خالد الفيصل: مكة يجب أن تكون قبلة العالم الإسلامي في الاقتصاد كما في العبادة

دشن مبنى «الغرفة» الجديد ووضع ملف «صنع في مكة» على رأس الأولويات

الأمير خالد الفيصل مدشنا مقر الغرفة التجارية الصناعية الجديد في مكة المكرمة (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أوضح الأمير خالد الفيصل أن مكة المكرمة قبلة المسلمين في الاقتصاد كما هي قبلتهم في العبادة، مؤكدا أن العاصمة المقدسة حققت الصدارة حين أنشأت مبنى الغرفة التجارية الجديد الذي بني من الإرادة والتخطيط، وأن مشروع «صنع في مكة» سيكون الملف الأهم على طاولة الغرفة في السنوات المقبلة، جاء ذلك في معرض تدشينه المبنى الجديد للغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.

وقال الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة: «إن مجلس إدارة الغرفة الحالي سعى نحو الارتقاء بمستوى العمل وبمستوى الإدارة»، مبينا أن الغرفة تشهد يقظة وحركة تنموية بعد ذلك السبات الطويل الذي عاشته خلال السنوات الماضية.

وزاد: «كنت دائما أدعو إلى العمل الجاد وأذكر أنه إذا تحققت الإرادة والإدارة فلا بد أن نصل إلى الصدارة، وها هي تتمثل اليوم في هذا المشروع، فقد تحققت الإرادة لأن مجلس الإدارة لم يتوقف عندما أراد إنشاء هذا المبنى عند عدم وجود المبالغ اللازمة، فبالإرادة استطاع أن يجمع المبلغ المطلوب، وبالإرادة أنشأ هذا المبنى على أسس إدارية وعلمية حديثة».

وأضاف: «التصميم لم يكن فقط من أجل اجتماع الموظفين يوميا في الصباح وانصرافهم بعد الظهر، وإنما لتطوير العمل في الأسلوب الإداري الحديث، فتحققت الإدارة، أما الصدارة فهي ما تحقق في هذا الصباح عندما أجمع الجميع على أن هذا العمل مميز».

وأبان أمير مكة أن الله تعالى بشر أهل هذه المدينة العظيمة بالأمن والرزق؛ «ولهذا، وجب علينا الشكر، والشكر لا يمكن أن يكون إلا بالعمل، والعمل في هذا المجال مثمر، لأنه في خدمة أعظم مدينة على وجه الأرض وأطهر بقعة في هذا الكون، ولأن الله سبحانه وتعالى كرمنا بأن نسكن بجوار هذا البيت العتيق، فلا بد من أن نجعل من هذه المدينة كذلك».

وأفاد الفيصل بأن «مكة قبلة العبادة ويجب أن تكون كذلك قبلة الاقتصاد؛ فالله سبحانه وتعالى يسر لنا العالم الإسلامي أجمع لأن يتوجه إلى هذه المدينة خمس مرات في اليوم مصليا وأن يحج إلى هذه الأرض مرة في العمر على الأقل، فهي دعوة إلهية لزيارة هذه الأرض وزيارة هذا البيت، فلا بد أن نستغل هذا التكريم من رب العالمين ونعطي الزائر والمعتمر والحاج صورة حضارية كبيرة وعظيمة لهذا الإنسان الذي يسكن هذه الأرض المشرفة».

وقال الأمير خالد: «يجب علينا كذلك أن نستغل هذه الفرصة لأن نكون لأنفسنا اقتصادا عالميا قويا، ولقد بادرتم بطرح مشروع (صنع في مكة)، وليكن هذا مشروعكم الاقتصادي في الأعوام المقبلة، وإنني لأرجو، مخلصا، من الغرفة ومن الأمانة ومن وزارة التجارة، أن تعكف على تطوير هذا المشروع من رفوف الدراسة إلى أرض الواقع وأرض العمل، وأن نرى في القريب العاجل الأراضي والمباني والإداريين والاقتصاديين يعملون بشكل منتظم لتأسيس الحقول الاقتصادية اللازمة لهذا المشروع العظيم، (صنع في مكة) هو مشروعنا، وهو مسؤولية أهل مكة»، مؤملا أن تستمر مكة اقتصاديا وإداريا واجتماعيا وثقافيا؛ «لأن هذه المدينة وأهل هذه المدينة أحق بذلك من غيرهم».

من جهته، أكد صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورئيس مجلس الغرف الإسلامية؛ أن «قيادة المجلس الحالي تمكنت من تحقيق إنجاز يشكرون عليه»، مشيرا إلى أن «المجلس الذي استطاع أن يجمع المال لبناء المبنى الذي يعد واجهة حضارية للاقتصاد السعودي، بذل جهودا جبارة بعد أن كانت الغرفة في الماضي تعاني قلة الدخل».

ودعا كامل إلى أهمية ترشيح مبنى مكة المكرمة ليحصل على جائزة مكة للتميز في الفرع العمراني خلال الدورة الحالية للجائزة، مفيدا بأن «تشييد المبنى لم يكتف بمجرد البناء فقط، بل إنه شمل التصاميم المعمارية التي أظهرت وجه العمارة الإسلامية وجعلت منه رمزا للعابرين إلى مكة المكرمة من وإلى محافظة جدة؛ البوابة الكبرى التي يفد من خلالها الحجاج والمعتمرون إلى مكة المكرمة سنويا».

على الصعيد ذاته، قال طلال ميرزا، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: «إن الحب لمكة لا بد أن ينعكس على أرض الواقع بحسن الاستخلاف والإعمار والتطوير، وكل ما فيه الخير لهذا البلد الطيب»، مردفا: «مكة المكرمة هي العاصمة المقدسة لمملكتنا الحبيبة، بل وعاصمة المسلمين وقبلتهم، وواجبنا تجاه مكة ربما يكون أكبر من واجبات باقي المسلمين خارجها، وهذا ما يؤكده ولاة الأمر علينا دائما وأبدا».

وأردف ميرزا: «في الأمس القريب، كنا نحلم بمقر جديد لغرفة مكة.. في الأمس القريب، كنا نراها خطوطا بقلم من رصاص.. في الأمس، كنا نسطر حروفا لعقود البناء.. في الأمس، كنا نجتمع ونتناقش ونتفق ونختلف لمصلحة هذا المقر.. في الأمس، مرت علينا لحظات عصيبة لتمويل هذا المشروع».

وزاد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة: «في الأمس وعدنا، واليوم أعاننا الله على الوفاء.. في الأمس، كنا نحلم واستيقظنا اليوم على الواقع، اليوم نحن على أرض الواقع في المقر الجديد لغرفة مكة المكرمة بحمد الله، لقد شكك الكثير في إمكانية الوفاء والإنجاز، لكن بتوفيق الله أولا ثم دعمكم جميعا وفقنا لإنجاز هذا الصرح الذي روعيت فيه احتياجات غرفة مكة لخمسين عاما مقبلة فأكثر، وأنجز خلال 14 شهرا».

وأفاد ميرزا بأن «انتظار المجتمع الاقتصادي المكي لهذا المقر أصبح اليوم واقعا، وفي الغد أكثر إشراقا - بإذن الله»، مردفا: «بقدر سعادتنا بهذا الإنجاز اليوم، إلا أننا يجب أن نستعد لمرحلة جديدة لغرفة مكة وللمجتمع الاقتصادي في مكة المكرمة، فالمقر الجديد دون حراك وتفاعل وتنشيط للفعاليات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية لن يحقق الأهداف منه، لذا فإننا - بحمد الله - أنجزنا مرحلة، لكن للخطة الاستراتيجية بقية، وهذا كان واضحا بالنسبة لنا في الخطة، فالمرحلة القادمة لا تقل أهمية عن السابقة، وبانتظار دعم الجميع لغرفتكم لاستكمال مسيرة التنمية».