خالد بن سلطان: العالم العربي يواجه أزمة جفاف.. وإذا لم نتحرك فكارثة العطش قادمة

فريق بحثي في مؤتمر المياه يؤكد: 20% من الوفيات سببها التلوث

الأمير خالد بن سلطان خلال رعايته فعاليات مؤتمر المياه الدولي أمس في العاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

طالب الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع، عقب افتتاحه لفعاليات المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والجافة أمس في العاصمة الرياض، جميع الحكومات العربية بإعادة النظر في طرق استخدام المياه في جميع المجالات، مشيرا إلى أن العالم العربي يستورد أكثر من 300 مليار متر مكعب من المياه سنويا في شكل مواد غذائية.

وشدد في الوقت نفسه على جميع دول العالم العربي بالتحرك الجاد لحل أزمات المياه وتلوثها بقوله: «إذا لم تتحرك الدول الآن.. فكارثة الجفاف والعطش القاتل لا محالة قادمة».

وأشار الأمير خالد بن سلطان إلى أن العالم العربي يواجه كارثة جفاف شديدة، تحدق بمستقبل الأمة العربية وأجيالها، وأن نقص المياه يشكل خطرا حقيقيا، يتصدر قائمة التحديات الكبرى، ويتجاوز في طبيعته وأبعاده قدرات التنمية المتاحة لأي دولة، ما لم تتوفر العلاجات السريعة والصحيحة القائمة على التخطيط السليم والإدارة المالية المتكاملة والأمن المائي لكل دولة.

وقال: «إن 90 في المائة من المناطق العربية صحراوية قاحلة، ذات موارد مائية منخفضة ومحدودة وتبخر مرتفع تصل نسبته إلى 80 في المائة»، مبينا أن 50 في المائة من مياه شبه الجزيرة العربية مياه جوفية، ونتيجة لعدم وجود أنهار في معظم الدول العربية، فإن أحواض تلك المياه تعد المصدر الرئيسي بل الوحيد للمياه العذبة والمتجددة.

وزاد قائلا «نتيجة للسحب الزائد من تلك الأحواض فإن نسبة عالية جدا من مناطقها وصلت إلى حالة من الاستنزاف الأقصى والملوحة العالية، والتلوث العضوي وغير العضوي، وإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث دمار كامل للطبقات الصخرية الحاملة للمياه الجوفية، وقد تكون في وقت ليس بالبعيد».

وأفاد الأمير خالد بن سلطان، بأن من يتابع عمل الهيئات والمنظمات والمجالس والإدارات المائية العامة والخاصة، يدرك حجم الجهد المبذول من القائمين على شؤونها، مشيرا إلى أن من يتابع الإحصاءات المائية يصاب بالفزع، فالندرة زادت والتلوث استشرى، والتصحر اتسع ومشاريع التنمية تتراجع، وأضحى الصراع يطرق كل باب على الرغم من تلك الجهود المبذولة.

من جهته، أوضح الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود، في كلمته بالمؤتمر، أن دور المؤسسات التعليمية الحديثة لم يعد محصورا في الدائرة الأكاديمية والتعليمية فحسب، بل تجاوزه إلى فضاء أرحب، بات واجبا على الجامعات التحليق فيه لأداء دورها الحقيقي داخل مجتمعها.

وأضاف العمر أن هذا الدور هو دور متعدد المهام، يأتي من ضمنه بحث القضايا المهمة التي تمس المجتمع وأفراده، وطرحها للنقاش بالاستعانة بالخبراء في مجالها، وأن ذلك يتأكد حين يكون المجتمع يعاني من مشكلة في أمر محوري كقضية الماء وندرته التي تعد تحديا خطيرا يهدد الوجود الإنساني.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الملك بن عبد الرحمن آل الشيخ أمين عام جائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه رئيس اللجنة العليا للمؤتمر، أن المؤتمر يهدف إلى إثراء الجائزة بنشاطات علمية ذات علاقة بالمياه، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين متخذي القرار والعلماء، للوصول إلى تكاملية وشمولية الحلول للمشاكل ذات الصلة بالمياه، مشيرا إلى أنه مؤتمر دولي يركز على الأبحاث العلمية الأصيلة التي تتناول محاولات جادة لحل مشكلات المياه والبيئة في المناطق الجافة.

في الوقت نفسه، أكد فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا بيركلي على تطوير طريقة مبتكرة وفعالة لعلاج تلوث المياه الجوفية بالزرنيخ، حيث قد تنقذ حياة الملايين من البشر وتقيهم من المشاكل العلمية ذات الصلة بالتسمم بالزرنيخ، حيث تشير التقارير الدولية إلى أن 20 في المائة من الوفيات حاليا في بنغلاديش بسبب تلوث مياه الشرب بالزرنيخ.