كتلة هوائية تخفض حرارة شمال المملكة وغربها.. ومنسوب أمطار تبوك يسجل 40 ملليمترا

وفاة رضيع وإنقاذ أسر احتجزتها السيول.. ومدير التعليم يعلق الدراسة من خارج البلاد

استنفار عدد من الأجهزة والجهات الحكومية في عدد من مناطق البلاد تحسبا لمخاطر الأمطار والسيول التي تشهدها السعودية هذه الأيام («الشرق الأوسط»)
TT

تراوحت نسبة الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة تبوك ومراكزها، أمس، بين 35 و40 ملليمترا، وفقا لما سجله مرصد تبوك التابع للهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة.

وأكد حسين القحطاني، المتحدث باسم الهيئة، لـ«الشرق الأوسط»، أن الفرصة لا تزال مهيأة لهطول أمطار على شمال البلاد بشكل عام إثر كتلة هوائية باردة ستطال شمال وغرب السعودية تحديدا في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف، وأضاف أنه «ستنخفض درجة الحرارة بشكل عام على غالبية المناطق، بينما يتوقع أن تصل إلى صفر في محافظتي عرعر وطريف».

ونجم عن الأمطار التي هطلت على تبوك وفاة رضيع وإصابات طفيفة لآخرين، وعلقت الدراسة وانتفضت كافة الجهات المعنية بالطوارئ والسلامة في المنطقة بتطبيق خطة للطوارئ. وكان الأمير فهد بن سلطان، أمير المنطقة رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني في المنطقة، قد وجه اللجنة بالعمل مبكرا وفق خطط الطوارئ المعدة مسبقا في حال هطول الأمطار، وتكثيف العمل على مدار 24 ساعة، حسبما أكد سعيد القحطاني الناطق باسم إمارة منطقة تبوك.

وأعلن الدفاع المدني وفاة رضيع تعثرت سيارة والده في وادي روافة فجر أمس، ونجا الوالدان، بينما عثر لاحقا على الطفل على بعد كيلومترين من موقع تعثر السيارة، في حين أكد لـ«الشرق الأوسط» مأمور هاتف العمليات المشتركة عدم تلقيهم بلاغات أخرى، وذلك في تمام الخامسة بتوقيت الرياض. وقال في اتصال آخر «تم للتو (السادسة مساء بتوقيت السعودية) إنقاذ أكثر من 3 سيارات من ضمنها مركبات عوائل تم إنقاذها عبر الطائرة، إذ احتجزتهم السيول في وادي بقار».

وأرجعت إدارة التعليم في المنطقة اتخاذ قرار تعليق الدراسة غدا (الثلاثاء) إلى التقارير التي تصدرها هيئة الأرصاد والدفاع المدني وتوصياتهما، وذلك عقب تعليق الدراسة منذ يوم السبت الماضي حتى اليوم، نتيجة الأمطار.

وقطعا لم يتمكن الشاب وائل المالكي، وهو معلم لغة إنجليزية في تبوك، من اتخاذ قرار للخروج إلى مدرسته صباح أمس، لكنه اتخذ قرارا بعدم الذهاب بعدما شاهد السماء داكنة بغيوم سوداء، بينما جاءه إعلان التعليق في الثامنة والنصف من صباح أمس.

ويمتعض خالد البديوي، وهو من أهالي تبوك ويعمل في شركة أغذية بالرياض، قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «تأخرت إدارة التعليم في تعليق الدراسة، ولم يصدر القرار مبكرا، إذ أعقب خروج أبنائي إلى المدرسة مع السائق، ومن ثم مواجهتهم عوائق حتى عادوا سالمين إلى المنزل». بينما يؤكد محمد مرعشي، وهو طالب جامعي في تبوك، أن الإعلان جاء بعدما وصل أو اتجه غالبية الطلاب إلى المدارس، وقال: «وجدت شوارع مغلقة على أثر تجمعات المياه الناجمة عن الأمطار».

ونقل بيان صدر عن «تعليم تبوك» تأكيد الدكتور محمد اللحيدان، مدير التعليم في المنطقة، استمرار تعليق الدراسة في جميع مدارس المنطقة أمس واليوم، وأن غزارة الأمطار التي تشهدها المنطقة استدعت تعليق الدراسة، بينما تم توجيه مديري المدارس باستمرار باتخاذ كافة صلاحياتهم في تعليق الدراسة بمدارسهم، خصوصا في القرى والمحافظات.

وحول تأخر الإعلان، قال مدير «تعليم تبوك» في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «أنا حاليا خارج المملكة، وبالإمكان التحدث إلى الإعلام التربوي». وقال سعد الحارثي، مدير الإعلام في إدارة التربية والتعليم في تبوك: «تم الإعلان في الثامنة والنصف، ولا يمكننا الوصول إلى جميع أولياء الأمور وقتها»، ثم أضاف في رسالة هاتفية أن «مدير التعليم خارج البلاد في مهمة رسمية، وأن الإعلان لم يكن متأخرا»، لافتا إلى أن الإعلان عن تعليق الدراسة من عدمه غدا سيتم صباح اليوم (الاثنين).

وشهدت تبوك ومراكزها ومحافظات حقل وضباء والمراكز التابعة لها، أمطارا غزيرة. وقال العقيد ممدوح العنزي، الناطق باسم الدفاع المدني في تبوك، إن المديرية نزلت إلى الميدان بكامل طاقتها البشرية لتنفذ خطة الطوارئ وتتابع كل المستجدات. وأضاف في اتصال هاتفي في تمام الثالثة ظهرا أمس «نتأهب لأسوأ الظروف التي قد تشهدها المنطقة، ونرجو ألا يحدث مكروه لأي شخص»، مؤكدا في الوقت ذاته وفاة الطفل الرضيع.

ولفت الناطق باسم إمارة المنطقة إلى حدوث تجمعات مياه في بعض الشوارع والأحياء وتعطل سيارات نتيجة مرورها بنقاط التجمع، وقال «شدد أمير المنطقة على كافة الجهات المعنية كالدفاع المدني وأمانة المنطقة وبلدياتها في المحافظات، إضافة إلى إدارات الطرق والمياه والكهرباء، تكثيف دورياتها وفرق الصيانة لضمان استمرار الخدمات وتقديم العون والمساعدة العاجلة لمن يحتاج إليها».

وأشار متحدث الإمارة إلى سيلان أودية محيطة بمدينة تبوك شملت «وادي البقار، ووادي الضبعان، ووادي الإثيلي، ووادي المعظم، والديسه، وشقري، ووادي روافة، إلى جانب أودية أخرى في محافظات حقل وضباء والبدع»، مشيرا إلى عمل اللجان المختصة بمراقبة الأودية في الميدان بالتنسيق مع الدفاع المدني لمراقبة وضع الأودية وسرعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة والتأكد من وضع السلامة حولها.