طبيب سعودي: علاج الخلايا الجذعية يثبط مرض «السكري» ولا يقضي عليه

اعتبر الخلطات الشعبية «تجارة بالوهم».. ونفى وجود إثبات علمي

TT

قال الدكتور زهير الغريبي مدير المركز الوطني للسكري في السعودية، إن العلاج بالخلايا الجذعية لا يزال في بدايته، «ومن غير المنطقي الحكم عليها بالنجاح، في ظل التجارب التي ما زالت قائمة، والتي لم تخرج حتى الآن بالنتائج النهائية، سواء كانت سلبية أم إيجابية»، لافتا في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إلى عدم وجود أي إثبات علمي يؤكد حقيقة علاج الخلايا الجذعية لمرض السكري، سواء كان من خلال عمليات الخلايا الجذعية، أو العلاج بالطب البديل.

وتنتشر دعايات واسعة تروجها بعض المستشفيات العالمية عن وجود أطباء يقومون بعمليات الخلايا الجذعية للقضاء على الأمراض المستعصية.

أمام ذلك، أكد الدكتور الغريبي أن فاعلية الخلايا الجذعية على مرضى السكر تتركز فقط في التحسن الطفيف للحالة، والحد من مضاعفات المرض.

واستشهد الدكتور الغريبي بما قاله الدكتور مصطفى القاسم الأستاذ في جامعة جنوب الدنمارك، وهو أول طبيب تم إعطاؤه صلاحية استخدام الخلايا الجذعية في الإنسان، وأكد أن الخلايا الجذعية ليس لها أي إثبات علمي حتى الآن في علاج مرض السكري، مشيرا إلى تأثيرها فقط في تحسن الحالة ووقف مضاعفات المرض.

وكان الدكتور مصطفى القاسم أكد من خلال تجاربه وأبحاثه، أن الخلية الجذعية لم تثبت قدرتها على إنشاء بنكرياس جديد في حال وضعت في مكان البنكرياس المصاب، مؤكدا عدم معرفته بنتيجة الأبحاث القائمة حاليا، على المدى البعيد، التي قد تكون نتائجها سلبية أو إيجابية.

وأرجع الدكتور زهير الغريبي مدير المركز الوطني للسكر في السعودية، لجوء بعض المرضى إلى القيام بعمليات الخلايا الجذعية أو الأدوية العشبية، أو وصفات وخلطات الطب البديل، إلى رغبتهم في التخلص من الأنسولين، والذي قد يكلفهم هذا التوجه إلى الخوض في مشكلات عضوية ومضاعفات تتطلب علاج ومجهود إضافي.

وأرجع الغريبي التحسن الذي يشعر به مرضى السكري نتيجة استخدامهم وصفات من الطب البديل، إلى التفاعل الناتج عن استخدام هذه الوصفات إلى جانب العقار الطبي الذي وصفه لهم طبيبهم المعالج، والذي نتج عنه بمحض الصدفة تحسن طفيف في الحالة، كاشفا عن لجوء كثيرين ممن يبيعون الخلطات الشعبية لعلاج مرض السكر، إلى خلط الأعشاب بأدوية خاصة بعلاج مرض السكر، لخداع المرضى الذين يستخدمونها، وإقناعهم بأن هذه الخلطات لها تأثير إيجابي على المرض، وتحسن الحالة.

وحذر المرضى الذين يستخدمون الوصفات الشعبية الخاصة بعلاج مرض السكر، من استخدامها مع العلاج الذي وصفه الطبيب المعالج، نظرا للتفاعل الذي قد ينتج عنهما، والذي يسبب أحيانا زيادة أو تقليلا في فاعلية الدواء، إلى جانب التأثير السلبي في كثير من الأحيان على الكلى، وعلى أعضاء أخرى في الجسم.

وأرجع عمل كثير من أصحاب الخلطات والوصفات الطبية الشعبية، إلى العمل غير المشروع، والاتجار بالوهم، مشيرا إلى أن هذه النوع من التجارة يدر الكثير من الدخل، ويحقق أرباحا بالملايين في غضون أشهر بسيطة، من خلال وهم المرضى بفاعلية الخلطات التي يصنعونها، والتي تكون في كثير من الأحيان مخلوطة بأدوية مرض السكر.

وأكد أن مريض السكر لو اتبع نظام الحمية الغذائية المقررة له، ومارس الرياضة، وحرص على استخدام الدواء بانتظام، فستتحسن حالته بمشيئة الله، من دون اللجوء إلى الأدوية الشعبية التي لا يعرف مصدرها، ولا مكوناتها.