إطلاق مبادرة تدفع عجلة المشاريع الناشئة في جدة

«دلني على السوق» تكسر عائق الإيجارات المرتفعة وتتيح لشباب الأعمال تجريب منتجاتهم

20 مشروعا شاركت في المرحلة الأولى من مبادرة «دلني على السوق» المنعقدة في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

دشن مشاهير وإعلاميون، مساء أول من أمس، في جدة، مبادرة «دلني على السوق»، وهو برنامج المسؤولية الاجتماعية، لشركة سعودية ترمي من خلاله إلى تمكين الشباب المبدع من الجنسين لريادة الأعمال، من تجربة الدخول إلى السوق، عبر توفير منافذ بيع مؤقتة، لمدة 3 أشهر بعد تأهيلهم.

وتُمثِّل المبادرة التي انطلقت من مجمع العرب في جدة، لتعمم عقب ذلك على بقية المناطق، نقطة البداية للأفكار وللمشاريع الجادة فقط التي يطرحها شباب وشابات الأعمال السعوديون.

وأفصح محمد صويلح، رئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، بأن الفكرة ستطبق في مجموعة مراكز «مولات» تجارية كبرى أخرى في مناطق مختلفة، بعد انتهاء تجربة مدينة جدة.

وأشار إلى بلوغ عدد المشاريع المشاركة في هذه المرحلة 20 مشروعا، مؤكدا أن المراحل اللاحقة ستشهد ارتفاعا واسعا بعدد المشاركين.

وأكد صويلح لـ«الشرق الأوسط» تسجيل الغرفة التجارية 15 ألف مشروع صغير ومتوسط في إحصاءاتها الأخيرة، لمن لديهم سجلات تجارية رسمية.

ويتراوح حجم رأس المال، الذي يبدأ عادة أصحاب المشاريع به بين 100 ألف إلى 300 ألف ريال.

واعتبر رئيس لجنة شباب الأعمال، في غرفة جدة مدة 24 يوما الممنوحة للمشاركين في المبادرة كافية، ليتمكن صاحب العمل من اختبار منتجه بشكل جيد، مرجعا تفاؤله إلى حيوية المواقع المختارة للعرض، وتشمل أماكن ألعاب أطفال ومطاعم يتردد عليها الجمهور بشكل دائم.

بدورها، أوضحت منى أبو سليمان، وهي صاحبة مبادرة «دلني على السوق» بالتعاون مع وزارة التجارة ومجموعة «الحكير»، وصندوق المئوية، وبرنامج «بادر» لحاضنات الأعمال، وشباب أعمال جدة وشركة «شل»، بأن المبادرة تعكف على تقييم مستوى المشاركين بعد انتهاء الفترة المحددة للمبادرة، وذلك من قبل مدربين متخصصين خلال الجلسات التدريبية، وأثناء العمل في منافذ البيع المؤقتة للتأكد من جودة التعليم والخبرة المكتسبة.

وبينت أبو سليمان لـ«الشرق الأوسط» أن المبادرة عبارة عن فعالية تثقيفية وتجريبية، تهدف إلى رفع وعي شباب وشابات الأعمال بماهية ريادة الأعمال، فكل من لديه فكرة أو منتج يرغب بطرحها في السوق، وليس لديه الإمكانيات المادية الكافية للمشاركة في البازارات والمعارض ذات القيمة المرتفعة، تتم مساعدته بتوفير المكان الذي يعرض فيه منتجه، مقابل مبلغ رمزي جدا.

وأضافت: «كما أننا نقوم أثناء تلك الفترة الممتدة لـ3 شهور، بمتابعتهم وتقييمهم، إلى جانب إرشادهم، بهدف استمراريتهم»، وبينت أن المبلغ الرمزي الذي يتم دفعه خلال الـ3 أشهر التي يوجدون فيها بـ«المول» هي عبارة عن تأمين على بضاعتهم فقط.

وحول العثرات والعقبات التي تواجه شباب وشابات الأعمال، أوضحت أبو سليمان أن التمويل لا يزال العائق الأكبر، الذي يقف أمام المشاريع الصغيرة واستمراريتها، «لذلك فإننا نطمح من خلال هذه المبادرة، لأن يكون هناك فرص للقاء رجال وسيدات الأعمال بتلك الشريحة، ويقدموا لهم الدعم المناسب، من خلال عقد صفقات واتفاقيات بينهم».

ولفتت إلى مراحل يتحتم على صاحب الفكرة أو المشروع المرور بها، قبل مشاركته في المبادرة، وتتمثل في التسجيل عبر الموقع الإلكتروني، يليها المقابلة الشخصية التي يتقرر من خلالها مدى جدية الشخص في العمل والاستمرار، مؤكدة أن تلك المبادرة «للجادين فقط».

«دلني على السوق» لن يساعد بشكل مباشر صاحبات الأفكار والمشاريع المتناهية الصغر التي تقوم من المنزل، كونها مخصصة للراغبين بالوجود في السوق، وقالت أبو سليمان: «نحاول مساعدة السيدات الراغبات بالعمل من المنزل ولم تساعدهن الظروف للوجود في السوق، من خلال توجيههن لجمعيات خيرية تستقبل منتجاتهن وتسوقها لهن، لأن المبادرة لنشر الأعمال والأفكار وتطبيقها على أرض الواقع».

ويقول صويلح، إن المبادرة تهدف إلى دعم شباب وشابات الأعمال من خلال توفير الأدوات التي تساعدهم على الانطلاق والنهوض بمشاريعهم وأفكارهم، لافتا إلى عقبة واجهت الكثير ممن لديهم أفكار، وهي ارتفاع الإيجارات داخل المولات التي حالت دون كثير من الطموح.

وبين صويلح خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن فكرة توفير المكان تسهل أمام المبادرين عملية تجربة فكرتهم، خاصة أن هناك الآلاف من زوار المول بإمكانهم تقييم المنتج، الأمر الذي يسهل عليهم التعديل والتطوير لاحقا، بناءً على معطيات الجمهور.

وأكد أن هناك إقبالا كبيرا على المشاريع من الفئتين، إلا أن الفرص أصبحت الآن قليلة جدا، معللا ذلك بأن أغلب الشباب والشابات يبحثون عن المدن الرئيسية، كجدة والرياض والدمام، وهذا الأمر ليس متاحا بشكل كبير الآن».