المدينة المنورة: ارتفاع أسعار الفنادق يلقي بظلاله على السياحة الداخلية

الأنصاري لـ «الشرق الأوسط»: تعرفتها لا تراعي السائح الداخلي

TT

توقع رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة أن تتراوح نسبة السياحة الداخلية خلال إجازة الفصل الدراسي الأول بين 20 و40 في المائة، معتبرا أن تلك نسبة ضئيلة جدا، مرجعا السبب في ارتفاع أسعار الفنادق إلى سائحي الداخل، حيث تصل قيمة الغرفة في الفندق إلى 400 ريال.

وأوضح عبد الغني الأنصاري رئيس لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة لـ«الشرق الأوسط» أن حركة السياحة الداخلية لن تكون جيدة في فترة الإجازة المدرسية المقبلة، وقال: «أسعار الفنادق في المدينة المنورة مرتفعة جدا بالنسبة لزوار الداخل، الذين يضعون جل اهتمامهم وتركيزهم في السائح الخارجي، ويعطونه أقل التكاليف، حتى يصل سعر الغرفة لهم إلى 150 ريالا»، معتبرا أن في ذلك عدم إنصاف للسائح الداخلي.

وطالب الأنصاري فنادق المدينة المنورة بالعمل على التسويق لنفسها بشكل صحيح من خلال النزول بحملة ترويجية واضحة تعطي للسائح الداخلي أسعارا تشجيعية، مقابل ما تعطيه للسائح الخارجي من أسعار زهيدة. ولفت إلى أن للفنادق دورا مهما في تفعيل ذلك، محذرا من إبقاء الغرف الفندقية فارغة بسبب ارتفاع الأسعار وعدم تكثيف الجهود لتفعيل آلية تشغيلها على مدار السنة، وليس فقط في الإجازات والمواسم، مؤكدا أن تنويع «السلة السياحية» من شأنه أن يعود بكثير من الفوائد على الاقتصاد الداخلي للمدينة. وحول الشراكات بين الفنادق والمكاتب السياحية الداخلية بالمملكة، بين الأنصاري أن هذا النوع من الشراكات ما زال ضعيفا جدا، لافتا إلى أن القوة الاقتصادية الحقيقية لتنفيذ البرامج السياحية في المملكة تركز على الشراكات الخارجية، وقال: «أتمنى أن يكون للشراكات الداخلية نصيب في هذه القوة حتى نلمس النتائج الإيجابية على الاقتصاد الداخلي».

وإلى جانب ارتفاع أسعار الفنادق في المدينة المنورة، فإن فصل الشتاء من شأنه (أيضا) أن يؤثر سلبا في السياحة في المدينة المنورة؛ فوفقا لرئيس لجنة السياحة بالغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة، الذي بين أن الزوار من داخل المملكة لا يحبون البرودة، خصوصا سكان المناطق الساحلية، الذين لديهم أطفال، فهم يفضلون الأجواء المعتدلة خلال الإجازات، مبينا أن درجة الحرارة في هذه الأوقات بالمدينة المنورة تتراوح بين 8 و10 درجات مئوية.

وشدد الأنصاري على ضرورة تكاتف الجهات المعنية في مختلف مناطق المملكة لتفعيل السياحة الداخلية التي تشهد حراكا ضعيفا جدا (حسب وصفه)، مبينا أنهم سيعقدون ورشة عمل خلال الأسبوعين المقبلين بالغرفة التجارية في المدينة المنورة، لمحاولة تنفيذ برامج من شأنها أن تعود بالنفع على السياحة الداخلية.

وقال: «سنناقش خلال الاجتماع كيفية تسويق الليالي (الميتة) في الفنادق، كما أننا سنتطرق إلى كيفية تفعيل الحجوزات الإلكترونية، إلى جانب أننا سنبحث وجود موقع إلكتروني مستقل للجنة السياحية»، كاشفا عن مشروع إنشاء شركة تسويق سياحي كاملة للمدينة المنورة، ومؤكدا مناقشة مشروع الشركة في اجتماعهم المقبل.

من جهته، توقع وليد أبو سبعة رئيس لجنة بغرفة في مكة المكرمة أن تشهد المنطقة خلال إجازة الفصل الدراسي الأول إقبالا ملحوظا من سياح الداخل، قد يصل إلى 65 في المائة، خصوصا المنطقة المركزية والفنادق المطلة على الحرم المكي.

وبين أبو سبعة أن الحركة الآن منخفضة قليلا، لا سيما أن موسم العمرة لم يبدأ إلا منذ 3 أسابيع، مشيرا إلى إصدار قرابة مائة ألف تأشيرة حتى أمس عبر النظام، وقد يصل أصحابها خلال الأسابيع المقبلة. وحول وجود برامج سياحية في الإجازة المدرسية معدودة الأيام بين أن فترة الإجازة القصيرة لا تساعدهم على إقامة برامج، ولفت إلى أن السياح والمعتمرين من الداخل يكون جل تركيزهم على زيارة الحرم وأداء العمرة، وبالتالي لا تكون هناك فعاليات كثيرة في هذه الفترة، إلا أنه خلال فترة الصيف توجد فعاليات وترتيبات بين الفنادق والمكاتب السياحية؛ لأن فترة الإجازة تكون طويلة. وأوضح أن المشكلة التي تواجه عدم تفعيل برامج سياحية في هذه الإجازة القصيرة أنه عادة ما تكون الحجوزات في الفنادق فردية، وحتى دخول الأشخاص مكة فردي، إذ إن نسبة 85 في المائة من الحجوزات الداخلية المقبلة إلى مكة في هذه الفترة فردية، ولا تساعد على إقامة فعاليات لهم.

وحول ارتفاع أسعار الفنادق في مكة المكرمة، بين أبو سبعة أن هذا الكلام غير منطقي، إذ إن الأسعار في متناول أيدي الجميع، مضيفا: «توجد فنادق قريبة من الحرم المكي قد ترتفع أسعارها، ولكن بالمقابل توجد فنادق تبعد قليلا عن الحرم، أسعارها مناسبة للجميع».