الأحساء: عجز الميزانية وراء تأخر تشغيل متنزه الملك عبد الله البيئي

توجيه دعوة لفناني المحافظة للمشاركة في عمليات التجميل

TT

ارتفعت تطلعات أهالي الأحساء بشأن متنزه الملك عبد الله البيئي المنشأ على مساحة 500 ألف متر مربع، والذي أقيمت مرافقه على مرأى ومسمع منهم، كما أن خبر النافورة التفاعلية الأطول على مستوى العالم بارتفاع يبلغ 450 مترا والموجودة في المتنزه زادت حماسهم لإعلان الافتتاح رسميا، والبدء في حضور فعاليات المتنزه الأكبر على مستوى المنطقة الشرقية والاستمتاع بمرافقه، إلا أن المفاجأة كانت تأخير تشغيل المتنزه بالكامل حتى الآن، واقتصار نشاطه على فترات زمنية محددة لإقامة مهرجان أو تنشيط فعالية مؤقتة، أو استضافة زوار المحافظة المقبلين إليها للمشاركة في مناسبات رسمية.

وعلل مدير إدارة تشغيل متنزه الملك عبد الله البيئي بالأحساء عبد الله البوشفيع تأخر تشغيل المتنزه وإتاحته للزوار بمحدودية الميزانية المخصصة له، وأنها لا تخوله للعمل والاستمرارية وضمان التشغيل، إلى جانب عدم وجود شركة للتشغيل والصيانة حتى الآن، وأضاف أن مساحة 500 ألف متر مربع بحاجة لشركة تختص بالنظافة العامة وصيانة المرافق بشكل مستمر، والمتاح للمتنزه حتى الآن مقاول مختص بشؤون التشجير فقط، مشيرا إلى أنه تم طرح مشروع صيانة المتنزه ومشروع تركيب حجر «الإنترلوك» لأرضياته ومشروع توريد وتركيب مجاميع ألعاب خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنها ما زالت معلقة في انتظار إنهاء إجراءات ترسيتها على شركة ذات كفاءة عالية.

وبين البوشفيع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن وصول المتنزه إلى العالمية بعد دخول النافورة التفاعلية الموجودة فيه موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية كأطول نافورة تفاعلية في العالم، جعلهم أمام مسؤولية مضاعفة لتشغيله؛ حيث يتطلب ذلك خططا عالية الدقة ومتميزة، كاشفا عن مقترحات عدة جارٍ العمل عليها، منها تفعيل دور القرية التراثية بشكل مستمر، وتفعيل ساحات التزلج، ودعوة أصحاب المطاعم الرائدة للاستثمار داخل الموقع، إلى جانب دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توفير مجاميع من الألعاب بمواصفات تتناسب مع أوضاعهم وتلائم احتياجاتهم، واصفا متنزه الملك عبد الله البيئي بأنه أحد المشاريع الرائدة في المنطقة الشرقية، والتي استطاعت أمانة الأحساء خلاله تنفيذ عدد من الفعاليات والبرامج، وذلك بعقد شراكات مع بعض الجهات مثل: مركز الأمير سلطان للمعاقين، وشركة «أرامكو السعودية»، ومستشفى الصحة النفسية، وكذلك الشريك الاستراتيجي الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء، وغيرها من المؤسسات العامة.

كما وجه مدير إدارة المتنزه دعوة لفناني الأحساء للمساهمة في تجميله، من خلال الأعمال الفنية بمختلف أنواعها، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي تفعيلا لدور المواهب والطاقات التي تزخر بها الأحساء، وإيمانا بضرورة مشاركة أعمال المبدعين وإبراز قدراتهم وإمكاناتهم، من خلال عرضها في المتنزه، وكشف البوشفيع عن توجه المسؤولين للتعاون مع الجهات المختصة بالفنون في المحافظة مثل: جمعية الثقافة والفنون والمهتمين من الأفراد؛ تمهيدا لإقامة ورش عمل للتنسيق واختيار الأعمال المناسبة للعرض.

جدير بالذكر أن متنزه الملك عبد الله البيئي بالأحساء أنشئ تحت اسم «متنزه الأحساء العام» ثم تم تغييره إلى اسمه الحالي في الذكرى السادسة لمبايعة الملك عبد الله، ويضم النافورة التفاعلية المزودة بشاشة عرض ليزر تدار بنظام إلكتروني متكامل، والجزيرة المائية وسط البحيرة بطول 700 متر، وجسور مشاة داخلية، بالإضافة إلى استراحات ومطاعم ومواقع ترفيهية والقرية التراثية ومسرح روماني يتسع لسبعة آلاف شخص، والكثير من المرافق التي بدأ تشغيلها جزئيا عام 2011، وذلك في آخر موسم من مهرجان صيف الأحساء «حسانا فلة»، كما شهد المتنزه - على الرغم من تأخر تشغيله - الكثير من الفعاليات المحلية مثل السوق الأبيض للأسر المنتجة، الذي عُرضت فيه المنتجات اليدوية والحرفية بالتعاون مع جمعية البر، وجمعية فتاة الأحساء، والاحتفالات الرسمية، ومهرجانات الصيف، ومهرجان أرامكو الثقافي الأخير، الذي تزامن مع افتتاح معرض الصور التراثية الدائم في مقر المتنزه؛ حيث يضم أكثر من 100 صورة لتراث المملكة والأحساء بشكل خاص.