«الجواد الأبيض» في جدة «يترجل» بعد أكثر من 3 عقود

يزيحه مشروع لا يعترف بـ«تقاطعات» الطرق

صورة التقطت لأعمال الإزالة لميدان الجواد الأبيض بمدينة جدة لمعالجة الاختناقات المروية («الشرق الأوسط»)
TT

بدأ «الجواد الأبيض» يلملم أطرافه معلنا الرحيل، بعد أن مكث أكثر من 35 عاما، معلما بارزا وشاهدا حيا على مجريات التاريخ في منطقة شمال جدة، وحراك التطور الذي طغى على عروس البحر الأحمر خلال العقود الماضية.

ويحسم الرحيل النهائي لميدان الجواد الأبيض جدلا دار ردحا من الزمن، حول وجود مجسم لجواد أبيض توسد ذات المكان، قبل استبدال المجسم الحديدي الحالي للميدان به، وهو عبارة عن شراع لسفينة، عقب ارتفاع حدة الجدل حول مشروعية مجسم الجواد.

ففي الوقت الذي ذكر فيه عدد من سكان الأحياء المحيطة بالميدان، أن مجسما لجواد أبيض كان في الموقع قبل أن تتم إزالته لأسباب غير معروفة واستبدال شراع السفينة به - نفت الأمانة وجود مجسم الجواد، وأن التسمية جاءت من السكان منذ إنشاء المخطط قبل 40 عاما.

ويرى نعيم عبد الرزاق، من سكان حي الربوة، أن كثيرا من السكان دأبوا على تناقل القصة الأسطورية منذ زمن طويل، حول وجود مجسم لجواد أبيض، كان في الموقع عند بداية تنفيذ الميدان، قبل أكثر من 30 عاما، في حين أنه يوجد حاليا في الميدان مجسم سفينة شراعية، مشيرا إلى عدم حسم هذه التسمية التي أصبحت مثار جدل كبير.

من جانبه، قال عبد الله علي القحطاني، عمدة حي الربوة شمال، لـ«الشرق الأوسط»: إن كثيرا من السكان تحدثوا عن وجود لوحة صغيرة، في بداية قيام أحياء البوادي والربوة، مكتوب عليها كلمة (الجواد الأبيض)، ومن ذلك، تعارف الناس على هذه التسمية، رغم اختلاف المجسم الموجود في موقع الميدان.

وأوضح الدكتور عبد العزيز النهاري، المتحدث الرسمي لأمانة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن ميدان الجواد الأبيض تسمية تعارف عليها السكان في ما بينهم، وأصبحت شائعة ومتداولة بين سكان جدة، نافيا وجود مجسم للجواد الأبيض، في الميدان الذي أطلقت عليه الأمانة الاسم، بحسب ما كان متعارفا عليه، نافيا علمه بوجود مجسم جواد في ذلك الحين.

وقال النهاري: «إن الأمانة شرعت في تنفيذ مشروع تطوير الموقع، وتحويله إلى جسر على طريق الملك فهد، وبدأت الشركة إزالة الأرصفة وأعمدة الإنارة بالقرب من ميدان الجواد الأبيض، وتصل مدة التنفيذ إلى 12 شهرا للانتهاء من المشروع؛ الذي يربط تقاطع طريق الملك فهد مع تقاطع شارع حراء، وتقاطعه على امتداد تقاطع شارع الأمير سلطان بن سلمان. وسوف يلغي المشروع كافة التقاطعات القديمة التي تسببت في الاختناقات المرورية».

وبالعودة إلى سكان الأحياء المجاورة لميدان الجواد الأبيض، فإن الكثير من الطرق والأحياء في جدة لا تعرف بأسمائها الحقيقية، رغم اعتمادها من قبل الأمانة، فعلى سبيل المثال، فإن طريق الملك فهد يعرف بشارع الستين لدى السكان، وطريق الأمير ماجد متعارف عليه بشارع الثمانين.

وكانت أمانة جدة شرعت في حصر جميع الأحياء والشوارع، ولوحظ وجود عدة شوارع تحمل أسماء غير لائقة سميت قديما، ولا يوجد لها تصنيف ولا مرجع لدى الأمانة، وقامت باستبدال بعضها بأسماء جديدة، كما أنه تم تجهيز قائمة بجميع أسماء الشوارع غير اللائقة في أحياء جدة وشوارعها والرفع بها للوزارة من أجل استبدالها.

وأشارت الأمانة إلى أن تسمية الشوارع تتم من قبل لجنة مختصة ومعتمدة لاختيار أسماء الشوارع والميادين، وهي لجنة تضم في عضويتها كبار الشخصيات، من كتاب وأدباء وأساتذة جامعات وأهل الخبرة والاختصاص، ويتم اعتماد هذه القوائم من قبل وزارة الشؤون القروية والبلدية.