«الشتاء» يجمع هواة الطيران الشراعي في سماء السعودية

مستثمرين انخفاض سرعة الرياح واعتدال المناخ

الطيران الشراعي هواية رياضية تجد رواجا بين الأوساط الشبابية في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تشكل الأجواء الشتوية جاذبا رئيسيا لهواة الطيران الشراعي للتحليق بطائراتهم المختلفة وإشباع هواياتهم وسط الطقس الممتع والمناظر الطبيعية الخلابة.

ويشير الكابتن عبد الله العساف، مدير مدرسة «آفاق الصقور للطيران»، إلى أن الهواة يتجمعون بشكل أكبر مقارنة بالفصول الأخرى، وذلك لانخفاض سرعة الرياح وتهيئة المناخ رغم قصر أوقات النهار، معتبرا أن تلك الأسباب هي الجاذب الأكبر لهواة الطيران الشراعي.

واعتبر العساف أن الطيران الشراعي يتميز بكونه نشاطا غير مرتبط بأوقات الإجازة الرسمية؛ إذ يتوقف الأمر على درجة سرعة الرياح، محددا السرعة المثلى للطيران بقوله إنها تتراوح بين صفر و18 كيلومترا في الساعة.

ويعد الطيران الشراعي اسما جامعا لكل طيران خفيف، وقد بدأ في فرنسا في عام 1978، حيث انطلقت أول طائرة شراعية صممت لتقلع وتهبط بمتطلبات الطاقة من الريح والجاذبية وقوة عضلات الإنسان.

ويعود العساف بالقول: «تحليق هواة الطيران عادة يكون في فصلي الشتاء أو الربيع، فوق المتنزهات البرية، وأكثر من يستمتع بمنظر الطائرات الشراعية المحلقة في الفضاءات القريبة هم هواة البر، ويعمل الطيارون الهواة على إطلاق رسائل أو إرشادات توعوية للمجتمع مكتوبة من على شراع الطائرة، بما في ذلك المحافظة على نظافة البيئة».

ويرجع عمر الطيران الشراعي رسميا في السعودية إلى عام 1421، حين منحت السلطات التصريح بإنشاء أول ناد للطيران في السعودية، ثم بدأ انتشار المدارس التي تهتم بتعليم هذا النوع من الرياضات، حتى وصل عددها إلى خمس مدارس على مستوى البلاد، حيث توجد مدرستان في المنطقة الوسطى، وواحدة في المنطقة الشمالية وأخرى في المنطقة الغربية.

بينما دخل المنتخب السعودي للطيران الشراعي في أول مشاركة خارجية له عندما دخل منافسا في فعاليات الطيران الشراعي الدولي التي جرت في الصين.

وطالب عدد من هواة الطيران الشراعي بدعم أنشطتهم من قبل الهيئة العامة للسياحة، معتبرين أن أهم عائق يواجهونه هو عدم دعمهم سياحيا، حيث تخلو منشورات هيئة السياحة والآثار من أي ذكر لهذا النشاط.

ودعا العساف الجهات ذات العلاقة لدعم هذا النوع من الرياضات، حيث ذكر أن انتشار هذه الهواية وازدياد هواتها وممارسيها وكثرة الميداليات والجوائز الدولية التي يجنيها هؤلاء، تجعل منها رياضة محلية، وواحدة من الرياضات السياحية في السعودية.

ويتميز الطيران الشراعي باتباعه سبل سلامة عالية، وبدأ كثير من الشباب ينخرط في هذه الهواية، بما فيها من روح المغامرة والإثارة. ويقدر عدد الطيارين الشراعين السعوديين بنحو ألف طيار، حسب إحصائية للطيران السعودي.

ويوضح الكابتن العساف أن الطيار عندما يحلق فوق مناطق المتنزهات البرية يقل عنده مدى الرؤية، ونفى انتهاك الطيار خصوصية الأسر، مطمئنا إلى أن التحليق في الأجواء المرتفعة يمنع من انتهاك خصوصية المتنزهين في مناطق البر.

وكانت إحدى جمعيات الإعاقة الحركية قد نفذت بالتعاون مع مدرسة «آفاق الصقور للطيران» مشروعا هو الأول من نوعه، يتيح الفرصة لذوي الإعاقة الحركية في السعودية من الكبار ممارسة رياضة الطيران الشراعي، وذلك بما للمشروع من عظيم الأثر في نفوس المعاقين، حيث جهزت المدرسة طائرتين شراعيتين نفذ من خلالها 4 من المعاقين أكثر من 6 رحلات جوية، وأطلق الطرفان عليها مشروع «إعاقتي لن تعيق همتي»، حيث اتفقوا على تنظيمها بشكل شهري.