شددت التوصيات الصادرة من المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والبيئة الجافة، الذي اختتمت فعالياته أمس في العاصمة الرياض، على ضرورة تحصين الموارد المائية من التلوث بمياه الصرف غير المعالجة، وعدم استخدام المناطق المنخفضة والأودية مصرفا لمياه الصرف الصحي والصناعي، ومكبات للنفايات الصلبة والسائلة.
وأكد المؤتمر في توصياته على أهمية حصر وخزن مياه الأمطار والسيول وزيادة المناطق المزروعة على ضفاف الأودية، بالإضافة إلى تفعيل الإدارة المتكاملة للطلب على المياه، لمجابهة تأثير التغير المناخي على مناطق كثيرة من العالم، خصوصا العالم العربي.
ولم تغفل تلك التوصيات، التأكيد على ضرورة تأسيس شبكات رصد محلية وإقليمية للأودية والشعاب لتقييم تأثير التغير المناخي في كميات الأمطار ودرجة التصحر فيها، بالإضافة إلى القياسات الحقلية للأمطار والسيول.
وحث المؤتمر جميع العلماء والباحثين ومراكز البحث العلمي، على تكثيف الدراسات والبحوث في مجال إدارة الموارد المائية واستنباط آليات وطرق فاعلة لتعظيم الاستفادة من الموارد الحالية، وتنمية موارد مائية جديدة، من خلال تخزين مياه الأمطار والسيول، وتغذية المياه الجوفية في المناطق الجافة وشبه الجافة.
وأوصى المشاركون في المؤتمر الدولي للمياه بتشجيع استخدام الطاقة المتجددة في تحلية مياه البحر للمحافظة على البيئة وتقليل التكلفة الاقتصادية، بحيث تصبح مياه التحلية موردا مائيا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الشح المتوقع في الطاقة والموارد المائية التقليدية، إلى جانب الاهتمام بتطوير تقنيات وطرق جديدة أكثر فاعلية وأقل تكلفة لمعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي، وتطوير أنظمة وبروتوكولات لإدارة الأحواض الدولية المشتركة.
وحث المؤتمر في توصياته الباحثين العاملين في مجال المياه والبيئة، على استخدام التقنيات الحديثة والبرامج الحاسوبية المتخصصة في دراسات المياه ونوعيتها، ومراقبة التصحر والتغيرات في النظم البيئية المختلفة، مع التأكيد على تشجيع استخدام نظم الري بالتنقيط السطحي وتحت السطحي في ري المحاصيل الزراعية؛ لضمان الاستخدام الأمثل للمياه.
وتترقب الأوساط الدولية المتخصصة والمعنية بمشكلات شح المياه وتلوثها من خلال التوصيات الصادرة من المؤتمر الدولي الخامس للموارد المائية والبيئة الجافة، تشخيصا واقعيا لتلك القضايا وطرحها للمداولة والمناقشة العلمية الجادة.
في الوقت الذي أكد فيه الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود (الجهة المنظمة)، أن الجامعة ستدعم الأبحاث والدراسات والتوصيات الصادرة من المؤتمر، من خلال التواصل مع الجهات ذات العلاقة، وإرسال التوصيات لها، مؤكدا الحرص على تسويق منتجات الأبحاث من خلال إنشاء شركة «وادي الرياض للتقنية» لتشجيع هذا الجانب، مشيرا إلى أن الجامعة أقرت 14 شركة بحثية تحت شركة «وادي الرياض»، وستنطلق خلال الفترة القريبة المقبلة.