وقفت اللجنة الوزارية الخاصة بمشاريع النقل العام بمنطقة مكة المكرمة أمس على مستجدات مشاريع النقل العام في مدينتي مكة المكرمة وجدة، برئاسة الأمير خالد الفيصل، أمير المنطقة، من خلال عرض مفصل قدمته أمانتا العاصمة المقدسة وجدة.
وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أهمية تسريع وتيرة تنفيذ المشروعين، وقال مخاطبا أعضاء اللجنة الوزارية «إن المملكة تعيش فترة استثنائية في نوعية التنمية التي تشهدها وحجم المشاريع الجاري تنفيذها»، مؤكدا أنه ليس أمامهم أي عذر حال التقصير عطفا على ما وفرتها القيادة الحكومية من تمويل مالي لإتمام المشاريع.
وكان مجلس الوزراء السعودي أقر في 24 أبريل (نيسان) 2012 الماضي، بأن تتحمل الدولة العام تكاليف إنشاء مشاريع النقل العام داخل المدن وصيانتها وتشغيلها، حيث أعطت الضوء الأخضر لأمانتي العاصمة المقدسة وجدة بالمضي قدما حيال مشروعهما، الذي سبق وأن قطعا فيهما مراحل الدراسات والمخططات العامة.
وكشف الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة، عن أن مشروع النقل العام بمكة ينقسم إلى قسمين: الأول، شبكة نقل القطارات (المترو) لخدمة الحجاج والمعتمرين، وهو المشروع الذي أجرت الدراسة الفنية له شركة «البلد الأمين» المملوكة للأمانة، وتنفذه شركة «قطارات مكة للنقل العام»، وأيضا لخدمة قاطني المدينة، مستعينة فيها باستشاريين عالميين لإعداد هذه الدراسة (شركة «سيسترا» الفرنسية) ستكون أساس توفير شبكة كافية للنقل العام بالقطارات لمكة المكرمة على مدار العام، أما المرحلة الثانية فبدأت بدراسة نفذتها هيئة تطوير مكة المكرمة، تختص بالمخطط الشامل لشبكة النقل بالحافلات في مكة بالتعاون مع الاستشاري العالمي (بي دبليو إنجنير الألماني) لإعداد المخطط الشامل للنقل بمكة.
وقال البار: «إن الدراسة وضعت الملامح الرئيسية بمخطط الحافلات لتتكامل مع شبكة القطارات التي وضعت الدراسة لها شركة (البلد الأمين)»، موضحا أنها تتكون من شبكة حافلات النقل السريع ذات مسارات دائرية بإجمالي أطوال 60 كيلومترا وإجمالي عدد المحطات 60 محطة تتباعد كيلومترا واحدا ومسافات سير نحو 500 متر، بالإضافة إلى شبكة حافلات نقل محلي لخدمة المسجد الحرام وتغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع بإجمالي أطوال 65 كيلومترا بين المسجد الحرام وأحياء مكة، وهي شبكة إشعاعية في مختلف الجهات.
من جهته، قدم الدكتور هاني أبو راس، أمين جدة، عرضا لمشاريع النقل العام، وتشمل شبكة القطارات الخفيفة وتندرج فيها ثلاثة خطوط: الأول بطول 67 كيلومترا وعدد 22 محطة ويبدأ من طريق مكة ويخترق المنطقة المركزية، ثم شمالا إلى أبحر ويتفرع منه شرقا على شارع صاري، فيما الخط الثاني بطول 24 كيلومترا وبعدد 17 محطة ويمتد من مطار الملك عبد العزيز ويصل جنوبا بمحطة قطار الحرمين، أما الخط الثالث فيبلغ طوله 17 كيلومترا وبعدد 7 محطات ويمتد من منطقة الكورنيش على طريق فلسطين ويتفرع ليخترق المطار القديم وصولا بمحطة قطار الحرمين.
ويندرج في مشاريع النقل العام بجدة شبكة الحافلات المكونة من 816 حافلة بعدد 2950 محطة بإجمالي أطوال 750 كيلومترا، كما تشمل أيضا عربات (ترولي) بطول 38 كيلومترا بعدد 38 محطة تمتد خدماتها على الكورنيش الشمالي والأوسط، في حين شبكة النقل البحري تشمل خطوطا وخدمات ذات طبيعة ترفيهية بعدد 10 محطات، وأخيرا قطار الحرمين بطول 56 كيلومترا وبعدد محطات ويتطلب 16 عربة.
وأكد الدكتور هاني أبو راس أن الأمانة وشركاءها في التنمية تخطط لتقديم نظام نقل يتواكب مع نمو المحافظة لجعلها مكانا جذابا وفعالا للعيش والعمل والزيارة، كما تتضمن خطة الأمانة صيانة شبكة الطرق السريعة وتطوير وسائل بديلة للنقل لتحسين التنقل في كل أرجاء المحافظة، ولتحقيق ذلك تسعى الأمانة إلى وضع نظام نقل يخدم دور ومسؤوليات جدة كبوابة للحرمين الشريفين، والذي سيلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية للسكان والزوار في جميع المناطق الواقعة ضمن الحدود الإدارية للأمانة.