«الثقافة والفنون» تلزم الفرق الشعبية الأهلية باستخراج تصاريح لمزاولة المهنة

حرمان المخالفة منها بمنعها من المشاركة في الحفلات

تعد الفرق الشعبية الأهلية أحد ملامح اكتمال الفرح في المناسبات العامة والخاصة بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

ألزمت جمعية الثقافة والفنون بمحافظة جدة كل الفِرَق الشعبية غير المرخص لها بمزاولة غناء الأهازيج الشعبية والمورث القديم، باستخراج تصاريح من قبل اللجنة المكلفة بالجمعية لإصدار مثل تلك التصاريح للفرق الشعبية، قبل السماح لها بمزاولة المهنة.

وحددت جمعية الثقافة والفنون نهاية شهر فبراير (شباط) المقبل، فترة نهائية لتصحيح أوضاع تلك الفرق، وتصنيفها من قِبَل الجمعية، مؤكدة أنه في حال لم تستجب الفرق الشعبية لتلك الإجراءات التنظيمية، سيتم حرمانها من المشاركة في الاحتفالات المحلية والخارجية، ولن تتمكن من إحياء الحفلات الخاصة بالأفراح والتجمعات الأهلية الأخرى.

وكانت منطقة مكة المكرمة شهدت، خلال السنوات الماضية، نموا في أعداد الفرق الشعبية التي تتنافس على إقامة الاحتفالات الخاصة بأسعار تبدأ من 4 إلى 8 آلاف ريال، لأداء أنواع من الموروث الشعبي ومنها الموال الحجازي «المجس»، الذي ينشط في المنطقة الغربية بشكل خاص.

وقال سهيل طاشكندي رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في جمعية الثقافة والفنون لـ«الشرق الأوسط»: «إن الجمعية أقرت تحديد نهاية الشهر المقبل لتصحيح أوضاع الفرق غير المنتسبة إلى الجمعية»، موضحا أنه لا توجد اشتراطات محددة للحصول على تراخيص الجمعية، لافتا إلى أن الجمعية تجبر الفرقة الراغبة في الحصول على الترخيص بأن تكون ملتزمة بالعادات والتقاليد، وأن يكون لديها مخزون كبير من المورث الشعبي، والقدرة على أدائه بشكل صحيح.

وأضاف طاشكندي: «إن هناك نحو 200 فرقة شعبية مسجلة لدى فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة، وتأمل الجمعية أن تنخرط باقي الفرق، التي سوف تستفيد من البرامج التي تقدمها الجمعية، ومنها التدريب والتأهيل في أداء الأنواع المختلفة من المقامات والألوان»، لافتا إلى أن رسوم الجمعية رمزية ولا تشكل عائقا أمام استخراج التراخيص.

وأرجع مختصون في مجال الطرب الشعبي سباق الشباب الذين تنحصر أعمارهم بين 17 و25 عاما، لإنشاء مثل هذه الفرق الشعبية، إلى تحسين الوضع المادي لهؤلاء الشباب في المقام الأول، إذ تحصد أدنى فرقة مع نهاية موسم الاحتفالات ومناسبات الزواج مبالغ تتجاوز ألفي ريال، في حين أن تكوين هذه الفرقة لا يتجاوز 2000 ريال لشراء الآلات الموسيقية.

وأكد رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في جمعية الثقافة والفنون في جدة أن الهدف من هذا التوجه هو حصر هذه الفرق وتمحيصها، وإخراج الرديء من السوق، مؤكدا أن جمعيته تسعى إلى تقويم واختيار الفرق الشعبية لتمثيل المملكة في المناسبات الخارجية، لافتا إلى أن الهدف من تلك المشاركات الدولية هو التعريف بالموروث الشعبي المحلي.

وفي السياق ذاته قال عبد العزيز قران عضو مجلس النادي الأدبي في جدة لـ«الشرق الأوسط»: «إن أبرز ما يواجه جمعية الثقافة والفنون القدرة على مواجهة متطلبات الوقت الراهن؛ لضعف ميزانيتها، إذ تحتاج لمثل هذا التوجه في احتضان الفرق جهازا تدريبيا يعتني بهذه الفرق».

وأردف: «لا بد من الاستفادة من الخبرات في هذا القطاع، وإن كانت نادرة وقليلة، مع التركيز على الجانبين العلمي والتقني في التدريب، خصوصا ما يُعرف بـ(الفن الحجازي) في المقامات، التي تغيب فيه النماذج المتميزة القادرة على أداء هذه الألوان بشكل جميل متميز، وعلى سبيل المثال (المجس) الذي لا تجد فيه الكوادر المحلية المؤهلة لأداء هذا اللون الذي يعد من أصعب الألوان».

من جهته، يرى فيصل أحمد مؤسس إحدى الفرق الشعبية، أن عملية إلزام الفرق باستخراج تصاريح قد يساعد على رفع أجور هذه الفرقة، بحجة أنها مصنفة من قبل جمعية الثقافة والفنون، وهذا التصنيف يرفع قيمة الفرقة، في حين أن غالبية الفرق التي تقدم الألوان الشعبية غير مدربة، وتعتمد على الأجهزة الحديثة في الأداء.

وأضاف فيصل أن السبب الحقيقي لإنشاء فرقته هو «العائد المادي الذي نتقاضاه مع نهاية كل حفل، والذي يساعدنا على مواجهة ارتفاع أسعار السلع الذي تشهده السوق المحلية»، لافتا إلى أن المردود المادي للعمل من خلال الفرقة الشعبية خاصتهم، لا يكفي لتغطية متطلبات الحياة لأعضاء الفرقة.