تبوك: استمرار هطول الأمطار وإنقاذ 273 حالة وإخلاء 4 أحياء

السحب تتجه إلى غرب السعودية.. وتوقعات بتعليق الدراسة بالمدينة المنورة

TT

استمر هطول الأمطار على منطقة تبوك لليوم الثاني على التوالي، في الوقت الذي أطلقت فيه جهات حكومية سعودية تحذيرات من ارتفاع منسوب المياه جراء زيادة معدلات السيول في الأودية والشعاب بالمنطقة، وكانت مديرية الدفاع المدني في تبوك سجلت نحو 273 حالة إنقاذ يوم أمس، وأكد متحدثون رسميون لـ«الشرق الأوسط» عدم تسجيل أي وفيات، باستثناء حالة الطفل الرضيع و23 حالة احتجاز، أنقذتها الفرق الميدانية.

وتأتي التحذيرات التي أطلقتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بتأثير جبهة ذات كتلة هوائية باردة، أمس (الاثنين)، لتتوجه إلى المنطقة الغربية، وتحديدا المدينة المنورة، في ظل توقعات بتعليق الدراسة في حال هبوط أمطار غزيرة كالتي شهدتها منطقة تبوك.

إلى ذلك أخلت الأجهزة الحكومية أربعة أحياء جنوب منطقة تبوك، بعدما ارتفعت وتيرة الاحتراز المصاحب للسيل المقبل من وادي «البقار»، ووجه الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، رئيس اللجنة المحلية للدفاع المدني، بتأمين فوري للسكن المناسب، والإعاشة والتدفئة لمن يحتاجها من العائلات، في ظل الظروف الراهنة، ونقل بيان صدر عن إمارة المنطقة «عن توجيه أعضاء اللجنة المحلية للدفاع المدني، بمواصلة انعقادها الدائم على مدار الساعة، للتعامل مع أي طارئ».

وأعلنت الإمارة استمرار تعليق الدراسة حتى يوم السبت المقبل، في حين أغلقت طرقا تمر من خلال بعض الأودية.

وقال العقيد ممدوح العنزي الناطق باسم الدفاع المدني في تبوك لـ«الشرق الأوسط»: «وصلت فرقتا مساندة من منطقتي الرياض وعسير»، لافتا إلى جاهزية 5 طائرات إنقاذ تابعة للدفاع المدني، إلى جانب طائرات القاعدة الجوية، وأضاف: «جميعها جاهزة للتحرك، وتنفيذ كل عمليات الإنقاذ الجوي».

وأشار العقيد ممدوح العنزي الناطق باسم الدفاع المدني، إلى إنقاذ 23 شخصا، وجدوا مساء أول من أمس بحي «دمج» الذي تضرر من سيول وادي البقار، وأفاد العقيد العنزي، في بيان رسمي (حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه) «امتدت في الساعة الثانية صباح أمس سيول من وادي الإثيلي إلى الأحياء الجنوبية (أبو سبعة، وكريم، وأبو دميك). تم إخلاء هذه الأحياء وإنقاذ المحتجزين داخلها».

وذكر الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة تبوك أن لجنة حصر الأضرار تباشر أعمالها، لحصر جميع الأسر التي تم إخلاؤها، برئاسة مدير الدفاع المدني بالمنطقة، ومندوبين من الجهات الحكومية، داعيا المواطنين والمقيمين لأخذ الحيطة والحذر.

وتوجه السكان الواقعة بيوتهم بمناطق دهمتها السيول أو تكاد، إلى مراكز الإيواء. وبحسب العقيد العنزي في اتصال هاتفي، فقد أمنت المساكن والأغذية وبقية الحوائج، عبر منسقي وزارة المالية بمراكز الإيواء. وأوصى المتحدث سكان المنطقة بعدم الخروج لغير الضرورة حرصا على سلامتهم.

ويقول عودة العطوي المتحدث باسم مديرية الشؤون الصحية في المنطقة لـ«الشرق الأوسط»: «لم تسجل مستشفيات وزارة الصحة حالات إصابات بليغة، وتعالج غالبية الحالات التي تنقذها الأجهزة الرسمية في الميدان»، مضيفا: «هناك 11 فرقة، تتكون من 53 مسعفا موجودا في الميدان، لمرافقة فرق الإنقاذ والتبليغ عن أي حالة احتجاز».

وأعلن العطوي، عن إرسال أول عيادة متنقلة إلى مركز الأمير سلطان الحضاري الذي تحول عقب هطول الأمطار الغزيرة إلى مركز إيواء، لمن اضطر لمغادرة منزله، وقال: «تتكون كل عيادة من طبيب وممرضين، وستنشأ عيادات ميدانية أخرى ببقية مراكز الإيواء، حتى نسهل على الموجودين هناك عدم مبارحة أماكنهم، ويتم نقل الحالات التي تستدعي العلاج إلى المستشفيات، التي يبلغ عددها 11 مستشفى في المنطقة، مجهزة كلها بغرف عناية خاصة، وباستثناء مستشفى واحد، تمتلك العشرة مستشفيات الأخرى مراكز غسيل للكلى»، مستطردا: «هناك أيضا 67 مركز رعاية صحية موزّعة في أرجاء المنطقة، وتعمل جميعها بشكل طبيعي».

من ناحيته، قال العقيد محمد النجار، مدير مرور تبوك لـ«الشرق الأوسط»: «شهد الطريق الرابط بين ضبا وتبوك انهيارات، بينما تجري عمليات الإصلاح لعودة الطريق فور توقف الأمطار، لافتا إلى اتخاذ الإجراء نفسه مع طريق تبوك المتجه إلى حالة عمار بعد تعطل الطريق».

وحمل الدكتور رياض الغبان، المتحدث باسم أمانة تبوك، التجمعات الواسعة للمياه في الميادين، والتقاطعات الرئيسية لكثافة الأمطار التي وصفها بغير المسبوقة على المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على توافر كثير من مشاريع تصريف للسيول والأمطار (حسبما يقول)، لكنه اعتذر عن تقديم التفاصيل؛ لوقوفه على الأعمال الميدانية لإدارته.

لكن الدكتور الغبان استدرك بالقول: «أتمنى من الناس أن لا يتداولوا صورا، قد تزرع الهلع بين الناس، وهي عارية عن الصحة»، في إشارة إلى صورة تداولتها المواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي منذ أول من أمس، تظهر اقتلاعا كاملا لأحد الشوارع، وجاء رد المتحدث باسم الأمانة: «إن هذه الصورة لمشروع لم يكتمل بعد، والمشاهد يتراءى له أن الطريق اقتطع بالكامل».

وأكد المتحدث أن الانهيارات الصخرية الواقعة على الطرق الدائرية، تقع تحت مسؤولية وزارة النقل، بينما تقع مسؤولية الطرق داخل المدينة على الأمانة، واعدا «الشرق الأوسط» بتقرير مفصل خلال الأيام المقبلة.