جدة تستكمل مواجهتها للأمطار بمجار للسيول و5 سدود في جهات عدة

ضمن أضخم عملية إنشائية تشهدها مدينة سعودية

تسعى مدينة جدة من خلال مشاريعها الإنشائية الجديدة للحد من مخاطر السيول خلال مواسم الأمطار («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة، التابعة لإمارة منطقة مكة المكرمة، أنه سيتم الانتهاء من جميع أعمال مشاريع تصريف السيول لمدينة جدة، خلال الشهر الجاري، باستثناء عقد إنشاء قنوات المطار لتصريف الأمطار، والتي سيتم الانتهاء من تنفيذها نهاية العام الهجري الحالي.

وتشمل مشاريع تصريف الأمطار والسيول لمدينة جدة 8 مشاريع بقيمة 3.388 مليار ريال تنفذها أربع شركات، منها شركتان سعوديتان واثنتان عالميتان، وهذه المشاريع هي: إنشاء خمسة سدود (سد وادي غايا، سد وادي أم حبلين، سد وادي دغبج، سد وادي بريمان، سد وادي غليل) وملحقاتها، من سدود رادفة ومفيض للسدود ومجاري تصريف السيول وطرق، ورفع الطاقة الاستيعابية لمجاري تصريف السيول الشمالية والجنوبية والشرقية، وإنشاء قنوات جديدة لتصريف مياه الأمطار بمحاذاة مطار الملك عبد العزيز الدولي.

وأوضح المهندس أحمد بن عبد العزيز السليم مدير عام المشروع أن «أعمال التنفيذ تسير بشكل ممتاز، ومتواصلة على مدار الـ24 ساعة، وتحظى بمتابعة من الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد، وإشراف مباشر من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الوزارية الفرعية لمعالجة أضرار السيول بمحافظة جدة».

وبين المهندس السليم مدير عام المشروع أن مشاريع تصريف الأمطار والسيول لمدينة جدة منذ توقيع عقودها في 28 مارس (آذار) 2012، وحتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) 2012، تم إنجازها وفق البرنامج الزمني، حيث انتهى تنفيذ سبعة مشاريع لتصريف مياه السيول، فيما جرى تنفيذ مشروع قنوات المطار لتصريف مياه الأمطار المقرر الانتهاء منها في نهاية العام الهجري الجاري، مشيرا إلى أن العمل كان متواصلا على مدار الـ24 ساعة وبكفاءة ومهنية واحترافية.

وأكد المهندس السليم أن مشاريع الحلول العاجلة التي جرى الانتهاء من تنفيذها في 5 محرم عام 1433هـ والبالغ عددها 14 مشروعا، إضافة إلى مشاريع تصريف الأمطار والسيول لمدينة جدة البالغة 8 مشاريع، رفعت كفاءة البنية التحتية في معالجة مياه الأمطار والسيول التي قد تتعرض لها جدة مستقبلا، خصوصا من الأمطار الخارجية المحمولة من شرق جدة.

وأفصح مدير إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بجدة عن الانتهاء من جميع أعمال السدود الخمسة، وجاري العمل على أعمال التشطيب لمجاري تصريف السيول المصاحبة للسدود، وأعمال التنظيف النهائية لمواقع المشاريع تمهيدا لتسليمها إلى الجهة المختصة، وحققت نسب الإنجاز، كالتالي: 97% سد وادي غايا، 98% سد وادي أم حبلين، 97% سد وادي دغبج، 98% سد وادي بريمان، 100% سد وادي غليل.

وحول نسب إنجاز مشاريع رفع الطاقة الاستيعابية لمجاري تصريف السيول الشمالية، والجنوبية والشرقية بين المهندس السليم انتهاء تنفيذها، وجاري العمل على أعمال التشطيب والتنظيف النهائية للمشاريع، وحققت نسب الإنجاز، كالتالي: 100% مجرى تصريف السيول الشمالي، 100% مجرى تصريف السيول الجنوبي، و94% مجرى تصريف السيول الشرقي، أما مشروع قنوات المطار لتصريف مياه الأمطار فلفت إلى أنه بلغت نسبة الإنجاز فيه 40%، وحسب خطة العمل سيتم الانتهاء من الأعمال في أواخر السنة الحالية 1434هـ.

وذكر مدير عام مشروع مياه الأمطار وتصريف مياه السيول، أن تنفيذ المشاريع اقتضى فتح نقاط عمل في 205 مواقع، حيث بلغ عدد العاملين وقت الذروة 13.300 عامل يستخدمون 2805 معدات وآليات ثقيلة أنجزوا أكثر من 20 مليون ساعة عمل، مشيرا إلى أنه ولإمداد المشروع بالخرسانة تم إعادة فحص وتقييم المصانع الخرسانية بجدة ورفع عددها من 4 إلى 21 مصنعا مرخصا ومعتمدا للتوريد بطاقة من 450 إلى 2400 متر مكعب في الساعة، كما جرى لإمداد المشروع بالإسفلت اللازم زيادة المصانع المعتمدة للتوريد من مصنعين إلى أربعة مصانع وبطاقة إنتاجية من 400 إلى 750 طنا في الساعة.

وقد وصف المهندس السليم المشاريع الدائمة لتصريف مياه السيول والأمطار بجدة بأنها من المشاريع الضخمة على المستوى العالمي قياسا بحجم العمليات الإنشائية الجارية والمدة الزمنية في تنفيذها، والكميات المطلوبة حيث يشمل نطاق العمل لهذه المشاريع حفر 8.6 مليون متر مكعب، فيما تقارب كمية الصخور المستخدمة لردم السدود 1.8 مليون متر مكعب، وكمية الخرسانة المسلحة المستخدمة 730 ألف متر مكعب، و46 ألف طن من حديد التسليح، وتجاوزت كمية عمليات الردم 1.60 مليون متر مكعب، واستخدام أنابيب بطول 58 كيلومترا.

وبين أن تنفيذ المشروع يشرف عليه 300 مهندس ومشرف أمضوا مليون ساعة عمل لضمان سير العمل والجودة والسلامة، حيث تنفيذ أكثر من 60.000 طلب فحص جودة من المقاولين بمعدل نسبة قبول 96%، فيما بلغ عدد الاختبارات الميدانية التي تم معاينتها 200 ألف فحص اختبار للجودة وذلك بتواجد 65 مفتشا من إدارة المشروع وأكثر من 200 مفتش مختص من المقاولين الذين اجتازوا اختبارات القبول من إدارة المشروع.

وأكد المهندس السليم أن مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول في محافظة جدة يحظى بمتابعة من الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد، وإشراف مباشر من الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الفرعية لمشاريع مياه الأمطار وتصريف السيول.

وأوضح السليم أن ما تم إنجازه يعود إلى دعم القيادة اللامحدود، مبديا شكره للمواطنين والمقيمين على تفهمهم وتعاونهم، خصوصا إذا ما علمنا أن تنفيذ هذه المشاريع كان ليل نهار وتزامن مع أوقات الصيف ورمضان والأعياد.

وشكر مدير عام المشروع الجهات الحكومية والخدمية على دورهم الفعال والمشاركة المباشرة، مما كان له الأثر الكبير في تسريع وتيرة العمل، وكذلك مقاولي المشروع لتغلبهم على كل التحديات التي واجهتهم، مما مكن الالتزام بخطة العمل حتى تاريخه، معتبرا أن تضافر الجهود مع الجهات الحكومية والخدمية وبين إدارة المشروع التابعة لإمارة منطقة مكة، أسس لتكوين فريق عمل فريد من نوعه كان عاملا أساسيا في نجاح تنفيذ مشاريع الحلول العاجلة، في وقت قياسي خلال 110 أيام العام الماضي، وفي تسريع وتيرة إنجاز مشاريع تصريف الأمطار والسيول لمدينة جدة حاليا، وفي المشاركة والمساهمة بفعالية في منظومة المشاريع المستقبلية التي تندرج في مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول.

وأكد مدير إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بجدة أن المنهج الاحترافي الذي يسير عليه مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول، والمتمثل في التنسيق والتعاون المستمر بين إدارة المشروع والجهات الحكومية والخدمية، أسس له أمير منطقة مكة ويحظى بمتابعة شخصية منه، وتمثل في تنظيم ورش عمل مكثفة، تشهد عروضا مرئية وشاملة لما تم إنجازه في أرض الميدان، وأخرى للمشاريع المستقبلية، وتهدف إلى التجهيز لعملية التنفيذ، كما تم فيها توقيع آليات عمل مع كل جهة لتحديد نطاق عملها، فضلا عن تحديد جميع الخدمات اللازم التعامل معها خلال عملية التنفيذ، بحيث تضمن استمرار الخدمة للمواطن.

وقال المهندس السليم «تقدم ورش العمل إضافة هامة تتمثل في اللقاء والحوار والنقاش المباشر بين جميع الأطراف، لحل جميع الملاحظات التي يبديها فريق العمل خلال الورشة، أو خلال الاجتماعات الدورية المعتادة، والتي يتم عقدها باستمرار كل أسبوعين تقريبا». وأشار إلى أن هذه الورش شهدت جميعها انضباطا وحضورا وتفاعلا من 22 جهة حكومية وخدمية في جدة دون استثناء، من أبرزها: الأمانة، إدارة المرور، هيئة المساحة الجيولوجية، هيئة الأرصاد والبيئة، إدارة الجمارك، إدارة الميناء، وزارة الداخلية، وزارة المالية، وزارة النقل، شركة المياه الوطنية، الدفاع المدني وشركة الكهرباء.

ونظم فريق إدارة مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة منذ تسلمه مهام إدارة المشروع 7 ورش عمل شارك فيها 467 ممثلا من جميع الجهات الحكومية والخدمية.

واعتبر المهندس السليم أن تلك المشاريع أسست لأهم عوامل نجاح فريق العمل، وصولا إلى تنفيذ المشاريع بكفاءة وجدارة، وتمثل ذلك وضع آليات التنسيق بين الجهات الحكومية والخدمية وإدارة المشروع، حيث يتم التخطيط لكل ورشة عمل حسب متطلبات المشروع ويتم اختيار موضوعها، والأهداف المرجوة منها، والتوقيت المناسب، لعرض مخرجاتها والتي يتم الاتفاق عليها، فضلا عن توزيع المهام على كل جهة مشاركة، لتكون أساس ضبط علاقات العمل المستقبلية بين جميع الجهات لإنجاح أهداف المشروع.

وسجلت ورشة العمل الأولى التي عقدت بعد 30 يوما من تكوين فريق مشروع مياه الأمطار وتصريف مياه السيول، نجاحا في وضع أسس العمل بدءا من توثيق اتفاقيات تنسيق الأعمال مع كل جهة وتحديد المسؤوليات ونطاق العمل، وصولا إلى إقرار الاجتماعات بصفة دورية للتنسيق والمساندة، وحضر الورشة التي نظمت تحت عنوان «التعارف وتحديد آليات التنسيق» 75 ممثلا لـ22 جهة حكومية وخدمية.

أما ورشة العمل الثانية التي حضرها 115 ممثلا من 40 جهة حكومية وخدمية تحت عنوان «مراجعة واعتماد أسس التصميم والدراسات الهندسية المرحلية»، فخلصت إلى عدة نتائج من أهمها، إقرار التصاميم الهيدرولوجية، والحصول على معلومات من الجهات الحكومية والخدمية ذات العلاقة، وأخيرا الاتفاق على الخطوات المستقبلية للتصاميم النهائية حسب متطلبات كل مرحلة.

وأضافت ورشة العمل الثالثة بعدا جديدا في تنسيق العمل بين إدارة المشروع والجهات الحكومية والخدمية بهدف منع التضارب والازدواجية في العمل، حيث استعرضت المشاريع الحالية والمستقبلية تحت عنوان «التنسيق الأمثل للمشاريع الحالية والمستقبلية بمحافظة جدة» وحضرها 124 مشاركا من 21 جهة حكومية.

وتزامنت ورشة العمل الرابعة مع بدء تنفيذ مشاريع تصريف الأمطار والسيول بمدينة جدة، بهدف تحديد الخدمات التي تتقاطع مع تنفيذها، وحملت عنوان «سوف نبنيها معا»، وحضرها 61 مشاركا من ثماني جهات حكومية، وخلصت إلى تعيين كادر من الجهات الخدمية للعمل مع فريق إدارة المشروع وتقديم الدعم في زمن معين.

واستعرضت ورشة العمل الخامسة «الرؤية التخطيطية محددات التنمية والبدائل لخطة الإطار المكاني والمخطط الشامل لجدة»، حيث تم الاتفاق بين 50 ممثلا لـ16 جهة حكومية وخدمية، على الأهداف العامة لخطة الإطار المكاني والرؤية التخطيطية والمحددات المبدئية لتنمية مدينة جدة، فيما استعرضت ورشة العمل السادسة التي حضرها 42 مشاركا من 13 جهة حكومية وخدمية مسار الطريق الدائري الأوسط وآلية تطوير وإعادة تأهيل المناطق العشوائية في مدينة جدة.

أما ورشة العمل السابعة والتي حملت عنوان «تكملة مشاريع تصريف الأمطار والسيول بمحافظة جدة والمخطط العام» بحضور أكثر من 75 ممثلا من الجهات الحكومية والخدمية، تم فيها عرض مرئي عن سير أعمال مشاريع الحلول الدائمة، فضلا عن الدراسة الهيدرولوجية والمشاريع المستقبلية وملخص المخطط العام للشبكات الرئيسة لتصريف مياه الأمطار ومشاريع الشبكات الرئيسية، كما شملت الورشة نقاشات مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمشاريع التالية: تخطيط منطقة شمال مطار الملك عبد العزيز، الطريق الدائري الأوسط، تقاطع جسر بريمان، تصريف مياه الأمطار في مطار الملك عبد العزيز، تصريف مياه الأمطار في مشروع مدينة الملك عبد الله الرياضية، مشروع تطوير الواجهة البحرية، وتطوير محاور طريق الملك عبد العزيز وطريق الأمير سلطان.