الشتاء يحسم 60% من إيرادات الاستراحات لصالح «الرحلات البرية»

قاعات الزواج الأكثر تضررا بتقليص الأسعار

شجعت برودة الطقس السكان المحليين على الخروج للمتنزهات البرية على حساب الاستراحات التي تأثرت كثيرا من العزوف الشتوي («الشرق الأوسط»)
TT

حسم دخول فصل الشتاء ما يزيد على 60% من أرباح الاستراحات المنتشرة في عدد من أحياء الرياض، حيث فضل معظم مرتاديها استبدالها بالمتنزهات الطبيعية أو المناطق الصحراوية، التي ساهمت الأجواء المناخية في زيادة الإقبال عليها، على حساب الاستراحات التي أصبحت شبه مهجورة نتيجة قلة مرتاديها.

وقال صالح الفهيد، صاحب إحدى الاستراحات: «إن الإقبال عليهم أصبح ضعيفا، وإن فصل الشتاء بات ضيفا ثقيلا على أدراج إيراداتهم، التي تهوي بشكل كبير خلال حلول هذا الفصل»، موضحا أنه ورغم محاولات أصحاب الاستراحات الترويج لتجارتهم، وذلك بتخفيض الأسعار لأكثر من 50%، فإن هذا الخصم لم يجد نفعا، وإن ما يجنونه هو المزيد من الخسائر.

وبين الفهيد أن سبب هذا العزوف أن معظم مرتاديهم، فضلوا استغلال انخفاض درجات الحرارة، واعتدال الأجواء، بقضائها في المتنزهات البرية، على حساب الاستراحات، التي تعرف بأنها المتنفس الأكثر ارتيادا لسكان مدينة الرياض.

من جانبه، أكد سالم البقمي، صاحب مجموعة من الاستراحات، أن هناك خسارة جماعية يجنونها، وأن هناك علاقة طردية في إيراداتهم مع مؤشر درجات الحرارة، حيث تنخفض الإيرادات كلما انخفضت درجات الحرارة، والعكس صحيح، حيث اتجهت أنظار المتنزهين إلى الرحلات البرية والخلوية، التي تنشط على حسابهم، بحسب تأكيداته.

وحول الاختلاف في الأسعار، أشار البقمي إلى أن الاستراحة التي كانت تؤجر بـ700 ريال في اليوم، انخفضت لتلامس الـ400 ريال، أما الأكبر حجما التي كانت تؤجر بـ1500 ريال، فقد أصبح سعرها لا يتجاوز الـ900 ريال، مشيرا إلى أن البعض أصبح لا يفضل اللجوء إلى الاستراحات، وذلك لانخفاض درجات الحرارة، التي لا تمكنهم من السباحة في الحمامات الخاصة في الاستراحات، إذ أكد أن الأغلبية كانوا يلجأون إليهم في الفصول الأخرى، بغية الاستمتاع بالسباحة في هذه الحمامات.

وفي صلب الموضوع، كشف علي القرني الذي يمتلك الكثير من الاستراحات الفاخرة، التي تقام فيها الأعراس والتي يطلق عليها اسم القاعة، عن أن أكثر المستفيدين من هذا الانخفاض هم ممن سيقيمون أفراحهم في فصل الشتاء، حيث أشار إلى أن تكاليف القاعة انخفضت لصالحهم، بنسبة عالية تتجاوز الـ25% على ما كانت عليه قبل دخول الشتاء.

ولفت القرني إلى أنهم باتوا مضطرين إلى هذا الخصم، وذلك لتحقيق أي إيرادات ممكنة، تضمن لهم تسديد فواتير القاعة، فضلا عن دفع أجور العمالة، وتسديد بعض الالتزامات، مثل قيمة الأثاث والتجهيزات الأخرى، خصوصا القاعات الجديدة التي أنشئت حديثا، ولم يستوف أصحابها رأس مالهم.

يذكر أن الاستراحات تعتبر الوجهة السياحية، الأكثر ارتيادا لسكان العاصمة، وترتفع أسعار تأجيرها خلال الفصول الأخرى، خصوصا فصل الصيف الذي يشهد فيه الإقبال درجات كبرى، إذ تصل نسبة إشغالها في أوقات الذروة إلى 100%، كما تسجل ارتفاعات في الأسعار تتجاوز الـ25%، بحسب تأكيدات مهتمين في هذا القطاع.