«الشرقية» تستقبل أميرها وعينها على قفزة اقتصادية جديدة

الأهالي يرحبون بتعيين سعود بن نايف ويتطلعون لقيادته تطلعات المنطقة

تعد المنطقة الشرقية أكبر مناطق السعودية مساحة، ومركز الصناعات البترولية («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر عدد من الشخصيات وأعيان المنطقة الشرقية أن تعيين الأمير سعود بن نايف أميرا للمنطقة الشرقية، يدل على اهتمام القيادة السعودية بهذه المنطقة المهمة والحساسة، معتبرين أن الأمير الذي عرف بقدرته على التواصل واتخاذ القرار سيمضي قدما في إنعاش الموقع الاقتصادي للمنطقة، وإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها.

وفي الوقت الذي ثمنوا فيه الدور الكبير الذي لعبه الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز على مدى نحو 30 عاما من إدارته للمنطقة، اعتبروا أن الأمير سعود لديه المؤهلات والعزيمة الكافية لقيادة قطار التنمية، ولديه القدرة على التواصل مع جميع أبناء المنطقة وإشاعة الحوار والتسامح وتحجيم مشكلات الاحتقان الطائفي.

وقال المهندس فهد الجبير أمين محافظة الأحساء إن الأمير سعود بن نايف «لم يكن غريبا عن المنطقة الشرقية، فقد كان قريبا منها في الفترات الماضية لذلك يعرف احتياجات المنطقة وستواصل المنطقة في عهده مسيرة النهضة والنمو».

بدوره، قال عبد الرحمن الراشد رئيس مجلس إدارة غرفة المنطقة الشرقية للتجارة والصناعة وعضو مجلس الشورى، إن المنطقة الشرقية التي تمتلك مكانة مرموقة في عالم الطاقة (النفط والغاز) وهي عصب السعودية الاقتصادي، تحتضن 50 في المائة من الاستثمارات الصناعية السعودية في مدينتي الجبيل ورأس الخير، وهي منطقة جاذبة للاستثمارات والمستثمرين، كما أنها منطقة جاذبة نتيجة النمو المحلي ونتيجة هجرة الباحثين عن وظائف وهي منتجة للوظائف لذلك تحتاج إلى مزيد من التنمية وترقية الخدمات وبنيتها التحتية لمواكبة النمو في مختلف قطاعاتها وفي القطاع الصناعي على وجه الخصوص. وأضاف أن «هذا الموقع المهم والمكانة الصناعية تتوقع من الأمير سعود بن نايف مزيدا من العناية لتدعيم دورها في الاقتصاد الوطني».

وفي ذات السياق، قال صالح العفالق رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالأحساء، إن الأمير محمد بن فهد خلال السنوات الماضية دفع بالمنطقة الشرقية حتى أصبحت عاصمة للصناعات الخليجية، وشهدت المنطقة في عهده ثورة صناعية، إضافة إلى نمو بقية الخدمات في المنطقة في عهده حتى بلغت أعلى المستويات.

وأشار العفالق إلى أن الأمير سعود بن نايف كان خلال توليه منصب نائب أمير المنطقة «قريبا من المواطنين ومن المجتمع في المنطقة وقدرته الكبيرة على التواصل مع أبناء المنطقة، وكان خلال فترة عمله في تواصل مستمر مع مختلف أبناء المنطقة مما مكنه من تلمس احتياجاتهم».

وأضاف أن المنطقة الشرقية بها مشاريع كبيرة سواء في الجانب الصناعي أو الجانب التنموي وسيتواصل بناء هذه المشاريع ودعمها من قبل الأمير سعود بن نايف لما يمتلكه من كاريزما وقدرة كبيرة على التواصل مع الجميع على السواء.

وقال عبد الله الشايب رئيس مركز النخلة في محافظة الأحساء إن «أي تغيير في القيادة يتبعه تغيير في الفكر الإداري»، متمنيا إشاعة روح الحوار والتسامح والتهدئة والتعاون بين أبناء المنطقة، وأضاف أنه «بدأ في محافظة الأحساء التي اشتهرت بالتسامح اختراق لرموز الاحتقان الطائفي»، وقال إن «ترميز الأشخاص والجهات التي تدفع نحو الاحتقان الطائفي ووضعهم تحت المراقبة أمر مهم».

وأشار إلى أن الأحساء محافظة واعدة بما تمتلكه من قدرات في جميع النشاطات وبما يتملكه أبناؤها من عزيمة وإصرار، متمنيا أن تحظى بمزيد من الرعاية والاهتمام من قبل الأمير الجديد للمنطقة.

من جهته، قال المهندس ضيف الله العتيبي أمين المنطقة الشرقية، إن تعيين الأمير سعود بن نايف أميرا للمنطقة الشرقية «يؤكد حرص القيادة على اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، فالأمير سعود بن نايف لازم المنطقة الشرقية لسنوات عدة عندما كان نائبا لأمير المنطقة الشرقية، وعرف بتواصله الدائم والمستمر مع الكبير والصغير من أبناء المنطقة كما كان يحرص على زيارة مجالس أهالي المنطقة واستقباله الدائم لكافة المواطنين في مجلسه، إضافة إلى دوره في التنمية التي عاشتها المنطقة الشرقية».

وأضاف: «لقد شهدت المنطقة الشرقية في عهد الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز نهضة عمرانية وتطورا ملحوظا طال شتى المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعمرانية، بينما تولى تنمية الإنسان والمواطن من ضمن أهدافه الرئيسية وأطلق من أجلها العديد من المبادرات».

وقال الدكتور عبد الله الربيش مدير جامعة الدمام، إن الأمير سعود بن نايف «شخصية قياديه فذة وصاحب خبرة وحنكة إدارية، له بصمات واضحة في جميع المناصب التي تقلدها»، معتبرا تعيينه أميرا لإمارة المنطقة الشرقية «يعد مكسبا كبيرا للمنطقة لما عرف عنه من حزم وعزم ومتابعة دقيقة لكل صغيرة وكبيرة وحرص شديد على الإنجاز وتسهيل شؤون المواطنين».

أهالي القطيف يرحبون واعتبر المهندس جعفر محمد الشايب، رئيس المجلس البلدي في محافظة القطيف، سابقا، والعضو الحالي، أن «تعيين الأمير سعود بن نايف أميرا للمنطقة الشرقية يأتي في سياق تدوير المناصب الرسمية وتجديد الدماء في الإدارات العليا، متوافقا مع حاجات المملكة للتجديد».

وأضاف الشايب أن «الأمير سعود بن نايف ليس غريبا عن المنطقة الشرقية فقد كان نائبا لأمير المنطقة لفترة سابقة وعرف عنه قربه للأهالي وحسن تعامله وتعاطيه معهم، ونتطلع إلى أن يكون المستقبل أفضل لوجوده بين أهله في المنطقة، وبسبب خبرته الطويلة في عدة مواقع رسمية داخل المملكة وخارجها».

كذلك قال سلمان بن محمد الجشي عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية، رئيس اللجنة الصناعية، إنه في الوقت الذي يتقدم فيه بالشكر للأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز على ما قام به من خدمات كبيرة للمنطقة الشرقية، فإنه يتوجه بالترحيب بالأمير سعود بن نايف الذي عين أميرا للمنطقة. وقال الجشي: «إن الأمير سعود بن نايف ليس غريبا عن المنطقة الشرقية فقد عمل فيها فترة طويلة نائبا لأمير المنطقة، ولمسنا خلال فترة وجوده الإصرار والقوة في اتخاذ القرارات»، وأضاف: «نتمنى أن يأخذ الأمير على عاتقه التواصل مع مختلف المناطق في المنطقة الشرقية، وزيارتها، وإعطاء اهتمام أكبر بالقرى والمدن البعيدة عن تسليط وسائل الإعلام الضوء عليها، كما نأمل أن يعمل على تحقيق نهضة اقتصادية تستفيد من الميزات النسبية للمنطقة الشرقية».

أما المهندس نبيه البراهيم، أحد الشخصيات المعروفة في بلدة العوامية بالقطيف، فقال لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة الشرقية منطقة في غاية الأهمية من مختلف النواحي الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية، ويأتي تعيين الأمير سعود بن نايف لتعزيز أهمية هذه المنطقة ورؤية القيادة لموقعها الاستراتيجي.

وقال البراهيم إن «إدارة منطقة بهذه الأهمية تتطلب مستوى عاليا من المواصفات والمؤهلات التي يمكنها التعامل مع الكثير من العوامل والمتغيرات بحكمة وروية لتسير بالسفينة إلى بر الأمان في هذا البحر المتلاطم بالأمواج العاتية من كل اتجاه، وتتصرف بحكمة.. وهو ما نستشرفه من الأمير سعود بن نايف».

وأضاف: «هكذا كان الأمير محمد بن فهد أثناء توليه إمارة المنطقة الشرقية، حيث استطاع أن يوازن في قيادته، وتمكن من رسم الخطط الاستراتيجية والإشراف على تطبيقها وإدارة الأزمات التي تفرضها الظروف والأحداث الراهنة».

واعتبر البراهيم أن الأمير سعود بن نايف «ليس غريبا عن المنطقة الشرقية، فقد ألفناه وعاصرناه نائبا لأمير المنطقة سنين عديدة، وما زلنا نتذكر وقفاته النبيلة أثناء فاجعة حريق القديح الذي ذهب ضحيته أكثر من 80 امرأة وطفلا وطفلة حين هب بنفسه للوقوف على موقع الحدث وواسى بنفسه حضوريا أهالي الضحايا وأمر بفتح جميع المستشفيات في المنطقة لاستقبال المصابين وسهل سفر الحالات المستعصية منهم لتلقي العلاج في الخارج على نفقة الدولة وتوج الأمر بهدية خادم الحرمين الشريفين بإنشاء قاعة الملك عبد الله التي أصبحت المكان الأبرز لإحياء المناسبات المختلفة لأهالي محافظة القطيف». وقال البراهيم إن «هذه اللمسة الإنسانية النبيلة هي إحدى الذكريات الطيبة التي حفظناها للأمير سعود بن نايف لنستقبله بقلوب لاهفة ملؤها الحب والوفاء والأمل».