«ربيع بريدة 34» يتغلب على برودة الأجواء بحرارة الفعاليات

الأسر الأوروبية والأميركية تزاحم نظيراتها السعودية في ساحاته

سيدة أوروبية تشارك إحدى الحرفيات السعوديات في غزل منسوجاتها خلال وجودها بمهرجان ربيع بريدة («الشرق الأوسط»)
TT

استقطبت مدينة بريدة (وسط السعودية) عددا من العائلات الأوروبية والأميركية المقيمة في البلاد للاطلاع على ما يضمه مهرجان «ربيع بريدة 34»، حيث اكتظت بها ساحات المهرجان المتنوعة من خلال السوق الشعبية ومقر الفعاليات الشبابية، وموقع السيارات التراثية والكلاسيكية.

وتفاعل عدد من النساء الزائرات ضمن الوفد الأجنبي مع الفعاليات التراثية، حيث قامت إحداهن بمشاركة عدد من الحرفيين الذين يقومون بعملية البناء بالطين أمام الزوار في ساحة السوق الشعبية، حيث أعجبت بما يقومون به، واندهشت من طريقة تصميم المنسوجات والمواد المخصصة لبناء بيوت الشعر المستخدمة من خامات الطبيعة المحيطة بهن. كما اطلع الوفد على المشغولات النسوية القديمة وشارك في عملية الإعداد مع الحرفيات السعوديات.

يقام مهرجان «ربيع بريدة 34»، في متنزه الطرفية الوطني (30 كيلومترا) شرق مدينة بريدة، والذي انطلقت فعالياته الأسبوع الماضي، ويختتم في 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، وتنظمه أمانة منطقة القصيم، بالتعاون مع الهيئة العامة للتراث والسياحة.

وقام الوفد الأجنبي، الذي يمثل 18 رجلا وامرأة بزيارة تعريفية لموقع السيارات التراثية والكلاسيكية واطلع على أنواعها، حيث أشاد بالاهتمام بهذه النوعية من السيارات التي لم تعد مستخدمة على الطرقات في الوقت الحاضر، كما قام عدد من الحضور بتجربة ركوب السيارات التراثية، مبدين إعجابهم بما شاهدوه من فعاليات وبرامج شيقة وإرث تاريخي للمملكة بشكل عام، ومنطقة القصيم بشكل خاص.

من جانبه، أوضح عبد العزيز المهوس المدير التنفيذي لمهرجان «ربيع بريدة 34» لـ«الشرق الأوسط» أن منظمي المهرجان استهدفوا الأسرة من خلال حزمة من البرامج الترفيهية والثقافية والاجتماعية، موضحا أن برودة الأجواء لم تكن حجر عثرة أمام أعداد الزائرين الذين اكتظت بهم جنبات المهرجان.

وأشار المهوس إلى أن تعدد مدن ومحافظات الزوار للمهرجان يعكس مدى نجاح المهرجان في جذب الزوار من خارج المنطقة، مشيرا إلى أن تزايد الأعداد يشكل رافدا مهما لاستمرار المهرجان خلال الأعوام المقبلة.

وعلى الصعيد الشبابي ابتدع مهرجان «ربيع بريدة 34» سباقات التحدي للسيارات التراثية والكلاسيكية والشبابية، والتي تأتي ضمن برامج وفعاليات المهرجان لهذا العام، حيث أقيمت مسابقة للسيارات الجيب ذات الدفع الرباعي، ويعد ذلك السباق الأول من نوعه الذي يقام لتلك الفئة من السيارات على مستوى المملكة، وشارك فيه متسابقون من مناطق البلاد المختلفة.

وشهد السباق الذي يشرف عليه الاتحاد السعودي للسيارات التابع للرئاسة العامة لرعاية الشباب منافسة قوية في تسجيل أول رقم يسجل لقائد المركبة، من خلال ركوب مضمار التحدي المكون من المنحنيات والعقبات لحساب الزمن بالثانية.

وينجذب كثير من زوار فعالية السيارات التراثية والكلاسيكية بمهرجان «ربيع بريدة 34» نحو سيارة من طراز فورد (هاف) موديل 1951، مجددة بالكامل، حيث منظرها الأنيق وجديتها، رغم عمرها الطويل جدا.

وأوضح مالك السيارة صالح العتيق المدير التنفيذي لفريق السيارات التراثية والكلاسيكية ببريدة، أنه ذهب بنفسه إلى الولايات المتحدة الأميركية للحصول عليها وامتلاكها، مشيرا إلى أنه تمكن من العثور عليها في المتحف الإيطالي في ولاية نيوجرسي.

وقال العتيق: «حينما طلبت شراء السيارة رفض المسؤولون عن المعرض، لكن أصررت على موقفي حتى ركبت فوق ظهر هذه السيارة لمدة تزيد على الثلاث ساعات، لكي يوافقوا على بيعها لي، وبعد مفاوضات دامت أكثر من سبع ساعات تمت الموافقة»، ولفت إلى أن السيارة تمت إعادة تصنيعها في وكالة فورد في الولايات المتحدة الأميركية.

وبين العتيق أنه قام بجلب أكثر من 60 سيارة من موديلات مختلفة تراوح بين 1915 و1980، وهي متنوعة الصناعات، معتبرا نفسه المورد الوحيد لفريق السيارات التراثية والكلاسيكية في القصيم من خارج المملكة.

وفي ركن الحرفيات، المقام ضمن فعاليات المهرجان، تتولى أم عبد الله الجطيلي تقديم المأكولات الشعبية التي امتهنتها، وجعلت منها مورد رزق لها ولأسرتها، وبلغت شهرتها خارج حدود البلاد، حيث يتم من قبلها إرسال منتجاتها الغذائية إلى عدد من الطلبة السعوديين المبتعثين في الخارج.