المسح الوطني لـ«الصحة وضغوط الحياة» يدخل مراحله التنفيذية

يعكف عليه مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة ويشمل 10 آلاف عينة

TT

يعكف مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة حالياً، على مسح وطني شامل للصحة وضغوط الحياة، يعد أول مسح ميداني من نوعه في السعودية، مستهدفاً بذلك 10 آلاف عينة من الجنسين، ويغطي 13 منطقة إدارية في البلاد، ويرمي إلى تقديم رؤية واضحة للأطباء ولأصحاب القرار لتأسيس خدمات صحية بأعلى المستويات.

وأكدت لـ«الشرق الأوسط» الاختصاصية منى شهاب مديرة برنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة، أن أهمية هذه الدراسة والمسوحات تكمن في أنها ستزود العاملين في المجال الصحي ومتخذي القرار برؤية واقعية تساعد على توفير الخدمات اللازمة للوقاية، والعلاج، والتأهيل في جميع المناطق.

وأوضحت مديرة برنامج المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة، أن هذا المسح سيكون بحثاً وبائياً ميدانياً، يستخدم عينة من كافة السعوديين في المدن والريف، عبر 10 آلاف فرد من الذكور والإناث، وبأعمار تتفاوت ما بين 15 إلى 65 سنة، مشيرة إلى أن اختيار تلك العينة يتم بشكل عشوائي من كل أسرة يقع عليها الاختيار بحسب البيانات والخرائط التي تزودنا بها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط، وذلك في جميع المناطق المستهدفة.

وأضافت: «ستتم مقابلة أفراد العينة وجهاً لوجه في منازلهم بواسطة فرق مدربة ومعتمدة من قبل خبراء، حيث يحتوي كل فريق على رجل وامرأة لمقابلة الرجال والنساء كل حسب جنسه، وسنستخدم في المقابلة استبيانا علميا دقيقا تم تطويره من قبل جامعة هارفارد». مشيرة إلى قيام فريق سعودي من الأطباء والمترجمين المعتمدين بترجمة هذا الاستبيان، ثم تراجعه مجموعة من الخبراء لتطبيقه على أرض الواقع.

وبينت منى شهاب، أن المسح الميداني بدأ منذ أسبوعين في منطقة مكة المكرمة من خلال توفير الباحثين وتدريبهم للبدء الرسمي في المسح الشامل حيث تم مقابلة 3 آلاف شخص في نفس المنطقة من ضمنها جدة، يليها الرياض منتصف فبراير (شباط) المقبل ثم تليها المنطقة الشرقية فالجنوبية ثم المنطقة الشمالية.

وعن الآلية في كيفية اختيار العينات من جميع المناطق، أوضحت مديرة البرنامج، أن العينات تم اختيارها عشوائياً من مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في وزارة الاقتصاد والتخطيط، حيث يتم تحديد العينات عن طريق الأحياء وتقسيمها إلى «بلوكات» ومن بعدها تحديد المنازل التي على ضوئها يتم استخراج خريطة واضحة للمناطق المستهدفة وأخيراً تتم المقابلة وتوثيق المعلومات عبر برنامج إلكتروني متخصص.

واعتبرت منى شهاب أن المسح الوطني، من شأنه تمكين الجهات المعنية بهذا الملف، من تقدير حجم هذه الاضطرابات في شتى المناطق السعودية ومقدار الإعاقة الناجمة عنها، وتحديد المشكلات الصحية وكيفية طرق معالجتها، بالإضافة إلى العقبات التي تحول دون وصول الرعاية الطبية إليها. مشيرة إلى أن الاضطرابات الناتجة عن ضغوط الحياة تعتبر من أكبر المشكلات الصحية في المجتمعات على المستوى العالمي، ولا يختص في بيئة معينة، حيث يمتد تأثيرها ليشمل كل الأعمار والثقافات والمستويات المادية، مفيدة أن منظمة الصحة العالمية لاحظت وجود فارق كبير بين المعروض من الخدمات الصحية في هذا المجال وبين الطلب عليها.

وزادت منى: «المسح الوطني للصحة وضغوط الحياة مشروع وطني تحت مظلة مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، يعمل عليه كوادر وطنية من علماء وأطباء ينتسبون إلى عدة مراكز أبحاث وطنية، وجهات حكومية بالتعاون مع وزارة الصحة، ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومركز الأبحاث، ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وجامعة الملك سعود بالتعاون مع جهات عالمية من ضمنها منظمة الصحة العالمية وجامعتي هارفرد وميشيغان، وبدعم استراتيجي من شركة «سابك»، للوقوف على هذه الدراسة التي تحمل أملا كبيراً لأجيال المستقبل في السعودية.