«مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية» تبدأ بإجراء تجارب لـ«تحلية المياه» بالطاقة الشمسية

تقلل الكلفة العالية للأساليب التقليدية المعتمدة حاليا في التحلية

TT

شرعت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في حشد إمكاناتها وخبراتها في إجراء بحوث عالية التقنية لـ«تحلية المياه» بالطاقة الشمسية في بعض محطات التحلية التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة؛ سعيا إلى تقليل الكلفة العالية لأساليب التحلية الحالية التي تحتاج إلى كميات كبيرة من البترول، ضمن الخطة الاستراتيجية البحثية للمدينة للعشرين سنة المقبلة.

وأكد الدكتور ماهر العودان مدير مركز الأبحاث والتطوير بمدينة الملك عبد الله حرص المدينة على التواصل والتعاون مع كل القطاعات المتعلقة بالطاقة الذرية والمتجددة داخل المملكة وخارجها، مشيرا إلى أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أحد أهم الشركاء الذين تسعى المدينة بالتعاون معهم إلى تطوير وتوطين تقنية تحلية المياه باستخدام مصادر الطاقة البديلة.

وتعتبر المدينة أن تلك التقنية الحديثة ستساعد على بناء مستقبل مستدام للطاقة والمياه في المملكة، خصوصا أن استخدام طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية في تقنية تحلية المياه يعد أكثر جاذبية من غيرها؛ نظرا لإمكانية تخزين المنتج، علاوة على أنه إمكان تطوير تقنية تحلية تتناسب مع طبيعة مصادر الطاقة البديلة.

وأضاف العودان: «لقد سرنا رؤية الخطوات التي تعمل عليها المؤسسة باتجاه استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه، ونتطلع معا إلى بحث وتطوير كل الخيارات المتاحة في المستقبل القريب».

وترأس الدكتور العودان وفدا من مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة لبحث التعاون الاستراتيجي مع المؤسسة العامة لتحلية المياه، ممثلة في الدكتور إبراهيم التيسان مدير عام معهد الأبحاث وتقنية التحلية بالجبيل؛ حيث استعرض الطرفان خطة البحث الاستراتيجية للمدينة في مجال الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، والتعرف على تجارب المعهد البحثية السابقة والحالية في هذا المجال، وبحث سبل عقد شراكة بحثية بين الطرفين في مجال الطاقة الشمسية.

وأكد الدكتور التيسان لـ«الشرق الأوسط» أهمية هذه الزيارة، من منطلق التعرف على الإمكانات والتوجهات البحثية لدى الطرفين، خصوصا في مجال استخدامات الطاقة الشمسية في صناعة تحلية المياه المالحة.

وأضاف التيسان أن معهد الأبحاث يولي موضوع توظيف الطاقة الشمسية في مجال التحلية أهمية قصوى، كاشفا أن المعهد على وشك الانتهاء من مشروع الطاقة الشمسية بالتعاون مع شركة «هيتاشي زوسن» اليابانية، وهو يعد من أهم المشاريع البحثية للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.

وخلال الزيارة، استعرض المهندس أول حراريات خالد الشعيل تاريخ بداية معهد الأبحاث وتقنية التحلية، ومدى التطور البحثي الذي شهده المعهد، من خلال براءات الاختراع والجوائز التي حصدها، والمنشورات البحثية عالميا ومحليا، التي تم نشرها في المؤتمرات والمجلات العالمية.

بدوره، قدم المهندس يحيى الخشي عرضا مرئيا عن مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة، متناولا أبرز المشاريع البحثية الحالية والمستقبلية خلال السنوات العشرين المقبلة.

وجال وفد مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة في مرافق معهد الأبحاث؛ حيث تعرف على المحطات بشتى أنواعها، بالإضافة إلى التعرف على مشروع الطاقة الشمسية الجديد الذي ينفذه المعهد مع شركة «هيتاشي زوسن» اليابانية، ثم توجه الفريق إلى مختبرات المعهد؛ حيث تعرف على أفضل التقنيات التي تعمل بها هذه المختبرات لدى قسم البيئة والأحياء البحرية.