كان للبحرين بنسبة 54 في المائة من مجموع السكان، تليها الإمارات والكويت وقطر بنسبة 50 في المائة، ثم السعودية بـ48 في المائة، أما بقية الدول العربية فهي أقل من 40 في المائة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الكريم الزيد، أن التقرير الذي يتكون من 130 صفحة يغطي في دراسته 18 دولة عربية، موضحا أنه يقدم قسما خاصا لشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي.

وبين الزيد أنه منذ أن بدأ استخدام الإنترنت في 1990 أسهمت الشبكة العنكبوتية في تغيير وجهة العالم، موضحا أنه خلال أقل من ربع قرن حققت البشرية تطورا هائلا تجاوز ما حققته خلال مسيرتها الحضارية عبر آلاف السنين، لافتا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت سوف تحدث تحولا كبيرا في تواصل البشر فيما بينهم وتفاعلهم مع الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.

وأشار الزيد إلى أن التقرير أظهر تصدر السعودية مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2011 بعلامة قدرها 2.82، تلتها قطر بعلامة 2.78، ثم الإمارات 2.59، واحتلت مصر المرتبة رقم 12 بين الدول العربية، مشيرا إلى أن تلك النتائج تتطابق مع ما توصل إليه التقرير من هيمنة السعودية على قطاع الهاتف المحمول في المنطقة بتسجيل نسبة انتشار تصل إلى 189 في المائة من مجموع السكان، لتحتل المرتبة الأولى عربيا والرابعة على الصعيد العالمي متخطية العديد من الدول المتقدمة.

وشدد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض بالقول «إن هذا التقرير الذي صدر حديثا يشكل بداية لبذل المزيد من الدراسات والبحوث للتعرف على نمط استخدام الشبكات الاجتماعية ومدى تأثيرها على مجمل الأحداث والأمور في الوطن العربي»، مؤكدا على حاجة شبكات التواصل الاجتماعية إلى مزيد من الدراسات الاجتماعية للتعرف على ملامح التطور المستقبلي ومعرفة توجهاته ومدى تأثيره على أوساط الشباب.

ولفت الزيد إلى أهمية تنسيق الجهود بين المؤسسات الحكومية والتربوية والإعلامية للاستفادة من هذه الوسائل الجديدة وتوجيهها لخدمة الشعوب العربية وخدمة القضايا الوطنية وتنمية المعرفة وزيادة التواصل الاجتماعي الفعال، والحد من الظواهر السلبية لاستخدام هذا الإعلام الجديد.

وحمل التقرير عنوان «مشهد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي»، ونشر في نهاية عام 2012. وتضمن تحليلا إحصائيا لمؤشرات استخدام تقنية المعلومات والاتصالات ومعدلات النمو ومؤشرات الانتشار في خطوط الهاتف وحجم مستخدمي الإنترنت.

وصدر التقرير الذي قدمه الدكتور عبد الكريم الزيد، وهو عضو بهيئة التدريس في كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عن «مدار للأبحاث والتطوير» بمدينة دبي، وبرعاية مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بمدينة.

إلى ذلك، بين التقرير حرص البلدان العربية على تبني تقنية جديدة، كما في حالة شبكات الجيل الرابع (4G) حاليا، في حين نشرت بعض البلدان العربية مثل السعودية والإمارات فعليا حزم بيانات «4G» للمستهلكين والشركات على حد سواء، كما أن الكثير غيرها من البلدان العربية الأقل نموا بدأت بالفعل في تطوير شبكاتها وسوف تكون قادرة على تقديم خدمات «4G» لعملائها في المستقبل القريب.

وأشار التقرير إلى أن موسوعة «الويكيبيديا» الحرة على الإنترنت التي بدأت منذ 2001، ظهر أن المحتوى بها يبلغ 23 مليون مقالة تقع في 88 مليون صفحة كتبت بـ285 لغة، منها مليون صفحة باللغة العربية، بينما قدر نسبة النص العربي بـ1.3 في المائة من مجموع صفحات الموسوعة. وأظهر التقرير أن شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تعد أكبر الشبكات انتشارا واستخداما، حيث يستخدمها نحو مليار مستخدم حول العالم؛ 47 مليونا منهم في الوطن العربي، فيما تقدر نسبة المستخدمين العرب لـ«فيس بوك» بنحو 5 في المائة وحسب، من مجموع المستخدمين في العالم.

وأظهر التقرير احتلال مصر المرتبة الأولى عربيا والمرتبة الـ21 عالميا من حيث عدد مستخدمي «فيس بوك»، إذ تجاوز عدد المستخدمين حاجز 11 مليون مستخدم، فيما جاءت السعودية في المرتبة الثانية بما يربو على 5 ملايين مستخدم، تلتها المغرب في المركز الثالث بنحو 4 ملايين مستخدم.

ويشير التقرير إلى أن شريحة الشباب ما بين سن 18 إلى 34 سنة تهيمن على استخدام «فيس بوك» في الوطن العربي، فيما يعد الذكور الأكثر استخداما على حساب الإناث، ففي السعودية يمثل الذكور نسبة 70 في المائة من المستخدمين. وقدر التقرير عدد مستخدمي موقع التدوين المصغر «تويتر» بنحو 500 مليون مستخدم نشط من جميع أنحاء العالم، منهم مليونا مستخدم نشط في الدول العربية.

وأكد التقرير على أن السعودية تقود العالم العربي من حيث نسبة مستخدمي «تويتر»، مؤكدا على أن أعداد السعوديين على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بلغت أكثر من 800 ألف مستخدم نشط، يمثلون نسبة 37 في المائة من إجمالي المستخدمين العرب، تليها الكويت بـ371 ألف مستخدم يمثلون نسبة 17 في المائة، ثم مصر بـ296 ألف مستخدم نشط يمثلون 14 في المائة من مستخدمي «تويتر» النشطين في العالم العربي.

ووصف التقرير موقع «تويتر» بالخطر في قدرته على التأثير على الرأي العام وقيادة التغيير في وقت قصير، مستدلا بما حدث في دول «الربيع العربي»، معتبرا التغريدات منافسا حادا لوسائل الإعلام الأخرى.

وتوقع التقرير أن يشهد «تويتر» كثافة واسعة في الاستخدام مستقبلا، خاصة أن له تأثيرا في الأحداث الكبرى الدولية والوطنية، مما يعطيه قدرة سريعة على التأثير على الرأي العام، وإثارة الجدل على نطاق واسع. وقد أشار التقرير إلى أن «تويتر» يتضمن 280 مليون تغريدة يومية في جميع أنحاء العالم، 2.26 مليون تغريدة منها باللغة العربية. وتعتبر اللغة العربية من أسرع اللغات العالمية نموا على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، بحسب وكالة الأبحاث «سيميو كاست» المتخصصة في الإعلام الاجتماعي ومقرها باريس.

وقدرت الوكالة متوسط التغريدات اليومية بمليوني تغريدة خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2011، بزيادة بلغت 100 ألف تغريدة في اليوم قبل 12 شهرا. ويتوقع أن تستمر المناقشات الدينية والسياسية والاجتماعية في تأجيج شبكات «تويتر» في العديد من الدول العربية، لذلك أصبح «تويتر» موجودا على جميع شبكات المواقع الحكومية ووسائل الإعلامية والمنظمات والجمعيات الأخرى في محاولة من هذه الجهات للتأثير والمشاركة والتفاعل مع ما يطرح في موقع التدوين المصغر.

وأشار التقرير إلى أن 650 مليون مادة إعلامية، تم نشرها عالميا عبر موقع الفيديو «يوتيوب»، مشيرا إلى أن ذلك الرقم يتزايد بمعدل نصف مليون تسجيل يوميا. ولفت التقرير إلى أن مواد «يوتيوب» باللغة العربية لا تتجاوز 1 في المائة من محتواه، والذي يركز في أساسه على عرض برامج وأغان وأفلام اجتماعية وترفيهية ورسوم متحركة؛ تقدم بقوالب كوميدية مرحة لتوصيل رسائل متنوعة، فيما تهيمن الأغاني بوضوح على تحقيق أعلى نسبة استخدام لـ«يوتيوب» في الوطن العربي. وتكمن أهمية موقع الفيديو في وجود العديد من القنوات التي تدار في الغالب من قبل مشاهير وتحظى بمتابعة عشرات الملايين يوميا.

ورصد التقرير أن أعداد المشتركين في شبكة «لينكد إن» لم تتجاوز نحو 175 مليون في 2012، لافتا إلى أن المشاركين من الدول العربية في الشبكة المهنية التي تهدف إلى خدمة عالم الأعمال والمال يسجلون قلة مقابل استخدام الدول الخليجية.

وأشار التقرير إلى أن الإمارات تأتي في الصدارة بمليون مستخدم، يمثلون 22 في المائة من مستخدمي «لينكد إن»، بينما أظهر التقرير أن السعودية تحتل المرتبة الثانية بـ682 ألف مستخدم، يمثلون 5 في المائة من المستخدمين على شبكة الإنترنت عربيا.