وزير التعليم العالي: الجامعات تحتضن 600 ألف طالبة

بعد أن بدأ بـ4 طالبات منتسبات قبل نصف قرن في جامعة الملك سعود بالرياض

نصف قرن من الزمان شهد قفزة في أعداد الفتيات الملتحقات بالتعليم العالي بالسعودية (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري أن قصة المرأة في التعليم العالي السعودي تستحق أن تروى وأن توثق بموضوعية، ومشيرا إلى أن عدد الطالبات في بداية التعليم العالي بجامعة الملك سعود بالعاصمة الرياض 1381هـ لم يتجاوز 4 طالبات منتسبات لتبلغ نسبة إشغال الفتيات لمقاعد تلك المرحلة التعليمية ما يزيد عن 60 في المائة من إجمالي أعداد الملتحقين بالتعليم العالي، والمقدرة بأكثر من مليون طالب وطالبة وفي شتى التخصصات العلمية بمختلف محافظات ومناطق البلاد.

جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه ندوة «التعليم العالي للفتاة في المملكة: من النمو إلى المنافسة» في المدينة الجامعية للبنات بالدرعية، مساء أول من أمس، والتي تنظمها جامعة الملك سعود.

وقال وزير التعليم العالي «لقد كان الاهتمام بتعليم المرأة سواء في التعليم العام أو التعليم العالي خيارا استراتيجيا يلبي طموحها ويدفع بطاقاتها إلى ساحات رحبة من العطاء في شتى ميادين العلم والمعرفة»، مضيفا أن تعليم الفتاة في بالسعودية حظي برعاية واهتمام الدولة منذ توحيدها من أجل إرساء القواعد، والنهوض بأبناء وبنات الوطن بمسؤولياتهم، ومؤكدا على تكافؤ الفرص أمام كل الطلاب والطالبات بمختلف مراحل التعليم محليا.

وأشار العنقري إلى أن التعليم العالي للبنات بالمملكة توج بافتتاح جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، والتي وصفها بأنها أكبر جامعة في العالم ذات تخصصات إنسانية وعلمية وصحية، ومشيرا إلى ما يتم العمل عليه حاليا من توسع في مجال تعليم المرأة السعودية جامعيا، ولافتا إلى أن ذلك يعكس اهتمام القيادة بتعليم المرأة وما يلقاه من عناية كبيرة.

من جانبه قال الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود «إننا نعيش اليوم نهضة تعليمية حقيقية تبدو معالمها واضحة على المستوى الكمي بالقفز بعدد الجامعات من 8 إلى 25 جامعة حكومية وعلى المستوى النوعي بتأسيس الجامعات المتخصصة كجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وافتتاح تخصصات جديدة في الجامعات وتعزيز برامج الدراسات العليا فيها، وقد كان لتعليم المرأة نصيب وافر من هذه النهضة، حيث تجلى ذلك في الدعم الذي تلقته جامعة الملك سعود لإنشاء المدينة الجامعية للطالبات داخل حرمها بالدرعية بتكلفة تتجاوز 8 مليارات ريال، وتتألف من 12 كلية، منها 5 كليات صحية و3 كليات علمية، و4 كليات إنسانية إضافة إلى مباني العمادات وإسكان عضوات هيئة التدريس ومبان ترفيهية وخدمية، وتصل الطاقة الاستيعابية لهذه المدينة الجامعية إلى 30 ألف طالبة». وزاد «لعل من أبرز نتائج التوجيهات الجديدة للسياسة التعليمية الخاصة بالمرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين تأسيس جامعة الأميرة نورة بطاقة استيعابية تتسع لأكثر من 40 ألف طالبة والاهتمام بقبول الطالبات عن طريق افتتاح مدن جامعية ضخمة في المدن الرئيسية وفروع للجامعات في المحافظات».

وأضاف «إن الوصول إلى مرحلة المنافسة لا يكون إلا بعد اكتمال مرحلة النمو وما نشهده اليوم في مجال تعليم الفتيات أنه صار على مشارف مرحلة انتقالية نحو المنافسة، فالمشاريع الضخمة التي أنشئت لتعليم الفتاة والجهود الكبرى التي بذلت لتجويد المسارات التعليمية في الجامعات والتوسع في إتاحة التخصصات الجديدة لها، كل ذلك سيتحول بها إلى عنصر مؤثر في مسيرة الوطن وسيجعل لها حضورا فاعلا فيه».