وزير الصحة يوجه بفتح تحقيق حول خطأ طبي تسبب في فقد مواطن إحدى رجليه

«صحة الطائف» لـ «الشرق الأوسط»: سيتم التعامل معه من قبل الهيئة الشرعية الطبية

TT

ينظر قسم المتابعة بصحة الطائف (غرب السعودية) في قضية مريض بترت رجله اليسرى؛ بسبب خطأ طبي تسبب فيه استشاري جراحة عظام سعودي يعمل في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» سلطان الحارثي، ابن المريض الذي بترت رجله، أن والده تعرض لحادث مروري يوم 18 يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، دخل على أثره مستشفى الملك فيصل بالطائف، وبعد الفحوصات اتضح أنه يعاني كسرا في عضد اليد اليسرى، وكسرين في ساعد اليد، وكسرا مضاعفا فوق الركبة اليسرى، ثم عمل له تثبيت خارجي للرجل، وبقيت اليد دون أي تدخل جراحي.

من جهته، أكد سراج الحميدان مسؤول العلاقات والإعلام في صحة الطائف أن مثل هذه القضية تباشرها «المتابعة»، ثم تحول إلى الهيئة الشرعية الطبية، وبعد التحقيقات والمساءلات تصدر المتابعة والهيئة التقرير عن القضية، وقال الحميدان: «إنه لا يستطيع التحدث في مثل هذه القضية حتى تستكمل جميع الإجراءات».

ويضيف الحارثي أن والده أدخل بعد ذلك العناية المركزة، ونقل إلى مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالمحافظة، وأجريت له عملية في اليد، وهو في العناية. أما الرجل اليسرى فأهملت تماما لفترة خمسة أشهر، حتى تعفنت وتسوس العظم؛ بسبب بقاء الصديد دون أي تنظيف ولو مرة في الشهر، وقال الحارثي إنه أرسل برقيات عدة إلى جهات الاختصاص لنقل والده من المستشفى؛ حتى يتم علاجه في أي مكان داخل السعودية أو خارجها؛ ولكن الطبيب المعالج (تحتفظ الصحيفة باسمه)، كان يرد على كل خطاب استفسار من أية جهة بأن المريض يمكن علاجه في الطائف، ولا يستدعي نقله إلى مدينة الملك فهد بالحرس الوطني أو «الألماني» في جدة أو بقشان.

وأشار ابن المريض إلى أن تعنت الطبيب في حالة والده أسهم في تدهور الحالة وجعل علاجها مستحيلا، مؤكدا أن الطبيب المعالج لم يتابع والده خلال مكوثه في المستشفى لخمسة أشهر؛ ولكنه كان يشرف على الأطباء الأجانب العاملين في المستشفى.

ويستطرد الحارثي في رواية معاناته مع مرض والده بأنه كاد يفقد وظيفته في التعليم بمحافظة وادي الدواسر؛ بسبب قلقه الدائم على صحة والده ومراجعاته الكثيرة للطائف؛ للوقوف على سير علاج والده.

وذكر سلطان الحارثي أن والده سعد محمد (65 عاما) تم إخراجه على مسؤولية أبنائه من مستشفى الملك عبد العزيز الذي رفض كل المخاطبات الرسمية بنقله من المستشفى والذهاب به إلى مستشفى بقشان في جدة، الذي قرر في تقريره الأولي أن الحالة متجاوزة حدود التدخل الطبي، ولا يفيد معها سوى البتر والقطع؛ لكي لا يصل التسوس والتعفن إلى الحوض؛ مما قد يؤدي إلى الوفاة - لا قدر الله - لافتا إلى أنه بعد ذلك جاء أمر ملكي كريم بعلاج والده في ألمانيا في مستشفى متخصص للعظام والحوادث في مدينة شتوتغارت، وبالفعل عند وصوله إلى المستشفى الألماني ذكروا تقرير بقشان نفسه بأن الحالة بتر ويجب أن لا تتأخر، مكذبين بذلك كل تعنت وإصرار من طبيب مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي بالطائف.

واختتم الحارثي بقوله إنه وافق على البتر وأقنع والده بذلك، ولديه «موعد آخر بعد أقل من شهر لتركيب طرف صناعي للرجل اليسرى في المستشفى الألماني ذاته، تابع للأمر الملكي الكريم الذي نص على معالجته وتركيب الطرف في ألمانيا».

وزاد بالقول إنه من شكواه في لائحة الدعوى المرفوعة والمكونة من 15 صفحة يريد نقل الآية الكريمة إلى الطبيب المتعنت في حالة والده وهي: «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» وردعه بذلك عن ممارسة التسلط على المرضى وتأديب غيره.