دخل قطاع التدريب التقني والمهني في السعودية في عدد من الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص بشقيه المحلي والدولي، لتشغيل معاهد متكاملة في التخصصات الفنية، وذلك من خلال إبرام عدد من الاتفاقيات التي من شأنها تمكين الشباب السعودي لدخول سوق العمل وفق بيئة مهنية مناسبة.
وأفصح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور علي الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، بعد توقيعه مذكرة تفاهم للتدريب المنتهي بالتوظيف لعدد 200 طالب من خريجي المؤسسة مع مجموعة «ناغي» للسيارات «جاغوار لاند روفر» بالعاصمة الرياض أمس، بأن توجهات جهازه لبناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص جاءت بعد جدية المبادرات التي يعمل عليها مع عدد من الجهات الأهلية، سواء المحلية منها أو الأجنبية؛ من أجل رسم سياسات لمستقبل واضح؛ لتمكين الشباب السعودي، وضمان استدامتهم في العمل، وعدم تسرب الكوادر المؤهلة.
وحول استفسار لـ«الشرق الأوسط» بخصوص مصير الشباب السعودي بعد التدريب وإمكانية حصولهم على منشآت صغيرة تكون مصدر رزق لهم بشكل مباشر، بعد حصولهم على دبلومات التدريب المعتمد من شركات عالمية لتصنيع السيارات الفاخرة وصيانتها، أوضح الدكتور الغفيص أن جهازه يضمن سهولة توجه خريجيه إلى الأعمال الحرة ذات الاختصاص، من خلال برامج ومسارات عدة تنفذها المؤسسة بالتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص، مشيرا إلى إمكانية حصول الكوادر المؤهلة على الفكر الإداري المتكامل لإدارة مشاريعهم بعد التخرج، عن طريق برنامج وطني متمثل في «ريادة» للتمكين الإداري لتلك المشاريع، وبالتالي عرض المشروع بعد دراسته والتأكد من جودته على بنك التسليف الذي سيقوم بدوره بضخ التمويل اللازم لمثل هذه المشاريع، ومن ثم يأتي دور الشركاء في نقل الفكر والتقنية، وتمكين المتدربين لديهم بعد التخرج من عمل مشاريع خاصة بهم، وبأعلى المستويات كأحد الاستثمارات المتاحة والمربحة في البلاد.
من جهته، أوضح الدكتور حمد العقلا نائب محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أن التعاون المبرم بين المؤسسة ومجموعة «ناغي» للسيارات يأتي امتدادا لسعي المؤسسة لتوظيف خريجيها من خلال برامج مشتركة، مشيرا إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية الجديدة، ستستقطب مؤسسة «ناغي» للسيارات 200 متدرب كمرحلة أولية، ضمن برامج التدريب المنتهي بالتوظيف، وذلك للعمل في المواقع المتعددة للشركة في مجالات ميكانيكية وهندسية ومبيعات قطع غيار والدهان.
في المقابل، أكد المهندس أنيس جمجوم نائب رئيس قطاع السيارات الفاخرة في مؤسسة «يوسف ناغي» للسيارات، أن شركة «جاغوار لاند روفر» ستوفر كل الإمكانات التي تخدم أهداف التعاون القائم مع المؤسسة العامة للتدريب التقني، مشيرا إلى أنه تم اختيار المدربين وفق معايير محددة لينخرط المتدرب بعدها في برنامج تم اعتماده وفقا للمعايير العالمية والمعتمدة والمتخصصة في مجال التدريب في قطاع السيارات في بريطانيا، حيث تصل مدة البرنامج لـ18 شهرا، يتم خلالها تأهيل المتدرب بدورات مكثفة في اللغة الإنجليزية والكومبيوتر، وتدريبه على المجالات المختلفة في صيانة السيارات، مشيرا إلى أن المتدربين سوف يحصلون على كثير من المزايا، حيث سيتقاضون أثناء تدريبهم مكافأة شهرية، بالإضافة إلى توفير التأمين الطبي لهم، وتسجيلهم في التأمينات الاجتماعية من بداية البرنامج، بالإضافة إلى مزايا أخرى.
تأتي تلك التوجهات بعد أن وقعت وزارة التجارة والصناعة السعودية مؤخرا ممثلة في البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية مع شركة «جاغوار لاند روفر» العالمية للسيارات خطاب نية لمشروع صناعة السيارات في السعودية، تقدر استثماراته بنحو 4.5 مليار ريال (1.2 مليار دولار)، ويتوقع أول إنتاج له في 2017؛ حيث ستسهم تلك المشاريع في تحقيق توجيه خادم الحرمين الشريفين في الاستخدام الأمثل لموارد الطبيعية لإنتاج ما يخدم تطوير الصناعة، وتوفير الوظائف التي يطمح إليها الشباب السعودي.